وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

A E وأما السلام في هذه الآية فهو التحية كما فسره بقوله ( تحية من عند الله مباركة طيبة ) ولا يؤمر أحد بأن يسلم على نفسه .
والتحية : أصلها مصدر حياة تحية ثم أدغمت الياءان تخفيفا وهي قول : حياك الله . وقد وتقدم في قوله تعالى ( وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها ) في سورة النساء .
فالتحية مصدر فعل مشتق من الجملة المشتملة على فعل ( حيا ) مثل قولهم : جزاه إذا قال له : جزاك الله خيرا كما تقدم في فعل ( وتسلموا على أهلها ) آنفا . وكان هذا اللفظ تحية العرب قبل الإسلام تحية العامة قال النابغة : .
حياك ربي فإنا لا يحل لنا ... لهو النساء وإن الدين قد عزما وكانت تحية الملوك ( عم صباحا ) فجعل الإسلام التحية كلمة ( السلام عليكم ) وهي من جوامع الكلم لأن المقصود من التحية تأنيس الداخل بتأمينه إن كان لا يعرفه وباللطف له إن كان معروفا .
ولفظ ( السلام ) يجمع المعنيين لأنه مشتق من السلامة فهو دعاء بالسلامة وتأمين بالسلام لأنه إذا دعا له بالسلامة فهو مسلم له فكان الخبر كناية عن التأمين وإذا تحقق الأمران حصل خير كثير لأن السلامة لا تجامع شيئا من الشر في ذات السالم والأمان لا يجامع شيئا من الشر يأتي من قبل المعتدي فكانت دعاء ترجى إجابته وعهدا بالأمن يجب الوفاء به . وفي كلمة ( عليكم ) معنى التمكن أي السلامة مستقرة عليكم .
ولكون كلمة ( السلام ) جامعة لهذا المعنى امتن الله على المسلمين بها بأن جعلها من عند الله إذ هو الذي علمها رسوله بالوحي .
وانتصب ( تحية ) على الحال من التسليم الذي يتضمنه ( فسلموا ) نظير عود الضمير على المصدر في قوله ( اعدلوا هو أقرب للتقوى ) .
والمباركة : المجعولة فيها البركة . والبركة : وفرة الخير . وإنما كانت هذه التحية مباركة لما فيها من نية المسالمة وحسن اللقاء والمخالطة وذلك يوفر خير الأخوة الإسلامية .
والطيبة : ذات الطيب وهو طيب مجازي بمعنى النزاهة والقبول في نفوس الناس . ووجه طيب التحية أنها دعاء بالسلامة وإيذان بالمسالمة والمصافاة . ووزن ( طيبة ) فيعلة مبالغة في الوصف مثل : الفيصل . وتقدم في قوله تعالى ( قال رب هب لي من لدنك ذرية طيبة ) في آل عمران وفي قوله : ( وجرين بهم بريح طيبة ) في سورة يونس .
والمعنى أن كلمة " السلام عليكم " تحية خير من تحية أهل الجاهلية . وهذا كقوله تعالى ( وتحيتهم فيها سلام ) أي تحيتهم هذا اللفظ .
وجملة ( كذلك يبين الله لكم الآيات ) تكرير للجملتين الواقعتين قبلها في آية الاستئذان لأن في كل ما وقع قبل هذه الجملة بيانا لآيات القرآن اتضحت به الأحكام التي تضمنتها وهو بيان يرجى معه أن يحصل لكم الفهم والعلم بما فيه كمال شأنكم .
( إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله وإذا كانوا معه على أمر جامع لم يذهبوا حتى يستئذنوه إن الذين يستئذنونك أولئك الذين يؤمنون بالله ورسوله فإذا استئذنوك لبعض شأنهم فأذن لمن شئت منهم واستغفر لهم الله إن الله غفور رحيم [ 62 ] ) لما جرى الكلام السابق في شأن الاستئذان للدخول عقب ذلك بحكم الاستئذان للخروج ومفارقة المجامع فاعتني من ذلك بالواجب منه وهو استئذان الرسول صلى الله عليه وسلم في مفارقة مجلسه أو مفارقة جمع جمع عن إذنه لأمر مهم كالشورى والقتال والاجتماع للوعظ ونحو ذلك .
وكان من أعمال المنافقين أن يحضروا هذه المجامع ثم يتسللوا منها تفاديا من عمل يشق أو سآمة من سماع كلام لا يهتبلون به فنعى الله عليهم فعلهم هذا وأعلم بمنافاته للإيمان وأنه شعار النفاق بأن أعرض عن وصف نفاق المنافقين واعتنى باتصاف المؤمنين الأحقاء بضد صفة المنافقين قال تعالى ( وإذا ما أنزلت سورة نظر بعضهم إلى بعض هل يراكم من أحد ثم انصرفوا صرف الله قلوبهم بأنهم قوم لا يفقهون ) ولذلك جاء في أواخر هذه الآيات قوله ( قد يعلم الله الذين يتسللون منكم لواذا ) .
A E