وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

واسم ( السماء ) مراد به المعنى المشهور على كلا الاحتمالين أيضا أخذا بما رواه القرطبي عن ابن زيد ( يعني عبد الرحمان بن زيد ابن أسلم ) أنه قال في قوله تعالى ( فليمدد بسبب إلى السماء ) قال : هي السماء المعروفة يعني المطلة . فالمعنى : فلينط حبلا بالسماء مربوطا به ثم يقطعه فيسقط من السماء فيتمزق كل ممزق فلا يغني عنه فعله شيئا من إزالة غيظه .
ومفعول ( يقطع ) محذوف لدلالة المقام عليه . والتقدير : ثم ليقطعه أي ليقطع السبب .
والأمر في قوله ( فليمدد بسبب إلى السماء ) للتعجيز فيعلم أن تعليق الجواب على حصول شرط لا يقع كقوله تعالى ( يا معشر الجن والإنس إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السماوات والأرض فانفذوا ) .
وأما استخراج معنى الآية من نظمها فإنها نسجت على إيجاز بديع . شبهت حالة استبطان هذا الفريق الكفر وإظهارهم الإسلام على حنق أو حالة ترددهم بين البقاء في المسلمين وبين الرجوع إلى الكفار بحالة المغتاظ مما صنع فقيل لهم : عليكم أن تفعلوا ما يفعله أمثالكم ممن ملأهم الغيظ وضاقت عليهم سبل الانفراج فامددوا حبلا بأقصى ما يمد إليه حبل وتعلقوا به في أعلى مكان ثم قطعوه تخروا إلى الأرض . وذلك تهكم بهم في أنهم لا يجدون غنى في شيء من أفعالهم . وإنذار باستمرار فتنتهم في الدنيا مع الخسران في الآخرة .
A E ويحتمل أن تكون الآية مشيرة إلى فريق آخر أسلموا في مدة ضعف الإسلام واستبطأوا النصر فضاقت صدورهم فخطرت لهم خواطر شيطانية أن يتركوا الإسلام ويرجعوا إلى الكفر فزجرهم الله وهددهم بأنهم إن كانوا آيسين من النصر في الدنيا ومرتابين في نيل ثواب الآخرة فإن ارتدادهم عن الإسلام لا يضر الله ولا رسوله ولا يكيد الدين وإن شاءوا فليختنقوا فينظروا هل يزيل الاختناق غيظهم . ولعل هؤلاء من المنافقين .
فموقع الآية على هذا الوجه موقع الاستئناف الابتدائي لذكر فريق آخر يشبه من يعبد الله على حرف . والمناسبة ظاهرة .
ويجيء على هذا الوجه أن يكون ضمير ( ينصره الله ) عائدا إلى رسول الله A . وهذا مروي عن ابن عباس واختاره الفراء والزجاج .
ويستتبع ذلك في كل الوجوه تعريضا بالتنبيه لخلص المؤمنين أن لا ييأسوا من نصر الله في الدنيا والآخرة أو في الآخرة فقط . قال تعالى ( من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضي نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا ليجزي الله الصادقين بصدقهم ويعذب المنافقين ) الآية .
والسبب : الحبل . وتقدم في قوله ( وتقطعت بهم الأسباب ) في سورة البقرة .
والقطع : قيل يطلق على الاختناق لأنه يقطع الأنفاس .
و ( ما ) مصدرية أي غيظه .
والاستفهام ب ( هل ) إنكاري . وهو معلق فعل ( فلينظر ) عن العمل . والنظر قلبي . وسمي الفعل كيدا لأنه يشبه الكيد في أنه فعله لأن يكيد المسلمين على وجه الاستعارة التهكمية فإنه لا يكيد به المسلمين بل يضر به نفسه .
وقرأ الجمهور ( ثم ليقطع ) " بسكون لام " ليقطع وهو لام الأمر . فإذا كان في أول الكلمة كان مكسورا وإذا وقع بعد عاطف غير ( ثم ) كان ساكنا مثل ( ولتكن منكم أمة ) . فإذا وقع بعد ( ثم ) جاز فيه الوجهان . وقرأه ابن عامر وأبو عمرو وورش عن نافع وأبو جعفر ورويس عن يعقوب " بكسر اللام " .
( وكذلك أنزلناه آيات بينات وأن الله يهدي من يريد [ 16 ] ) لما تضمنت هذه الآيات تبيين أحوال الناس تجاه دعوة الإسلام بما لا يبقى بعده التباس عقبت بالتنويه بتبيينها ؛ بأن شبه ذلك التبيين بنفسه كناية عن بلوغه الغاية في جنسه بحيث لا يلحق بأوضح منه أي مثل هذا الإنزال أنزلنا القرآن آيات بينات .
فالجملة معطوفة على الجمل التي قبلها عطف غرض على غرض والمناسبة ظاهرة فهي استئناف ابتدائي . وعطف على التنويه تعليل إنزاله كذلك بان الله يهدي من يريد هديه أي بالقرآن . فلام التعليل محذوفة . وحذف حرف الجر مع ( أن ) مطرد .
( إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابين والنصارى والمجوس والذين أشركوا إن الله يفصل بينهم يوم القيامة إن الله على كل شيء شهيد [ 17 ] )