وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

والاحترام : اعتبار الشيء ذا حرم كناية عن عدم الدخول فيه, أي عدم انتهاكه بمخالفة أمر الله في شأنه والحرمات يشمل كل ما أوصى الله بتعظيم أمره فتشمل مناسك الحج كلها .
وعن زيد بن أسلم : الحرمات خمس : المسجد الحرام والبيت الحرام والبلد الحرام والشهر الحرام والمحرم ما دام محرما . فقصره على الذوات دون الأعمال . والذي يظهر أن الحرمات يشمل الهدايا والقلائد والمشعر الحرام وغير ذلك من أعمال الحج . كالغسل في مواقعه والحلق ومواقيته ومناسكه .
( وأحلت لكم الأنعام إلا ما يتلى عليكم فاجتنبوا الرجس من الأوثان واجتنبوا قول الزور [ 30 ] حنفاء لله غير مشركين به ) لما ذكر آنفا بهيمة الأنعام وتعظيم حرمات الله أعقب ذلك بإبطال ما حرمه المشركون على أنفسهم من الأنعام مثل : البحيرة والسائبة والوصيلة والحامي وبعض ما في بطونها . وقد ذكر في سورة الأنعام .
واستثنى منه ما يتلى تحريمه في القرآن وهو ما جاء ذكره في سورة الأنعام في قوله ( قل لا أجد فيما أوحي إلي محرما ) الآيات وما ذكر في سورة النحل وكلتاهما مكيتان سابقتان .
وجيء بالمضارع في قوله ( إلا ما يتلى عليكم ) ليشمل ما نزل من القرآن في ذلك مما سبق نزول سورة الحج بأنه تلي فيما مضى ولم يزل بتلى ويشمل ما عسى أن ينزل من بعد مثل قوله ( ما جعل الله من بحيرة ولا سائبة ) الآية في سورة العقود .
والأمر باجتناب الأوثان مستعمل في طلب الدوام كما في قوله ( يا أيها الذين آمنوا بالله ورسوله ) . وفرع على ذلك جملة معترضة للتصريح بالأمر باجتناب ما ليس من حرمات الله وهو الأوثان .
واجتناب الكذب على الله بقولهم لبعض المحرمات ( هذا حلال ) مثل الدم وما أهل لغير الله به وقولهم لبعض ( هذا حرام ) مثل : البحيرة والسائبة قال تعالى ( ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب ) .
والرجس : حقيقته الخبث والقذارة . وتقدم في قوله تعالى ( فإنه رجس ) في سورة الأنعام .
ووصف الأوثان بالرجس أنها رجس معنوي لكون اعتقاد إلهيتها في النفوس بمنزلة تعلق الخبث بالأجساد فإطلاق الرجس عليها تشبيه بليغ .
و ( من ) في قوله ( من الأوثان ) بيان لمجمل الرجس فهي تدخل على بعض أسماء التمييز بيانا للمراد من الرجس هنا لا أن معنى ذلك أن الرجس هو عين الأوثان بل الرجس أعم أريد به هنا بعض أنواعه فهذا تحقيق معنى ( من ) البيانية .
و ( حنفاء لله ) حال من ضمير ( اجتنبوا ) أي تكونوا إن اجتنبتم ذلك حنفاء لله جمع حنيف وهو المخلص لله في العبادة أي تكونوا على ملة إبراهيم حقا . ولذلك زاد معنى ( حنفاء ) بيانا بقوله ( غير مشركين به ) وهذا كقوله ( إن إبراهيم كان أمة قانتا لله حنيفا ولم يك من المشركين ) .
A E والباء في قوله ( مشركين به ) للمصاحبة والمعية أي غير مشركين معه غيره .
( ومن يشرك بالله فكأنما خر من السماء فتخطفه الطير أو تهوي به الريح في مكان سحيق [ 31 ] ) أعقب نهيهم عن الأوثان بتمثيل فظاعة حال من يشرك بالله في مصيره بالشرك إلى حال انحطاط وتلقف الضلالات إياه ويأسه من النجاة ما دام مشركا تمثيلا بديعا إذ كان من قبيل التمثيل القابل لتفريق أجزائه إلى تشبيهات .
قال في الكشاف : " يجوز أن يكون هذا التشبيه من المركب والمفرق بأن صور حال المشرك بصورة حال من خر من السماء فاختطفته الطير فتفرق مزعا في حواصلها أو عصفت به الريح حتى هوت به في بعض المطاوح البعيدة وإن كان مفرقا فقد شبه الإيمان في علوه بالسماء والذي ترك الإيمان وأشرك بالله بالساقط من السماء والأهواء التي تتوزع أفكاره بالطير المختطفة . والشيطان الذي يطوح به في وادي الضلالة بالريح التي تهوي بما عصفت به في بعض المهاوي المتلفة " اه .
يعني أن المشرك لما عدل عن الإيمان الفطري وكان في مكنته فكأنه كان في السماء فسقط منها فتوزعته أنواع المهالك . ولا يخفى عليك أن في مطاوي هذا التمثيل تشبيهات كثيرة لا يعوزك استخراجها .
والسحيق : البعيد فلا نجاة لمن حل فيه