وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

والملك في قوله ( لا يملكون ) مستعمل في معنى القدرة والاستطاعة كما تقدم في قوله تعالى ( قل فمن يملك من الله شيئا إن أراد أن يهلك المسيح ابن مريم ) في سورة العقود وقوله فيها ( قل أتعبدون من دون الله ما لا يملك لكم ضرا ولا نفعا ) أي من لا يقدر على ضركم ولا نفعكم . فقوله هنا ( لأنفسهم ) متعلق ب ( يملكون ) واللام فيه لام التعليل أي لا يملكون لأجل أنفسهم أي لفائدتها .
ثم إن المراد ب ( أنفسهم ) يجوز أن يكون الجمع فيه باعتبار التوزيع على الآحاد المفادة بضمير ( يملكون ) أي لا يملك كل واحد لنفسه ضرا ولا نفعا ويكون المراد بالضر دفعه على تقدير مضاف دل عليه المقام لأن الشخص لا يتعلق غرضه بضر نفسه حتى يقرع بأنه عاجز عن ضر نفسه .
وتنكير ( موتا - وحياة ) في سياق النفي للعموم أي موت أحد من الناس ولا حياته .
والنشور : الإحياء بعد الموت . وأصله نشر الشيء المطوي .
( وقال الذين كفروا إن هذا إلا إفك افتراه وأعانه عليه قوم آخرون فقد جاءوا ظلما وزورا [ 4 ] ) انتقال من ذكر كفرهم في أفعالهم إلى ذكر كفرهم بأقوالهم الباطلة .
والإظهار هنا لإفادة أن مضمون الصلة هو علة قولهم هذا أي ما جرأهم على هذا البهتان إلا إشراكهم وتصلبهم فيه وليس ذلك لشبهة تبعثهم على هذه المقالة لانتفاء شبهة ذلك بخلاف ما حكي آنفا من كفرهم بالله فإنهم تلقوه من آبائهم فالوصف الذي أجري عليهم هنا مناسب لمقالتهم لأنها أصل كفرهم .
وهذه الجملة مقابلة جملة ( تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ) فهي المقصود من افتتاح الكلام كما آذنت بذلك فاتحة السورة . وإنما أخرت هذه الجملة التي تقابل الجملة الأولى مع أن مقتضى ظاهر المقابلة أن تذكر هذه الجملة قبل جملة ( واتخذوا من دونه آلهة ) اهتماما بإبطال الكفر المتعلق بصفات الله كما تقدم آنفا .
والقصر المشتمل عليه كلامهم المستفاد من ( إن ) النافية و ( إلا ) قصر قلب ؛ زعموا به رد دعوى أن القرآن منزل من عند الله .
وممن قال هذه المقابلة النضر بن الحارث وعبد الله بن أمية ونوفل بن خويلد . فإسناد هذا القول إلى جميع الكفار لأنه واقع بين ظهرانيهم وكلهم يتناقلونه . وهذه طريقة مألوفة في نسبة أمر إلى القبيلة كما يقال : بنو أسد قتلوا حجرا .
واسم الإشارة إلى القرآن حكاية لقولهم حين يسمعون آيات القرآن .
والضمير المرفوع في ( افتراه ) عائد إلى الرسول A المعلوم من قوله ( على عبده ) .
والإفك : الكذب . وتقدم عند قوله تعالى ( إن الذين جاءوا بالإفك ) في سورة النور . والافتراء : اختلاق الأخبار أي ابتكارها وهو الكذب عن عمد وتقدم في قوله ( ولكن الذين كفروا يفترون على الله الكذب ) في سورة العقود .
A E ( وأعانه عليه ) أي على ما يقوله من القرآن قوم آخرون لقنوه بعض ما يقوله . وأرادوا بالقوم الآخرين اليهود . روي هذا التفسير عن مجاهد وعن ابن عباس : أشاروا إلى عبيد أربعة كانوا للعرب من الفرس وهم : عداس مولى حويطب ابن عبد العزى ويسار أبو فكيهة الرومي مولى العلاء بن الحضرمي وفي سيرة ابن هشام أنه مولى صفوان بن أمية بن محرث وجبر مولى عامر . وكان هؤلاء من موالي قريش بمكة ممن دانوا بالنصرانية وكانوا يعرفون شيئا من التوراة والإنجيل ثم أسلموا وقد مر ذلك في سورة النحل فزعم المشركون أن الرسول A كان يتردد إلى هؤلاء سرا ويستمد منهم أخبار ما في التوراة والإنجيل .
والقصر المستفاد من قوله ( إن هذا إلا إفك افتراه وأعانه عليه قوم آخرون ) متسلط على كلتا الجملتين أي لا يخلو هذا القرآن من مجموع الأمرين هما : أن يكون افترى بعضه من نفسه وأعانه قوم على بعضه .
وفرع على حكاية قولهم هذا ظهور أنهم ارتكبوا بقولهم ظلما وزورا لأنهم حين قالوا ذلك ظهر أن قولهم زور وظلم لأنه اختلاق واعتداء .
و ( جاءوا ) مستعمل في معنى ( عملوا ) وهو مجاز في العناية بالعمل والقصد إليه لأن من اهتم بتحصيل شيء مشى إليه وبهذا الاستعمال صح تعديته إلى مفعول كما في هذه الآية