وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

والمسؤول : الذي يسأله مستحقه ويطالب به أي حقا للمتقين أن يترقبوا حصوله كأنه أجر لهم عن عمل . وهذا مسوق مساق المبالغة في تحقيق الوعد والكرم كما يشكرك شاكر على إحسان فتقول : ما أتيت إلا واجبا إذ لايتبادر هنا غير هذا المعنى إذ لا معنى للوجوب على الله تعالى سوى أنه تفضل وتعهد به ولا يختلف في هذا أهل الملة وإنما اختلفوا في جواز إخلاف الوعد .
( ويوم نحشرهم وما يعبدون من دون الله فيقول أأنتم أضللتم عبادي هؤلاء أم هم ضلوا السبيل [ 17 ] قالوا سبحنك ما كان ينبغي لنا أن نتخذ من دونك من أولياء ولكن متعتهم وآباءهم حتى نسوا الذكر وكانوا قوما بورا [ 18 ] ) عطف ( ويوم نحشرهم ) إما على جملة ( قل أذلك خير ) إن كان المراد : قل للمشركين أو عطف على جملة ( واعتدنا لمن كذب بالساعة سعيرا ) على جواز أن المراد : قل للمؤمنين .
وعلى كلا الوجهين فانتصاب ( يوم نحشرهم ) على المفعولية لفعل محذوف معلوم في سياق أمثاله تقديره : اذكر ذلك اليوم لأنه لما توعدهم بالسعير وما يلاقون من هولها بين لهم حال ما قبل ذلك وهو حالهم في الحشر مع أصنامهم . وهذا مظهر من مظاهر الهول لهم في المحشر إذ يشاهدون خيبة آمالهم في آلهتهم إذ يرون حقارتها بين يدي الله وتبرؤها من عبادها وشهادتها عليهم بكفرانهم نعمة الله وإعراضهم عن القرآن وإذ يسمعون تكذيب من عبدوهم من العقلاء من الملائكة وعيسى عليهم السلام والجن ونسبوا إليهم أنهم أمروهم بالضلالات .
وعموم الموصول من قوله ( وما يعبدون ) شامل لأصناف المعبودات التي عبدوها ولذلك أوثرت ( ما ) الموصولة لأنها تصدق على العقلاء وغيرهم . على ان التغليب هنا لغير العقلاء . والخطاب في ( أأنتم أضللتم ) للعقلاء بقرينة توجيه الخطاب .
فجملة ( قالوا سبحانك ) جواب عن سؤال الله إياهم : ( أأنتم أضللتم عبادي هؤلاء أم هم ضلوا السبيل ) فهو استئناف ابتدائي ولا يتعلق به ( يوم نحشرهم ) .
وقرأ الجمهور ( نحشرهم ) بالنون و ( يقول ) بالياء ففيه التفات من التكلم إلى الغيبة . وقرأه ابن كثير وأبو جعفر ويعقوب ( يحشرهم - ويقول ) كليهما بالياء . وقرأ ابن عامر ( نحشرهم - ونقول ) كليهما بالنون .
والاستفهام تقريري للاستنطاق والاستشهاد . والمعنى : أأنتم أضللتموهم أم ضلوا من تلقاء أنفسهم دون تضليل منكم . ففي الكلام حذف دل عليه المذكور .
وأخبر بفعل ( أضللتم ) عن ضمير المخاطبين المنفصل وبفعل ( ضلوا ) عن ضمير الغائبين المنفصل ليفيد تقديم المسند إليهما عل الخبرين الفعليين تقوي الحكم المقرر به لإشعارهم بأنهم لا مناص لهم من الإقرار بأحد الأمرين وأن أحدهم محقق الوقوع لا محالة . فالمقصود بالتقوية هو معادل همزة الاستفهام وهو ( أم هم ضلوا السبيل ) .
والمجيبون هم العقلاء من المعبودين الملائكة وعيسى عليهم السلام .
وقولهم ( سبحانك ) كلمة تنزيه كني بها عن التعجب من قول فظيع كقول الأعشى : .
قد قلت لما جاءني فخره ... سبحان من علقمة الفاخر A E وتقدم في سورة النور ( سبحانك هذا بهتان عظيم ) . واعلم أن ظاهر ضمير ( نحشرهم ) أن يعود على المشركين الذين قرعتهم الآية بالوعيد وهم الذين قالوا ( ما لهذا الرسول يأكل الطعام ) إلى قوله ( مسحورا ) ؛ لكن ما يقتضيه وصفهم ب ( الظالمون ) والإخبار عنهم بأنهم كذبوا بالساعة وما يقتضيه ظاهر الموصول في قوله ( لمن كذب بالساعة ) من شمول كل من تحقق فيه مضمون الصلة كل ذلك يقتضي أن يكون ضمير ( نحشرهم ) عائدا إلى ( من كذب بالساعة ) فيشمل المشركين الموجودين في وقت نزول الآية ومن انقرض منهم بعد بلوغ الدعوة المحمدية ومن سيأتي بعدهم من المشركين .
ووصف العباد هنا تسجيل على المشركين بالعبودية وتعريض بكفرانهم حقها .
والإشارة إليهم لتمييزهم من بين بقية العباد .
وهذا أصل في أداء الشهادة على عين المشهود عليه لدى القاضي .
وإسناد القول إلى ما يعبدون من دون الله يقتضي أن الله يجعل في الأصنام نطقا يسمعه عبدتها أما غير الأصنام من عبد من العقلاء فالقول فيهم ظاهر