وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

والقول في صيغة أيمان المرأة كالقول في صيغة أيمان الزواج سواء . وعين لها في الخامسة الدعاء بغضب الله عليها إن صدق زوجها لأنها أغضبت زوجها بفعلها فناسب أن يكون جزاؤها على ذلك غضب ربها عليها كما أغضبت بعلها .
وتتفرع من أحكام اللعان فروع كثيرة يتعرض بعض المفسرين لبعضها وهي من موضوع كتب الفروع .
( ولولا فضل الله عليكم ورحمته وأن الله تواب حكيم [ 10 ] ) تذييل لما مر من الأحكام العظيمة المشتملة على التفضل من الله والرحمة منه والمؤذنه بأنه تواب على من تاب من عباده والمنبئة بكمال حكمته تعالى إذ وضع الشدة موضعها والرفق موضعه وكف بعض الناس عن بعض فلما دخلت تلك الأحكام تحت كلي هذه الصفات كان ذكر الصفات تذييلا .
وجواب ( لولا ) محذوف لقصد تهويل مضمونه فيدل تهويله على تفخيم مضمون الشرط الذي كان سببا في امتناع حصوله . والتقدير : لولا فضل الله عليكم فدفع عنكم أذى بعضكم لبعض بما شرع من الزواجر لتكالب بعضكم على بعض ولولا رحمة الله بكم فقدر لكم تخفيضا مما شرع من الزواجر في حالة الاضطرار والعذر لما استطاع أحد أن يسكت على ما يرى من مثار الغيرة فإذا باح بذلك أخذ بعقاب وإذا انتصف لنفسه أهلك بعضا أو سكت على ما لا على مثله يغضى ولولا أن الله تواب حكيم لما رد على من تاب فأصلح ما سلبه منه من العدالة وقبول الشهادة .
وفي ذكر وصف ( الحكيم ) هنا مع وصف ( تواب ) إشارة إلى أن في هذه التوبة حكمة وهي استصلاح الناس .
وحذف جواب ( لولا ) للتفخيم والتعظيم وحذفه طريقة لأهل البلاغة وقد تكرر في هذه السورة وهو مثل حذف جواب ( لو ) وتقدم حذف جواب ( لو ) عند قوله تعالى ( ولو ترى الذين ظلموا إذ يرون العذاب ) في سورة البقرة . وجواب ( لولا ) لم يحضرني الآن شاهد لحذفه وقد قال بعض الأئمة : إن ( لولا ) مركبة من ( لو ) و ( لا ) .
( إن الذين جاءوا بالإفك عصبة منكم لا تحسبوه شرا لكم بل هو خير لكم لكل امرئ منهم ما اكتسب من الإثم والذي تولى كبره منهم له عذاب عظيم [ 11 ] ) استئناف ابتدائي فإن هذه الآيات العشر إلى قوله تعالى : ( والله سميع عليم ) نزلت في زمن بعيد عن زمن نزول الآيات التي من أول هذه السورة كما ستعرفه .
والإفك : اسم يدل على كذب لا شبهة فيه فهو بهتان يفجأ الناس . وهو مشتق من الأفك بفتح الهمزة وهو قلب الشيء ومنه سمي أهل سدوم وعمورة وأدمة وصبوييم قرى قوم لوط أصحاب المؤتفكة لأن قراهم ائتفكت أي قلبت وخسف بها فصار أعلاها أسفلها فكان الإخبار عن الشيء بخلاف حالته الواقعية قلبا له عن حقيقته فسمي إفكا . وتقدم عند قوله تعالى ( فإذا هي تلقف ما يأفكون ) في سورة الأعراف .
و ( جاءوا بالإفك ) معناه : قصدوا واهتموا . وأصله : أن الذي يخبر بخبر غريب يقال له : جاء بخبر كذا ولأن شأن الأخبار الغريبة أن تكون مع الوافدين من أسفار أو المبتعدين عن الحي قال تعالى ( إن جاءكم فاسق بنبإ ) ؛ فشبه الخبر بقدوم المسافر أو الوافد على وجه المكنية وجعل المجيء ترشيحا وعدي بباء المصاحبة تكميلا للترشح .
A E