وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

والخطاب موجه للذين آمنوا خاصة بعد أن كان موجها لأمة الدعوة على حد قوله تعالى ( يوسف أعرض عن هذا واستغفري لذنبك ) فالطاعة المأمور بها هنا غير الطاعة التي في قوله ( قل أطيعوا الله وأطيعوا الرسول فإن تولوا ) الخ لأن تلك دعوة للمعرضين وهذه ازدياد للمؤمنين .
وقد جمعت هذه الآية جميع الأعمال الصالحات فأهمها بالتصريح وسائرها بعموم حذف المتعلق بقوله ( وأطيعوا الرسول ) أي في كل ما يأمركم وينهاكم .
ورتب على ذلك رجاء حصول الرحمة لهم أي في الدنيا بتحقيق الوعد الذي من رحمته الأمن وفي الآخرة بالدرجات العلى . والكلام على ( لعل ) تقدم في غير موضع في سورة البقرة .
( لا تحسبن الذين كفروا معجزين في الأرض ومأواهم النار ولبئس المصير [ 57 ] ) استئناف ابتدائي لتحقيق ما اقتضاه قوله ( وليبدلنهم من بعد خوفهم آمنا ) فقد كان المشركون يومئذ لم يزالوا في قوة وكثرة وكان المسلمون لم يزالوا يخافون بأسهم فربما كان الوعد بالأمن من بأسهم متلقى بالتعجب والاستبطاء الشبيه بالتردد فجاء قوله ( لا تحسبن الذين كفروا معجزين في الأرض ) تطمينا وتسلية .
والخطاب لمن قد يخامره التعجب والاستبطاء دون تعيين .
والمقصود من النهي عن هذا الحسبان التنبيه على تحقيق الخبر .
وقراءة الجمهور ( تحسبن ) بتاء الخطاب . وقرأ ابن عامر وحمزة وحده بياء الغيبة فصار ( الذين كفروا ) فاعل ( يحسبن ) فيبقى ل ( يحسبن ) مفعول واحد هو ( معجزين ) . فقال أبو حاتم والنحاس والفراء : هي خطأ أو ضعيفة لأن فعل الحسبان يقتضي مفعولين . وهذا القول جرأة على قراءة متواترة . وقال الزجاج : المفعول الأول محذوف تقديره : أنفسهم وقد وفق لأن الحذف ليس بعزيز في الكلام . وفي الكشاف أن ( في الأرض ) هو المفعول الثاني أي لا يحسبوا ناسا معجزين في الأرض ( يعني ما من كائن في الأرض إلا وهو في متناول قدرة الله إن شاء أخذه أي فلا ملجأ لهم في الأرض كلها ) قال : ( وهذا معنى قوي جيد ) .
والمعجز : الذي يعجز غيره أي يجعله عاجزا عن غلبه . وقد تقدم عند قوله تعالى ( إن ما توعدون لآت وما أنتم بمعجزين ) في سورة الأنعام . وكذلك المعاجز بمعنى المحاول عجز ضده تقدم في قوله تعالى ( والذين سعوا في آياتنا معاجزين ) في سورة الحج .
والأرض : هي أرض الدنيا أي هم غير غالبين في الدنيا كما حسبوا أنه ليس ثمة عالم آخر . و ( في الأرض ) متعلق ب ( معجزين ) على قراءة الجمهور وعلى بعض التوجيهات من قراءة حمزة وابن عامر أو هو مفعول ثان على بعض التوجيهات كما علمت .
وقوله ( ومأواهم النار ) أي هم في الآخرة معلوم أن مأواهم النار فقد خسروا الدارين .
( يا أيها الذين آمنوا ليستئذنكم الذين ملكت أيمانكم والذين لم يبلغوا الحلم منكم ثلاث مرت من قبل صلوة الفجر وحين تضعون ثيابكم من الظهيرة ومن بعد صلوة العشاء ثلاث عورت لكم ليس عليكم ولا عليهم جناح بعدهن طوافون عليكم بعضكم على بعض كذلك يبين الله لكم الآيات والله عليم حكيم [ 58 ] وإذا بلغ الأطفال منكم الحلم فليستئذنوا كما استئذن الذين من قبلهم كذلك يبين الله لكم آياته والله عليم حكيم [ 59 ] ) استئناف انتقالي إلى غرض من أحكام المخالطة والمعاشرة . وهو عود إلى الغرض الذي ابتدئت به السورة وقطع عند قوله ( وموعظة للمتقين ) كما تقدم .
A E