وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وجملة ( نور على نور ) مستأنفة إشارة إلى أن المقصود من مجموع أجزاء المركب التمثيلي هنا هو البلوغ إلى إيضاح أن الهيئة المشبه بها قد بلغت حد المضاعفة لوسائل الإنارة إذ تظاهرت فيها المشكاة والمصباح والزجاج الخالص والزيت الصافي فالمصباح إذا كان في مشكاة كان شعاعه منحصرا فيها غير منتشر فكان أشد إضاءة لها مما لو كان في بيت وإذا كان موضوعا في زجاجة صافية تضاعف نوره وإذا كان زيته نقيا صافيا كان أشد إسراجا فحصل تمثيل حال الدين أو الكتاب المنزل من الله في بيانه وسرعة فشوه في الناس بحال انبثاق نور المصباح وانتشاره فيما حف به من أسباب قوة شعاعه وانتشاره في الجهة المضاءة به .
فقوله ( نور ) خبر مبتدأ محذوف دل عليه قوله ( مثل نوره كمشكاة ) إلى آخره أي هذا المذكور الذي مثل به الحق هو نور على نور .
و ( على ) للاستعلاء المجازي وهو التظاهر والتعاون . والمعنى : أنه نور مكرر مضاعف . وقد أشرت آنفا إلى أن هذا التمثيل قابل لتفريق التشبيه في جميع أجزاء ركني التمثيل بأن يكون كل جزء من أجزاء الهيئة المشبهة مشابها لجزء من الهيئة المشبه بها وذلك أعلى التمثيل .
فالمشكاة يشبهها ما في الإرشاد الإلهي من انضباط اليقين وإحاطة الدلالة بالمدلولات دون تردد ولا انثلام وحفظ المصباح من الانطفاء مع ما يحيط بالقرآن من حفظه من الله بقوله ( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون ) .
ومعاني هداية إرشاد الإسلام تشبه المصباح في التبصير والإيضاح وتبيين الحقائق من ذلك الإرشاد .
وسلامته من أن يطرقه الشك واللبس يشبه الزجاجة في تجلية حال ما تحتوي عليه كما قال ( ولقد أنزلنا إليكم آيات مبينات ) .
والوحي الذي أبلغ الله به حقائق الديانة من القرآن والسنة يشبه الشجرة المباركة التي تعطي ثمرة يستخرج منها دلائل الإرشاد .
وسماحة الإسلام وانتفاء الحرج عنه يشبه توسط الشجرة بين طرفي الأفق فهو وسط بين الشدة المحرجة وبين اللين المفرط .
ودوام ذلك الإرشاد وتجدده يشبه الإيقاد .
وتعليم النبي صلى الله عليه وسلم أمته ببيان القرآن وتشريع الأحكام يشبه الزيت الصافي الذي حصلت به البصيرة وهو مع ذلك بين قريب التناول يكاد لا يحتاج إلى إلحاح المعلم .
وانتصاب النبي E للتعليم يشبه مس النار للسراج وهذا يومئ إلى استمرار هذا الإرشاد .
كما أن قوله ( من شجرة ) يومئ إلى الحاجة إلى اجتهاد علماء الدين في استخراج إرشاده على مرور الأزمنة لأن استخراج الزيت من ثمر الشجرة بتوقف على اعتصار الثمرة وهو الاستنباط .
( يهدي الله لنوره من يشاء ويضرب الله الأمثال للناس والله بكل شيء عليم [ 35 ] ) هذه الجمل الثلاث معترضة أو تذييل للتمثيل . والمعنى : دفع التعجب من عدم اهتداء كثير من الناس بالنور الذي أنزله الله وهو القرآن والإسلام فإن الله إذا لم يشأ هدي أحد خلقه وجبله على العناد والكفر .
وأن الله يضرب الأمثال للناس مرجوا منهم التذكر بها : فمنهم من يعتبر بها فيهتدي ومنهم من يعرض فيستمر على ضلاله ولكن شأن تلك الأمثال أن يهتدي بها غير من طبع على قلبه .
وجملة ( والله بكل شيء عليم ) تذييل لمضمون الجملتين قبلها أي لا يعزب عن عمله شيء . ومن ذلك علم من هو قابل للهدى ومن هو مصر على غيه . وهذا تعريض بالوعد للأولين والوعيد للآخرين .
( في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو والآصال [ 36 ] رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصلوة وإيتاء الزكوة يخافون يوما تتقلب فيه القلوب والأبصار [ 37 ] ليجزيهم الله أحسن ما عملوا ويزيدهم من فضله والله يرزق من يشاء بغير حساب [ 38 ] ) تردد المفسرون في تعلق الجار والمجرور من قوله ( في بيوت ) الخ . فقيل قوله ( في بيوت ) من تمام التمثيل أي فيكون ( في بيوت ) متعلقا بشيء مما قبله . فقيل يتعلق بقوله ( يوقد ) أي يوقد المصباح في بيوت . وقيل هو صفة لمشكاة أي مشكاة في بيوت وما بينهما اعتراض ؛ وإنما جاء بيوت بصيغة الجمع مع أن ( مشكاة ) و ( مصباح ) مفردان لأن المراد بها الجنس فتساوى الإفراد والجمع