وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

والإفك : حديث اختلقه المنافقون وراج عند المنافقين ونفر من سذج المسلمين إما لمجرد اتباع النعيق وإما لإحداث الفتنة بين المسلمين . وحاصل هذا الخبر : أن النبي صلى الله عليه وسلم لما قفل من غزوة بني المصطلق من خزاعة وتسمى غزوة المريسيع ولم تبق بينه وبين المدينة إلا مرحلة آذن بالرحيل آخر الليل . فلما علمت عائشة بذلك خرجت من هودجها وابتعدت عن الجيش لقضاء شأنها كما هو شأن النساء قبل الترحل فلما فرغت أقبلت إلى رحلها فافتقدت عقدا من جزع ظفار كان في صدرها فرجعت على طريقها تلتمسه فحبسها طلبه وكان ليل . فلما وجدته رجعت إلى حيث وضع رحلها فلم تجد الجيش ولا رحلها وذلك أن الرجال الموكلين بالترحل قصدوا الهودج فاحتملوه وهم يحسبون أن عائشة فيه وكانت خفيفة قليلة اللحم فرفعوا الهودج وساروا فلما لم تجد أحدا اضطجعت في مكانها رجاء أن يفتقدوها فيرجعوا إليها فنامت وكان صفوان بن المعطل ( بكسر الطاء ) السلمي ( بضم السين وفتح اللام نسبة إلى بني سليم وكان مستوطنا المدينة من مهاجرة العرب ) قد أوكل إليه النبي صلى الله عليه وسلم حراسة ساقة الجيش فلما علم بابتعاد الجيش وأمن عليه من غدر العدو ركب راحلته ليلتحق بالجيش فلما بلغ الموضع الذي كان به الجيش بصر بسواد إنسان فإذا هي عائشة وكان قد رآها قبل الحجاب فاسترجع واستيقظت عائشة بصوت استرجاعة ونزل عن ناقته وأدناها منها وأناخها فركبتها عائشة وأخذ يقودها حتى لحق بالجيش في نحر الظهيرة وكان عبد الله ابن أبي بن سلول رأس المنافقين في الجيش فقال : والله ما نجت منه ولا نجا منها فراج قوله على حسان بن ثابت ومسطح بن أثاثة " بكسر ميم مسطح وفتح طائه وضم همزة أثاثة " وحمنة بنت جحش أخت زينب أم المؤمنين حملتها الغيرة لأختها ضرة عايشة وساعدهم في حديثهم طائفة من المنافقين أصحاب عبد الله بن أبي .
فالإفك : علم بالغلبة على ما في هذه القصة من الاختلاق .
والعصبة : الجماعة من عشرة إلى أربعين كذا قال جمهور أهل اللغة . وقيل العصبة : الجماعة من الثلاثة إلى العشرة وروي عن ابن عباس . وقيل في مصحف حفصة ( عصبة أربعة منكم ) . وهو اسم جمع لا واحد له من لفظه ويقال : عصابة . وقد تقدم في أول سورة يوسف .
و ( عصبة ) بدل من ضمير ( جاءوا ) .
وجملة ( لا تحسبوه شرا لكم ) خبر ( إن ) والمعنى : لا تحسبوا إفكهم شرا لكم لأن الضمير المنصوب من ( تحسبوه ) لما عاد إلى الإفك وكان الإفك متعلقا بفعل ( جاءوا ) صار الضمير في قوة المعرف بلام العهد . فالتقدير : لا تحسبوا الإفك المذكور شرا لكم . ويجوز أن يكون خبر ( إن ) قوله ( لكل امرئ منهم ما اكتسب من الإثم ) وتكون جملة ( لا تحسبوه ) معترضة .
ويجوز جعل ( عصبة ) خبر ( إن ) ويكون الكلام مستعملا في التعجيب من فعلهم مع انهم عصبة من القوم أشد نكرا كما قال طرفة : وظلم ذوي القربى أشد مضاضة على المرء من وقع الحسام المهند وذكر ( عصبة ) تحقير لهم ولقولهم أي لا يعبأ بقولهم في جانب تزكية جميع الأمة لمن رموهما بالإفك . ووصف العصبة بكونهم ( منكم ) يدل على أنهم من المسلمين وفي ذلك تعريض بهم بأنهم حادوا عن خلق الإسلام حيث تصدوا لأذى المسلمين .
وقوله ( لا تحسبوه شرا لكم بل هو خير لكم ) لإزالة ما حصل في نفوس المؤمنين من الأسف من اجتراء عصبة على هذا البهتان الذي اشتملت عليه القصة فضمير ( تحسبوه ) عائد إلى الإفك .
والشر المحسوب : أنه أحدث في نفر معصية الكذب والقذف والمؤمنون يودون أن تكون جماعتهم خالصة من النقائض ( فإنهم أهل المدينة الفاضلة ) . فلما حدث فيهم الاضطراب حسبوه شرا نزل بهم .
ومعنى نفي أن يكون ذلك شرا لهم لأنه يضيرهم بأكثر من ذلك الأسف الزائل وهو دون الشر لأنه آيل إلى توبة المؤمنين منهم فيتمخض إثمه للمنافقين وهم جماعة أخرى لا يضر ضلالهم المسلمين .
A E