وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

والموصول عام لا يختص بمعين وعمومه عرفي أي غالب فلا يناكده ما يكون في الأمة من مقصرين في عمل الصالحات فإن تلك المنافع عائدة على مجموع الأمة .
والخطاب في ( منكم ) لأمة الدعوة بمشركيها ومنافقيها بأن الفريق الذي يتحقق فيه الإيمان وعمل الصالحات هو الموعود بهذا الوعد .
والتعريف في ( الصالحات ) للاستغراق أي عملوا جميع الصالحات وهي الأعمال التي وصفها الشرع بأنها صلاح وترك الأعمال التي وصفها الشرع بأنها فساد لأن إبطال الفساد صلاح .
فالصالحات جمع صالحة : وهي الخصلة والفعلة ذات الصلاح أي التي شهد الشرع بأنها صالحة . وقد تقدم في أول البقرة .
واستغراق ( الصالحات ) استغراق عرفي أي عمل معظم الصالحات ومهماتها ومراجعها مما يعود إلى تحقيق كليات الشريعة وجري حالة مجتمع الأمة على مسلك الاستقامة وذلك يحصل بالاستقامة في الخويصة وبحسن التصرف في العلاقة المدنية بين الأمة على حسب ما أمر به الدين أفراد الأمة كل فيما هو من عمل أمثاله الخليفة فمن دونه وذلك في غالب أحوال تصرفاتهم ولا التفات إلى الفلتات المناقضة فإنها معفو عنها إذا لم يسترسل عليها وإذا ما وقع السعي في تداركها .
والاستقامة في الخويصة هي موجب هذا الوعد وهي الإيمان وقواعد الإسلام والاستقامة في المعاملة هي التي بها تيسير سبب الموعود به .
وقد بين الله تعالى أصول انتظام أمور الأمة في تضاعيف كتابه وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم مثل قوله تعالى ( إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي ) . وقوله ( يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل إلا أن تكون تجارة عن تراض منكم ولا تقتلوا أنفسكم ) وقوله في سياق الذم ( وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد ) وقوله ( فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم ) وبين الرسول E تصرفات ولاة الأمور في شؤون الرعية ومع أهل الذمة ومع الأعداء في الغزو والصلح والمهادنة والمعاهدة وبين أصول المعاملات بين الناس .
فمتى اهتم ولاة الأمور وعموم الأمة باتباع ما وضح لهم الشرع تحقق وعد الله إياهم بهذا الوعد الجليل .
A E وهذه التكاليف التي جعلها الله لصلاح أمور الأمة ووعد عليها بإعطاء الخلافة والتمكين والأمن صارت بترتيب تلك الموعدة عليها أسبابا لها وكانت الموعدة كالمسبب عليها فشابهت من هذه الحالة خطاب الوضع وجعل الإيمان عمودها وشرطا للخروج من عهدة التكليف بها وتوثيقا لحصول آثارها بأن جعله جالب رضاه وعنايته . فبه يتيسر للأمة تناول أسباب النجاح وبهي يحف اللطف الإلهي بالأمة في أطوار مزاولتها واستجلابها بحيث يدفع عنهم العراقيل والموانع وربما حف بهم اللطف والعناية عند تقصير لهم في القيام بها . وعند تخليطهم الصلاح بالفساد فرفق بهم ولم يعجل لهم الشر وتلوم لهم في إنزال العقوبة . وقد أشار إلى هذا قوله تعالى ( ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون إن في هذا لبلاغ لقوم عابدين وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين ) يريد بذلك كله المسلمين . وقد مضى الكلام على ذلك في سورة الأنبياء كقوله ( إن الله يدافع عن الذين آمنوا ) في سورة الحج