وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وقوله ( أو تهوي به الريح ) تخيير في نتيجة التشبيه كقوله ( أو كصيب من السماء ) . أشارت الآية إلى أن الكافرين قسمان : قسم شركه ذبذبة وشك فهذا مشبه بمن اختطفته الطير فلا يستولي طائر على مزعة منه إلا انتهبها منه آخر فكذلك المذبذب متى لاح له خيال اتبعه وترك ما كان عليه . وقسم مصمم على الكفر مستقر فيه فهو مشبه بمن ألقته الريح في واد سحيق وهو إيماء إلى أن من المشركين من شركه لا يرجى منه خلاص كالذي تخطفته الطير . ومنهم من شركه قد يخلص منه بالتوبة إلا أن توبته أمر بعيد عسير الحصول .
والخرور : السقوط وتقدم في قوله ( فخر عليهم السقف من فوقهم ) في سورة النحل .
و ( تخطفه ) مضاعف خطف للمبالغة . الخطف والخطف : أخذ شيء بسرعة سواء كان في الأرض أم كان في الجو ومنه تخطف الكرة . والهوي : نزول شيء من علو إلى الأرض . والباء في ( تهوي به ) للتعدية مثلها في : ذهب به .
وقرأ نافع وأبو جعفر ( فتخطفه ) " بفتح الخاء وتشديد الطاء مفتوحة " مضارع خطف المضاعف . وقرأه الجمهور " بسكون الخاء وفتح الطاء مخففة " مضارع خطف المجرد .
( ذلك من يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب [ 32 ] ) ( ذلك ) تكرير لنظيره السابق .
الشعائر : جمع شعيرة : المعلم الواضح مشتقة من الشعور . وشعائر الله : لقب لمناسك الحج . جمع شعيرة بمعنى : مشعرة بصيغة اسم الفاعل أي . معلمة بما عينه الله .
فمضمون جملة ( ومن يعظم شعائر الله ) الخ أخص من مضمون جملة ( ومن يعظم حرمات الله ) وذكر الأخص بعد الأعم للاهتمام . أو بمعنى مشعر بها فتكون شعيرة فعلية بمعنى مفعولة لأنها تجعل ليشعر بها الرائي . وتقدم ذكرها في قوله تعالى ( إن الصفا والمروة من شعائر الله ) في سورة البقرة . فكل ما أمر الله به بزيارته أو بفعل يوقع فيه فهو من شعائر الله أي مما اشعر الله الناس وقرره وشهره . وهي معالم الحج : الكعبة . والصفا والمروة . وعرفة والمشعر الحرام . ونحوها من معالم الحج .
وتطلق الشعيرة أيضا على بدنة الهدي قال تعالى ( والبدن جعلناها لكم من شعائر الله ) لأنهم يجعلون فيها شعارا والشعار العلامة بأن يطعنوا في جلد جانبها الأيمن طعنا حتى يسيل منه الدم فتكون علامة على أنها نذرت للهدي . فهي فعلية بمعنى مفعولة مصوغة من أشعر على غير قياس .
فعلى التفسير الأول تكون جملة ( ومن يعظم شعائر الله ) إلى آخرها عطفا على جملة ( ومن يعظم حرمات الله ) الخ . وشعائر الله أخص من حرمات الله فعطف هذه الجملة للعناية بالشعائر .
وعلى التفسير الثاني للشعائر تكون جملة ( ومن يعظم شعائر الله ) عطفا على جملة ( ويذكروا اسم الله في أيام معلومات على ما رزقهم من بهيمة الأنعام ) تخصيصا لها بالذكر بعد ذكر حرمات الله .
وضمير ( فإنها ) عائد إلى شعائر الله المعظمة فيكون المعنى : فإن تعظيمها من تقوى القلوب .
A E وقوله ( فإنها من تقوى القلوب ) جواب الشرط والرابط بين الشرط وجوابه هو العموم في قوله ( القلوب ) فإن من جملة القلوب قلوب الذين يعظمون شعائر الله . فالتقدير : فقد حلت التقوى قلبه بتعظيم الشعائر لأنها من تقوى القلوب . أي لأن تعظيمها من تقوى القلوب .
وإضافة ( تقوى ) إلى ( القلوب ) لأن تعظيم الشعائر اعتقاد قلبي ينشأ عنه العمل .
( لكم فيها منافع إلى أجل مسمى ثم محلها إلى البيت العتيق [ 33 ] ) جملة ( لكم فيها منافع ) حال من الأنعام في قوله ( وأحلت لكم الأنعام ) وما بينهما اعتراضات أو حال من ( شعائر الله ) على التفسير الثاني للشعائر . والمقصود بالخبر هنا : هو صنف من الأنعام وهو صنف الهدايا بقرينة قوله ( ثم محلها إلى البيت العتيق ) .
وضمير الخطاب موجه للمؤمنين .
والمنافع : جمع منفعة وهي اسم النفع وهو حصول ما يلائم ويحف . وجعل المنافع فيها يقتضي أنها انتفاع بخصائصها مما يراد من نوعها قبل أن تكون هديا .
وفي هذا تشريع لإباحة الانتفاع بالهدايا انتفاعا لا يتلفها وهو رد على المشركين إذ قلدوا الهدي وأشعروه حظروا الانتفاع به : من ركوبه وحمل عليه وشرب لبنه . وغير ذلك