وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وكلمة ( كل ) من قوله ( وعلى كل ضامر ) مستعملة في الكثرة أي وعلى رواحل كثيرة . وكلمة ( كل ) أصلها الدلالة على استغراق جنس ما تضاف إليه ويكثر استعمالها في معنى كثير مما تضاف إليه كقوله تعالى ( وأوتيت من كل شيء ) أي من أكثر الأشياء التي يؤتاها أهل الملك وقول النابغة : .
بها كل ذيال وخنساء ترعوي ... إلى كل رجاف من الرمل فارد أي بها وحش كثير في رمال كثيرة .
وتكرر هذا الإطلاق ثلاث مرات في قول عنترة : .
جادت عليه كل بكر حرة ... فتركن كل قرارة كالدرهم .
سحا وتسكابا فكل عشية ... يجري عليها الماء لم يتصرم وتقدم عند قوله تعالى ( ولئن أتيت الذين أوتوا الكتاب بكل آية ما تبعوا قبلتك ) في سورة البقرة . ويأتي إن شار الله في سورة النمل .
و ( يأتين ) يجوز أن يكون صفة ل ( كل ضامر ) لأن لفظ " كل " صيره في معنى الجمع . وإذ هو جمع لما لا يعقل فحقه التأنيث وإنما أسند الإتيان إلى الرواحل دون الناس فلم يقل : يأتون لأن الرواحل هي سبب إتيان الناس من بعد لمن لا يستطيع السفر على رجليه .
ويجوز أن تجعل جملة ( يأتين ) حالا ثانية من ضمير الجمع في ( يأتوك ) لأن الحال الأولى تضمنت معنى التنويع والتصنيف فصار المعنى : يأتوك جماعات فلما تأول ذلك بمعنى الجماعات جرى عليهم الفعل بضمير التأنيث .
وهذا الوجه أظهر لأنه يتضمن زيادة التعجيب من تيسير الحج حتى على المشاة, وقد تشاهد في طريق الحج جماعات بين مكة والمدينة يمشون رجالا بأولادهم وأزواجهم وكذلك يقطعون المسافات بين مكة وبلادهم .
والفج : الشق بين جبلين تسير فيه الركاب فغلب الفج على الطريق لأن أكثر الطرق المؤدية إلى مكة تسلك بين الجبال .
والعميق : البعيد إلى أسفل لأن العمق البعد في القعر فأطلق على البعيد مطلقا بطريقة المجاز المرسل أو هو استعارة بتشبيه مكة بمكان مرتفع والناس مصعدون إليه . وقد يطلق على السفر من موطن المسافر إلى مكان آخر إصعاد كما يطلق على الرجوع انحدار وهبوط فإسناد الإتيان إلى الرواحل تشريف لها بأن جعلها مشاركة للحجيج في الإتيان إلى البيت .
وقوله ( ليشهدوا ) يتعلق بقوله ( يأتوك ) فهو علة لإتيانهم الذي هو مسبب على التأذين بالحج فآل إلى كونه علة في التأذين بالحج .
A E ومعنى ( ليشهدوا ) ليحضروا منافع لهم أي ليحضروا فيحصلوا منافع لهم إذ يحصل كل واحد ما فيه نفعه . وأهم المنافع ما وعدهم الله على لسان إبراهيم " عليه السلام " من الثواب . فكنى بشهود المنافع عن نيلها . ولا يعرف ما وعدهم الله على ذلك بالتعيين . وأعظم ذلك اجتماع أهل التوحيد في صعيد واحد ليتلقى بعضهم عن بعض ما به كمال إيمانه .
وتنكير ( منافع ) للتعظيم المراد منه الكثرة وهي المصالح الدينية والدنيوية لأن في مجمع الحج فوائد جمة للناس : لأفرادهم من الثواب والمغفرة لكل حاج . ولمجتمعهم لأن في الاجتماع صلاحا في الدنيا بالتعارف والتعامل .
وخص من المنافع أن يذكروا اسم الله في أيام معلومات على ما رزقهم من بهيمة الأنعام . وذلك هو النحر والذبح للهدايا . وهو مجمل في الواجبة والمتطوع بها . وقد بينته شريعة إبراهيم من قبل بما لم يبلغ إلينا . وبينه الإسلام بما فيه شفاء .
وحرف ( على ) متعلق ب ( يذكروا ) . وهو للاستعلاء المجازي الذي هو بمعنى الملابسة والمصاحبة أي على الأنعام . وهو على تقدير مضاف أي عند نحر بهيمة الأنعام أو ذبحها .
و ( ما ) موصولة و ( من بهيمة الأنعام ) بيان لمدلول ( ما ) . والمعنى : ليذكروا اسم الله على بهيمة الأنعام . وأدمج في هذا الحكم الامتنان بأن الله رزقهم تلك الأنعام . وهذا تعريض بطلب الشكر على هذا الرزق بالإخلاص لله في العبادة وإطعام المحاويج من عباد الله من لحومها . وفي ذلك سد لحاجة الفقراء بتزويدهم ما يكفيهم لعامهم . ولذلك فرع عليه ( فكلوا منها وأطعموا البائس الفقير ) .
فالأمر بالأكل منها يحتمل أن يكون أمر وجوب في شريعة إبراهيم " عليه السلام " فيكون الخطاب في قوله ( فكلوا ) لإبراهيم ومن معه