وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وفي الموطأ : " عن أبي هريرة : أن رسول الله A رأى رجلا يسوق بدنة فقال : اركبها ؟ فقال : إنها بدنة فقال : اركبها فقال : إنها بدنة فقال : اركبها ويلك في الثانية أو الثالثة " .
والأجل المسمى هو وقت نحرها وهو يوم من أيام منى . وهي الأيام المعدودات .
والمحل : " بفتح الميم وكسر الحاء " مصدر ميمي من حل بحل إذا بلغ المكان واستقر فيه . وهو كناية عن نهاية أمرها كما يقال : بلغ الغاية . ونهاية أمرها النحر أو الذبح .
و ( إلى ) حرف انتهاء مجازي لأنها لا تنحر في الكعبة ولكن التقرب بها بواسطة تعظيم الكعبة لأن الهدايا إنما شرعت تكملة لشرع الحج والحج قصد البيت . قال تعالى ( ولله على الناس حج البيت ) فالهدايا تابعة للكعبة قال تعالى ( هديا بالغ الكعبة ) وإن كانت الكعبة لا ينحر فيها وإنما المناحر : منى والمروة وفجاج مكة أي طرقها بحسب أنواع الهدايا . وتبيينه في السنة .
وقد جاء في قوله تعالى ( ثم محلها إلى البيت العتيق ) رد العجز على الصدر باعتبار مبدأ هذه الآيات وهو قوله تعالى ( وإذ بوأنا لإبراهيم مكان البيت ) .
( ولكل أمة جعلنا منسكا ليذكروا اسم الله على ما رزقهم من بهيمة الأنعام فإلهكم إله واحد فله أسلموا ) عطف على جملة ( ثم محلها إلى البيت العتيق ) .
والأمة : أهل الدين الذين اشتركوا في اتباعه . والمراد : أن المسلمين لهم منسك واحد وهو البيت العتيق كما تقدم . والمقصود من هذا الرد على المشركين إذ جعلوا لأصنامهم مناسك تشابه مناسك الحج وجعلوا لها مواقيت ومذابح مثل الغبغب منحر العزى . فذكرهم الله تعالى بأنه ما جعل لكل أمة إلا منسكا واحدا للقربان إلى الله تعالى الذي رزق الناس الأنعام التي يتقربون إليه منها فلا يحق أن يجعل لغير الله منسك لأن ما لا يخلق الأنعام المقرب بها ولا يرزقها الناس لا يستحق أن يجعل له منسك لقربانها فلا تتعدد المناسك .
فالتنكير في قوله ( ليذكروا اسم الله ) وأدل عليه التفريع بقوله ( فإلهكم إله واحد ) . والكلام يفيد الاقتداء ببقية الأمم أهل الأديان الحق .
و ( على ) يجوز أن تكون للاستعلاء المجازي متعلقة ب ( يذكروا اسم الله ) مع تقدير مضاف بعد " على " تقديره : إهداء ما رزقهم . أي عند إهداء ما رزقهم . يعني ونحرها أو ذبحها .
ويجوز أن تكون ( على ) بمعنى : لام التعليل . والمعنى : ليذكروا اسم الله لأجل ما رزقهم من بهيمة الأنعام .
A E وقد فرع على هذا الانفراد بالإلهية بقوله ( فإلهكم إله واحد فله أسلموا ) أي إذ كان قد جعل لكم منسكا واحدا فقد نبهكم بذلك أنه إله واحد ولو كانت آلهة كثيرة لكانت شرائعها مختلفة . وهذا التفريع الأول تمهيد للتفريع الذي عقبه وهو المقصود فوقع في النظم تغيير بتقديم وتأخير . وأصل النظم : فلله أسلموا لأن إلهكم إله واحد . وتقديم المجرور في ( فله أسلموا ) للحصر أي أسلموا له لا لغيره . والإسلام : الانقياد التام وهو الإخلاص في الطاعة أي لا تخلصوا إلا لله أي فاتركوا جميع المناسك التي أقيمت لغير الله فلا تنسكوا إلا في المنسك الذي جعله لكم تعريضا بالرد على المشركين .
وقرأ الجمهور ( منسكا ) " بفتح السين " وقرأه حمزة والكسائي وخلف " بكسر السين " . وهو على القراءتين اسم مكان للنسك وهو الذبح . إلا أنه على قراءة الجمهور جار على القياس لأن قياسه الفتح في اسم المكان إذ هو من نسك ينسك " بضم العين " في المصارع . وأما على قراءة الكسر فهو سماعي مثل مسجد من سجد يسجد قال أبو علي الفارسي : ويشبه أن الكسائي سمعه من العرب .
( وبشر المخبتين [ 34 ] الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم والصابرين على ما أصابهم والمقيمي الصلاة ومما رزقناهم ينفقون [ 35 ] ) اعتراض بين سوق المنن . والخطاب للنبي A . وأصحاب هذه الصفات هم المسلمون .
والمخبت : المتواضع الذي لا تكبر عنده . وأصل المخبت من سلك الخبت . وهو المكان المتخفض ضد المصعد . ثم استعير للمتواضع كأنه سلك نفسه في الانخفاض والمراد بهم هنا المؤمنون لأن التواضع من شيمهم كما كان التكبر من سمات المشركين قال تعالى ( كذلك يطبع الله على كل قلب متكبر جبار )