وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

والزيادة : من فضله هي زيادة أجر الرهبان إن آمنوا بمحمد على الله عليه وسلم حينما تبلغهم دعوته لما في الحديث الصحيح : " أن لهم أجرين " أو هي زيادة فضل الصلاة في المساجد إن كان المراد بالبيوت مساجد الإسلام .
وجملة ( والله يرزق من يشاء بغير حساب ) تذييل لجملة ( ليجزيهم الله ) . وقد حصل التذييل لما في قوله ( من يشاء ) من العموم أي وهم ممن يشاء الله لهم الزيادة .
والحساب هنا بمعنى التحديد كما في قوله ( إن الله يرزق من يشاء بغير حساب ) في سورة آل عمران . وأما قوله ( جزاء من ربك عطاء حسابا ) فهو بمعنى التعيين والإعداد للاهتمام بهم .
A E ( والذين كفروا أعمالهم كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئا ووجد الله عنده فوفاه حسابه والله سريع الحساب [ 39 ] ) لما جرى ذكر أعمال المتقين من المؤمنين وجزائهم عليها بقوله تعالى ( يسبح له فيها بالغدو والآصال رجال ) إلى قوله ( ليجزيهم الله أحسن ما عملوا ويزيدهم من فضله والله يرزق من يشاء بغير حساب ) أعقب ذلك بضده من حال أعمال الكافرين التي يحسبونها قربات عند الله تعالى وما هي بمغنية عنهم شيئا على عادة القرآن في إرداف البشارة بالنذارة وعكس ذلك كقوله ( ثم مأواهم جهنم وبئس المهاد لكم الذين اتقوا ربهم لهم جنات ) الخ فعطف حال أعمال الكافرين عطف القصة على القصة . ولعل المشركين كانوا إذا سمعوا ما وعد الله به المؤمنين من الجزاء على الأعمال الصالحة يقولون : ونحن نعمر المسجد الحرام ونطوف ونطعم المسكين ونسقي الحاج ونقري الضيف كما أشار إليه قوله تعالى ( أجعلتم سقاية الحج وعمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله واليوم الآخر ) يعدون أعمالا من أفعال الخيرات فكانت هذه الآيات إبطالا لحسابهم قال تعالى ( وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا ) وقد أعلمناك أن هذه السورة نزل أكثرها عقب الهجرة وذلك حين كان المشركون يتعقبون أخبار المسلمين في مهاجرهم ويتحسسون ما نزل من القرآن .
والجملة مستأنفة استئنافا ابتدائيا . ( والذين كفروا ) مبتدأ وخبره جملة ( أعمالهم كسراب ) الخ . وجعل المسند إليه ما يدل على ذوات الكافرين ثم بني عليه مسند إليه آخر وهو ( أعمالهم ) . ولم يجعل المسند إليه أعمال الذين كفروا من أول وهلة لما في الافتتاح بذكر الذين كفروا من التشويق إلى معرفة ما سيذكر من شؤونهم ليتقرر في النفس كمال التقرر وليظهر أن للذين كفروا حظا في التمثيل بحيث لا يكون المشبه أعمالهم خاصة .
وفي الإتيان بالموصول وصلته إيماء إلى وجه بناء الخير . وهو أنه من جزاء كفرهم بالله . على أنه قد يكون عنوان الذين كفروا قد غلب على المشركين من أهل مكة فيكون افتتاح الكلام بهذا الوصف إشارة إلى أنه إبطال لشيء اعتقده الذين كفروا . فتشبيه الكافرين وأعمالهم تشبيه تمثيلي : شبهت حالة كدهم في الأعمال وحرصهم على الاستكثار منها مع ظنهم أنها تقربهم إلى رضى الله ثم تبين أنها لا تجديهم بل يلقون العذاب في وقت ظنهم الفوز ؛ شبه ذلك بحالة ظمآن يري السراب فيحسبه ماء فيسعى إليه فإذا بلغ المسافة التي خال أنها موقع الماء لم يجد ماء ووجد هنالك غريما يأسره ويحاسبه على ما سلف من أعماله السيئة .
واعلم أن الحالة المشبهة مركبة من محسوس ومعقول والحالة المشبه بها حالة محسوسة . أي داخلة تحت إدراك الحواس