وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وقوله تعالى ( وطهر بيتي ) مؤذن بكلام مقدر دل عليه ( بوأنا لإبراهيم مكان البيت ) . والمعنى : وأمرناه ببناء البيت في ذلك المكان وبعد أن بناه قلنا لا تشرك بي شيئا وطهر بيتي .
وإضافة البيت إلى ضمير الجلالة تشريف للبيت . والتطهير : تنزيهه عن كل خبيث : معنى كالشرك والفواحش وظلم الناس وبث الخصال الذميمة وحسا من الأقذار ونحوها أي أعدده طاهرا للطائفين والقائمين فيه .
والطواف المشي حول الكعبة وهو عبادة قديمة من زمن إبراهيم قررها الإسلام وقد كان أهل الجاهلية يطوفون حول أصنامهم كما يطوفون بالكعبة .
والمراد بالقائمين الداعون تجاه الكعبة ومنه سمي مقام إبراهيم وهو مكان قيامه للدعاء فكان الملتزم موضعا للدعاء . قال زيد بن عمرو بن نفيل : .
عذت مما عاذ به إبراهيم ... مستقبل الكعبة وهو قائم والركع : جمع راكع ووزن فعل يكثر جمعا لفاعل وصفا إذا كان صحيح اللام نحو : عذل وسجد .
والسجود : جمع ساجد مثل : الرقود والقعود وهو من جموع أصحاب الأوصاف المشابهة مصادر أفعالها .
( وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق [ 27 ] ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله في أيام معلومات على ما رزقهم من بهيمة الأنعام فكلوا منها وأطعموا البائس الفقير [ 28 ] ) ( وأذن ) عطف على ( وطهر بيتي ) . وفيه إشارة إلى أن من إكرام الزائر تنظيف المنزل وأن ذلك يكون قبل نزول الزائر بالمكان .
والتأذين : رفع الصوت بالإعلام بشيء . وأصله مضاعف أذن إذا سمع ثم صار بمعنى بلغه الخبر فجاء منه آذن بمعنى أخبر . وأذن بما فيه من مضاعفة الحروف مشعر بتكرير الفعل أي أكثر الإخبار بالشيء والكثرة تحصل بالتكرار وبرفع الصوت القائم مقام التكرار . ولكونه بمعنى الإخبار يعدى إلى المفعول الثاني بالباء .
A E والناس يعم كل البشر أي كل ما أمكنه أن يبلغ إليه ذلك .
والمراد بالحج : القصد إلى بيت الله . وصار لفظ الحج علما بالغلبة على الحضور بالمسجد الحرام لأداء المناسك . ومن حكمة مشروعيته تلقي عقيدة توحيد الله بطريق المشاهدة للهيكل الذي أقيم لذلك حتى يرسخ معنى التوحيد في النفوس لأن للنفوس ميلا إلى المحسوسات ليتقوى الإدراك العقلي بمشاهدة المحسوس . فهذه أصل في سنة المؤثرات لأهل المقصد النافع .
وفي تعليق فعل ( يأتوك ) بضمير خطاب إبراهيم دلالة على أنه كان يحضر موسم الحج كل عام يبلغ للناس التوحيد وقواعد الحنيفية . روي أن إبراهيم لما أمره الله بذلك اعتلى جبل أبي قيس وجعل إصبعيه في أذنيه ونادى : ( إن الله كتب عليكم الحج فحجوا ) . وذلك أقصى استطاعته في امتثال الأمر بالتأذين . وقد كان إبراهيم رحالة فلعله كان ينادي في الناس في كل مكان يحل فيه .
وجملة ( يأتوك ) جواب للأمر جعل التأذين سببا للإتيان تحقيقا لتيسير الحج على الناس . فدل جواب الأمر على أن الله ضمن له استجابة ندائه .
وقوله ( رجالا ) حال من ضمير الجمع في قوله ( يأتوك ) .
وعطف عليه ( وعلى كل ضامر ) بواو التقسيم التي بمعنى ( أو ) كقوله تعالى ( ثيبات وأبكارا ) إذ معنى العطف هنا على اعتبار التوزيع بين راجل وراكب إذ الراكب لا يكون راجلا ولا العكس . والمقصود منه استيعاب أحوال الآتين تحقيقا للوعد بتيسير الإتيان المشار إليه بجعل إتيانهم جوابا للأمر أي يأتيك من لهم رواحل ومن يمشون على أرجلهم .
ولكون هذه الحال أغرب قدم قوله ( رجالا ) ثم ذكر بعده ( وعلى كل ضامر ) تكملة لتعميم الأحوال إذ إتيان الناس لا يعدو أحد هذين الوصفين .
و ( رجالا ) : جمع راجل وهو ضد الراكب .
والضامر : قليل لحم البطن . يقال : ضمر ضمورا فهو ضامر وناقة ضامر أيضا . والضمور من محاسن الرواحل والخيل لأنه يعينها على السير والحركة .
فالضامر هنا بمنزلة الاسم كأنه قال : وعلى كل راحلة