وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

ولما كانت التحلية غير اللباس جيء باسم اللباس بعد ( يحلون ) بصيغة الاسم دون ( يلبسون ) لتحصل الدلالة على الثبات والاستمرار كما دلت صيغة ( يحلون ) على أن التحلية متجددة بأصناف وألوان مختلفة ومن عموم الصيغتين يفهم تحقق مثلها في الجانب الآخر فيكون في الكلام احتباك كأنه قيل : يحلون بها وحليتهم من أساور من ذهب ولباسهم فيها حرير يلبسونه .
والحرير : يطلق على ما نسج من خيوط الحرير كما هنا . وأصل اسم الحرير اسم الخيوط تفرزها من لعابها دودة مخصوصة تلفها لفا بعضها إلى بعض مثل كبة تلتئم مشدودة كصورة الفول السوداني تحيط بالدودة كمثل الجوزة وتمكث فيه الدودة مدة إلى أن تتحول الدودة إلى فراشة ذات جناحين فتثقب ذلك البيت وتخرج منه . وإنما تحصل الخيوط من ذلك البيت بوضعها في ماء حار في درجة الغليان حتى يزول تماسكها بسبب انحلال المادة الصمغية اللعابية التي تشدها فيطلقونها خيطا واحدا طويلا . ومن تلك الخيوط تنسج ثياب تكون بالغة في اللين واللمعان . وثياب الحرير أجود الثياب في الدنيا قديما وحديثا . وأقدم ظهورها في بلاد الصين منذ خمسة آلاف سنة تقريبا حيث يكثر شجر التوت . لأن دود الحرير لا يفرز الحرير إلا إذا كان علقه ورق التوت والأكثر أنه يبني بيوته في أغصان التوت . وكان غير أهل الصين لا يعرفون تربية دود الحرير فلا يحصلون الحرير إلا من طريق بلاد الفرس يجلبه التجار فلذلك يباع بأثمان غالية . وكانت الأثواب الحريرية تباع بوزنها من الذهب . ثم نقل بزر دود الحرير الذي يولد منه الدود إلى القسطنطينية في زمن الإمبراطور " بوستنيانوس " بين سنة 527 وسنة 565م . ومن أصناف ثياب الحرير السندس والإستبرق وقد تقدما في سورة الكهف . وعرفت الأثواب الحريرية في الرومان في حدود أوائل القرن الثالث المسيحي .
A E ومعنى ( وهدوا إلى الطيب من القول ) أن الله يرشدهم إلى أقوال أي يلهمهم أقوالا حسنة يقولونها بينهم . وقد ذكر بعضها في قوله تعالى ( دعواهم فيها سبحانك اللهم وتحيتهم فيها سلام وآخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين ) وفي قوله ( وقالوا الحمد الذي صدقنا وعده وأورثنا الأرض نتبوأ من الجنة حيث نشاء فنعم أجر العاملين ) .
ويجوز أن يكون المعنى : أنهم يرشدون إلى أماكن يسمعون فيها أقوالا طيبة . وهو معنى قوله تعالى ( والملائكة يدخلون عليهم من كل باب سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار ) . وهذا أشد مناسبة بمقابلة ما يسمعه أهل النار في قوله ( وذوقوا عذاب الحريق ) .
وجملة ( وهدوا إلى صراط الحميد ) معترضة في آخر الكلام والواو للاعتراض هي كالتكملة لوصف حسن حالهم لمناسبة ذكر الهداية في قوله ( وهدوا إلى الطيب من القول ) ولم يسبق مقابل لمضمون هذه الجملة بالنسبة لأحوال الكافرين . وسيجيء ذكر مقابلها في قوله ( إن الذين كفروا ويصدون عن سبيل الله ) إلى قوله ( نذقه من عذاب أليم ) وذلك من أفانين المقابلة . والمعنى : وقد هدوا إلى صراط الحميد في الدنيا وهو دين الإسلام شبه بالصراط لأنه موصل إلى رضى الله .
والحميد من أسماء الله تعالى أي المحمود كثيرا فهو فعيل بمعنى مفعول فإضافة ( صراط ) إلى اسم ( الله ) لتعريف أي صراط هو . ويجوز أن يكون ( الحميد ) صفة ل ( صراط ) أي المحمود لسالكه . فإضافة صراط إليه من إضافة الموصوف إلى الصفة . والصراط المحمود هو صراط دين الله . وفي هذه الجملة إيماء إلى سبب استحقاق تلك النعم أنه الهداية السابقة إلى دين الله في الحياة الدنيا .
( إن الذين كفروا ويصدون عن سبيل الله والمسجد الحرام الذي جعلناه للناس سواء العاكف فيه والباد ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم [ 25 ] ) هذا مقابل قوله ( وهدوا إلى صراط الحميد ) بالنسبة إلى أحوال المشركين إذ لم يسبق لقوله ذلك مقابل في الأحوال المذكورة في آية ( فالذين كفروا قطعت لهم ثياب من نار ) كما تقدم . فموقع هذه الجملة الاستئناف البياني . والمعنى : كما كان سبب استحقاق المؤمنين ذلك النعيم اتباعهم صراط الله كذلك كان سبب استحقاق المشركين ذلك العذاب كفرهم وصدهم عن سبيل الله