وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

والوجل : الخوف الشديد . وتقدم في قوله تعالى ( قال إنا منكم وجلون ) في سورة الحجر .
وقد أتبع صفة ( المخبتين ) بأربع صفات وهي : وجل القلوب عند ذكر الله والصبر على الأذى في سبيله وإقامة الصلاة والإنفاق . وكل هذه الصفات الأربع مظاهر للتواضع فليس المقصود من جمع تلك الصفات لأن بعض المؤمنين لا يجد ما ينفق منه وإنما المقصود من لم يخل بواحدة منها عند إمكانها . والمراد من الإنفاق الإنفاق على المحتاجين الضعفاء من المؤمنين لأن ذلك هو دأب المخبتين . وأما الإنفاق على الضعيف والأصحاب فذلك مما يفعله المتكبرون من العرب كما تقدم عند قوله تعالى ( كتب عليكم إذا حضر أحدكم الموت إن ترك خيرا الوصية للوالدين والأقربين ) . وهو نظير الإنفاق على الندماء في مجالس الشراب . ونظير إتمام الإيسار في مواقع الميسر كما قاله النابغة : .
أني أتمم أيساري وأمنحهم ... مثنى الأيادي وأكسو الجفنة الأدما والمراد بالصبر : الصبر على ما يصيبهم من الأذى في سبيل الإسلام . وأما الصبر في الحروب وعلى فقد الأحبة فمما تتشرك فيه النفوس الجلدة من المتكبرين والمخبتين . وفي كثير من ذلك الصبر فضيلة إسلامية إذا كان تخلقا بأدب الإسلام قال تعالى ( وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون ) الآية .
( والبدن جعلناها لكم من شعائر الله لكم فيها خير فاذكروا اسم الله عليها صواف فإذا وجبت جنوبها فكلوا منها وأطعموا القانع والمعتر كذلك سخرناها لكم لعلكم تشكرون [ 36 ] ) عطف على جملة ( ولكل أمة جعلنا منسكا ) أي جعلنا منسكا للقربان والهدايا وجعلنا البدن التي تهدى ويتقرب بها شعائر من شعائر الله .
والمعنى : أن الله أمر بقربان البدن في الحج من عهد إبراهيم " عليه السلام " وجعلها جزاء عما يترخص فيه من أعمال الحج . وأمر بالتطوع بها فوعد عليها بالثواب الجزيل فنالت بذلك الجعل الإلهي يمنا وبركة وحرمة ألحقتها بشعائر الله وامتن بذلك على الناس بما اقتضته كلمة ( لكم ) .
والبدن : جمع بدنة بالتحريك وهي البعير العظيم البدن . وهو اسم مأخوذ من البدانة . وهي عظم الجثة والسمن . وفعله ككرم ونصر وليست زنة بدنة وصفا ولكنها اسم مأخوذ من مادة الوصف . وجمعه بدن, وقياس هذا الجمع أن يكون مضموم الدال مثل خشب جمع خشبة وثمر جمع ثمرة فتسكين الدال تخفيف شائع . وغلب اسم البدنة على البعير المعين للهدي .
A E وفي الموطأ : " عن أبي هريرة أن رسول الله A رأى رجلا يسوق بدنة فقال : اركبها فقال : إنها بدنة فقال : اركبها فقال : إنها بدنة فقال : اركبها ويلك في الثانية أو الثالثة " فقول الرجل : إنها بدنة متعين لإرادة هديه للحج .
وتقديم ( البدن ) على عامله للاهتمام بها تنويها بشأنها .
والاقتصار على البدن الخاص بالإبل لأنها أفضل في الهدي لكثرة لحمها . وقد ألحقت بها البقر والغنم بدليل السنة . واسم ذلك هدي .
ومعنى كونها من شعائر الله : أن الله جعلها معالم تؤذن بالحج وجعل لها حرمة . وهذا وجه تسميتهم وضع العلامة التي يعلم بها بعير الهدي في جلده إشعارا .
قال مالك في الموطأ : " كان عبد الله بن عمر إذا أهدى هديا من المدينة قلده وأشعره بذي الحليفة يقلده قبل أن يشعره... يقلده بنعلين ويشعره من الشق الأيسر . . " بطعن في سنامه فالإشعار إعداد للنحر .
وقد عدها في جملة الحرمات في قوله ( لا تحلوا شعائر الله ولا الشهر الحرام ولا الهدي ) في سورة العقود .
وتقديم ( لكم ) على المبتدأ ليتأتى كون المببدأ نكرة ليفيد تنوينه التعظيم . وتقديم ( فيها ) على متعلقه وهو ( خير ) للاهتمام بما تجمعه وتحتوي عليه من الفوائد .
والخير : النفع . وهو ما يحصل للناس من النفع في الدنيا من انتفاع الفقراء بلحومها وجلودها وجلالها ونعالها وقلائدها . وما يحصل للمهدين وأهلهم من الشبع من لحمها يوم النحر وخير الآخرة من ثواب المهدين وثواب الشكر من المعطين لحومها لربهم الذي أغناهم بها .
وفرع على ذلك أن أمر الناس بأن يذكروا اسم الله عليها حين نحرها