وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

والأظهر عندي : أن قوله ( في بيوت ) ظرف مستقر هو حال من ( نوره ) في قوله ( مثل نوره كمشكاة ) الخ مشير إلى أن ( نور ) في قوله ( مثل نوره ) مراد منه القرآن فيكون هذا الحال تجريدا للاستعارة التمثيلية بذكر ما يناسب الهيئة المشبهة أعني هيئة تلقي القرآن وقراءته وتدبره بين المسلمين مما أشار إليه قول النبي صلى الله عليه وسلم : " وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وذكرهم الله فيمن عنده " فكان هذا التجريد رجوعا إلى حقيقة التركيب الدال على الهيئة المشبهة كقول طرفة : .
وفي الحي أحوى ينفض المرد شادف ... مظاهر سمطي لؤلؤ وزبرجد A E مع في الآية من بيان ما أجمل في لفظ ( مثل نوره ) وبذلك كانت الآية أبلغ من بيت طرفة لأن الآية جمعت بين تجريد وبيان وبيت طرفة تجريد فقط .
ويجوز أن يكون ( في بيوت ) غير مرتبط بما قبله وأنه مبدأ استئناف ابتدائي وأن المجرور متعلق بقوله ( يسبح له فيها ) . وتقديم المجرور للاهتمام بتلك البيوت وللتشويق إلى متعلق المجرور وهو التسبيح وأصحابه . والتقدير : يسبح لله رجال في بيوت ويكون قوله ( فيها ) تأكيدا لقوله ( في بيوت ) لزيادة الاهتمام بها . وفي ذلك تنويه بالمساجد وإيقاع الصلاة والذكر فيها كما في الحديث : " صلاة أحدكم في المسجد " أي الجماعة " تفضل صلاته في بيته بسبع وعشرين درجة " .
والمراد بالغدو : وقت الغدو وهو الصباح لأنه وقت خروج الناس في قضاء شؤونهم .
والآصال : جمع أصيل وهو آخر النهار وتقدم في آخر الأعراف وفي سورة الرعد .
والمراد بالرجال : أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن كان مثلهم في التعلق بالمساجد .
وتخصيص التسبيح بالرجال على هذا لأنهم الغالب على المساجد كما في الحديث " ...ورجل قلبه معلق بالمساجد... " .
ويجوز عندي أن يكون ( في بيوت ) خبرا مقدما ( ورجال ) مبتدأ والجملة مستأنفة استئنافا بيانيا ناشئا عن قوله ( يهدي الله لنوره من يشاء ) فيسأل السائل في نفسه عن تعيين بعض ممن هداه الله لنوره فقيل : رجال في بيوت . والرجال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم والبيوت مساجد المسلمين وغيرها من بيوت الصلاة في أرض الإسلام والمسجد النبوي ومسجد قباء بالمدينة ومسجد جؤاثى بالبحرين .
ومعنى ( لا تلهيهم تجارة ) أنهم لا تشغلهم تجارة ولا بيع عن الصلوات وأوقاتها في المساجد . فليس في الكلام أنهم لا يتجرون ولا يبيعون بالمرة .
والتجارة : جلب السلع للربح في بيعها والبيع أعم وهو أن يبيع أحد ما يحتاج إلى ثمنه .
وقرأ الجمهور ( يسبح ) بكسر الموحدة بالبناء للفاعل و ( رجال ) فاعله . وقرأ ابن عامر وأبو بكر عن عاصم بفتح الموحدة على البناء للمجهول فيكون نائب الفاعل أحد المجرورات الثلاثة وهي ( له فيها بالغدو ) ويكون ( رجال ) فاعلا بفعل محذوف من جملة هي استئناف . ودل على المحذوف قوله ( يسبح ) كأنه قيل : من يسبحه ؟ فقيل : يسبح له رجال . على نحو قول نهشل بن حري يرثي أخاه يزيد : .
لبيك يزيد ضارع لخصوصة ... ومختبط مما تطيح الطوائح وجملة ( لا تلهيهم تجارة ) وجملة ( يخافون ) صفتان ل ( رجال ) أي لا يشغلهم ذلك عن أداء ما وجب عليهم من خوف الله ( وإقام الصلاة ) الخ وهذا تعريض بالمنافقين .
و ( إقام ) مصدر على وزن الإفعال . وهو معتل العين فاستحق نقل حركة عينه إلى الساكن الصحيح قبله وانقلاب حرف العلة ألفا إلا أن الغالب في نظائره أن يقترن آخره بهاء تأنيث نحو إدامة واستقامة . وجاء مصدر ( إقام ) غير مقترن بالهاء في بعض المواضع كما هنا . وتقدم معنى إقامة الصلاة في صدر سورة البقرة .
وانتصب ( يوما ) من قوله ( يخافون يوما ) على المفعول به لا على الظرف بتقدير مضاف أي يخافون أهواله .
وتقلب القلوب والأبصار : اضطرابها عن مواضعها من الخوف والوجل كما يتقلب المرء في مكانه . وقد تقدم في قوله تعالى ( ونقلب أفئدتهم وأبصارهم ) في سورة الأنعام . والمقصود من خوفه : العمل لما فيه الفلاح يومئذ كما يدل عليه قوله ( ليجزيهم الله أحسن ما عملوا ) .
ويتعلق قوله ( ليجزيهم الله أحسن ما عملوا ) ب ( يخافون ) أي كان خوفهم سببا للجزاء على أعمالهم الناشئة عن ذلك الخوف