وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

والظلم : الاعتداء بغير حق بقول أو فعل قال تعالى ( قال لقد ظلمك بسؤال نعجتك إلى نعاجه ) وتقدم في قوله ( ومن أظلم ممن منع مساجد الله ) في سورة البقرة . والظلم الذي أتوه هو نسبتهم الرسول إلى الاختلاق فإنه اعتداء على حقه الذي هو الصدق .
والزور : الكذب وأحسن ما قيل في الزور : إنه الكذب المحسن المموه بحيث يشتبه بالصدق .
وكون قولهم ذلك كذبا ظاهر لمخالفته الواقع فالقرآن ليس فيه شيء من الإفك والذين زعموهم معينين عليه لا يستطيع واحد منهم أن يأتي بكلام عربي بالغ غاية البلاغة ومرتق إلى حد الإعجاز وإذا كان لبعضهم معرفة ببعض أخبار الرسل فما هي إلا معرفة ضئيلة غير محققة كشأن معرفة العامة والدهماء .
( وقالوا أساطير الأولين اكتتبها فهي تملى عليه بكرة وأصيلا [ 5 ] ) الضمير عائد إلى الذين كفروا فمدلول الصلة مراعى في هذا الضمير إيماء إلى أن هذا القول من آثار كفرهم .
والأساطير : جمع أسطورة بضم الهمزة كالأحدوثة والأحاديث والأغلوطة والأغاليط وهي القصة المسطورة . وقد تقدم معناها مفصلا عند قوله ( حتى إذا جاءوك يجادلونك يقول الذين كفروا إن هذا إلا أساطير الأولين ) في سورة الأنعام . وقائل هذه المقالة هو النضر بن الحارث العبدري قال : إن القرآن قصص من قصص الماضين . وكان النضر هذا قد تعلم بالحيرة قصص ملوك الفرس وأحاديث رستم واسفنديار فكان يقول لقريش : أنا والله يا معشر قريش أحسن حديثا من محمد فهلم أحدثكم ؛ وكان يقول في القرآن : هو أساطير الأولين . قال ابن عباس : كل ما ذكر فيه أساطير الأولين في القرآن فالمقصود منه قول النضر بن الحارث . وقد تقدم هذا في سورة الأنعام وفي أول سورة يوسف .
وجملة ( اكتتبها ) نعت أو حال ل ( أساطير الأولين ) .
والاكتتاب : افتعال من الكتابة وصيغة الافتعال تدل على التكلف لحصول الفعل أي حصوله من فاعل الفعل فيفيد قوله ( اكتتبها ) أنه تكلف أن يكتبها . ومعنى هذا التكلف أن النبي E لما كان أميا كان إستاد الكتابة إليه إسنادا مجازيا فيؤول المعنى : أنه سأل من يكتبها له أي ينقلها فكان إسناد الاكتتاب إليه إسنادا مجازيا لأنه سببه والقرينة ما هو مقرر لدى الجميع من أنه أمي لا يكتب ومن قوله ( فهي تملى عليه ) لأنه لو كتبها لنفسه لكان يقرأها بنفسه . فالمعنى : استنسخها . وهذا كله حكاية لكلام النضر بلفظه أو معناه . ومراد النضر بهذا الوصف ترويج بهتانه لأنه علم أن هذا الزور مكشوف قد لا يقبل عند الناس لعلمهم بأن النبي أمي فكيف يستمد قرآنه من كتب الأولين فهيأ لقبول ذلك أنه كتبت له فاتخذها عنده فهو يناولها لمن يحسن القراءة فيملي عليه ما يقصه القرآن .
والإملاء : هو الإملال وهو إلقاء الكلام لمن يكتب ألفاظه أو يرويها أو يحفظها . وتفريع الإملاء على الاكتتاب كان بالنظر أن إملاءها عليه ليقرأها أو ليحفظها .
A E والبكرة : أول النهار . والأصيل : آخر المساء وتقد م في قوله ( بالغدو والآصال ) في آخر سورة الأعراف أي تملى عليه طرفي النهار . وهذا مستعمل كناية عن كثرة الممارسة لتلقي الأساطير .
( قل أنزله الذي يعلم السر في السماوات والأرض إنه كان غفورا رحيما [ 6 ] ) لقن الله رسوله الجواب لرد بهتان القائلين إن هذا القرآن إلا إفك وإنه أساطير الأولين بأنه أنزله الله على رسوله .
وعبر عن منزل القرآن بطريق الموصول لما تقتضيه الصلة من استشهاد الرسول الله على ما في سره لأن الله يعلم كل سر في كل مكان .
فجملة الصلة مستعملة في لازم الفائدة وهو كون المتكلم أي الرسول عالما بذلك . وفي ذلك كناية عن مراقبته الله فيما يبلغه عنه . وفي ذلك إيقاظ لهم بأن يتدبروا في هذا الذي زعموه إفكا أو أساطير الأولين ليظهر لهم اشتماله على الحقائق الناصعة التي لا يحيط بها إلا الله الذي يعلم السر فيوقنوا أن القرآن لا يكون إلا من إنزاله وليعلموا براءة الرسول A من الاستعانة بمن زعموهم يعينونه