وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

ويجوز أن تعتبر اللام داخلة على " من " الموصولة ويكون فعل ( يدعو ) معلقا عن العمل لدخول لام الابتداء بناء على الحق من عدم اختصاص التعليق بأفعال القلوب .
وجملة ( لبئس المولى ولبئس العشير ) إنشاء ذم للأصنام التي يدعونها بأنها شر الموالي وشر العشراء لأن شأن المولى جلب النفع لمولاه وشأن العشير جلب الخير لعشيره فإذا تخلف ذلك منهما نادرا كان مذمة وغضاضة فأما أن يكون ذلك منه مطردا فذلك شر الموالي .
( إن الله يدخل الذين آمنوا وعملوا الصالحات جنات تجري من تحتها الأنهار إن الله يفعل ما يريد [ 14 ] ) هذا مقابل قوله ( ونذيقه يوم القيامة عذاب الحريق ) وقوله ( خسر الدنيا والآخرة ) . فالجملة معترضة . وقد اقتصر على ذكر ما للمؤمنين من ثواب الآخرة دون ذكر حالهم في الدنيا لعدم أهمية ذلك لديهم ولا في نظر الدين .
A E وجملة ( إن الله يفعل ما يريد ) تذييل للكلام المتقدم من قوله ( ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ) إلى هنا وهو اعتراض بين الجمل الملتئم منها الغرض . وفيها معنى التعليل الإجمالي لاختلاف أحوال الناس في الدنيا والآخرة .
وفعل الله ما يريد هو إيجاد أسباب أفعال العباد في سنة نظام هذا العالم . وتبيينة الخير والشر . وترتيبه الثواب والعقاب . وذلك لا يحيط بتفاصيله إلا الله تعالى .
( من كان يظن أن لن ينصره الله في الدنيا والآخرة فليمدد بسبب إلى السماء ثم ليقطع فلينظر هل يذهبن كيده ما يغيظ [ 15 ] ) موقع هذه الآية غامض ومفادها كذلك . ولنبدأ ببيان موقعها ثم نتبعه ببيان معناها فإن بين موقعها ومعناها اتصالا .
فيحتمل أن يكون موقعها استئنافا ابتدائيا أريد به ذكر فريق ثالث غير الفريقين المتقدمين في قوله تعالى ( ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ) الآية وقوله ( ومن الناس من يعبد الله على حرف ) . وهذا الفريق الثالث جماعة أسلموا واستبطأوا نصر المسلمين فأيسوا منه وغاظهم تعجلهم للدخول في الإسلام وأن لم يتريثوا في ذلك وهؤلاء هم المنافقون .
ويحتمل أن يكون موقعها تذييلا لقوله ( ومن الناس من يعبد الله على حرف ) الآية بعد أن اعترض بين تلك الجملة وبين هاته بجمل أخرى فيكون المراد : أن الفريق الذين يعبدون الله على حرف والمخبر عنهم بقوله ( خسر الدنيا والآخرة ) هم قوم يظنون أن الله لا ينصرهم في الدنيا ولا في الآخرة إن بقوا على الإسلام .
فأما ظنهم انتفاء النصر في الدنيا فلأنهم قد أيسوا من النصر استبطاء . وأما في الآخرة فلأنهم لا يؤمنون بالبعث ومن أجل هذا علق فعل " لن ينصره " بالمجرور بقوله ( في الدنيا والآخرة ) إيماء إلى كونه متعلق الخسران في قوله ( خسر الدنيا والآخرة ) . فإن عدم النصر خسران في الدنيا بحصول ضده . وفي الآخرة باستحالة وقوع الجزاء في الآخرة حسب اعتقاد كفرهم . وهؤلاء مشركون مترددون .
ويترجح هذا الاحتمال بتغيير أسلوب الكلام فلم يعطف بالواو كما عطف قوله ( ومن الناس من يعبد الله ) ولم تورد فيه جملة ( ومن الناس ) كما أوردت في ذكر الفريقين السابقين ويكون المقصود من الآية تهديد هذا الفريق . فيكون التعبير عن هذا الفريق بقوله ( من كان يظن ) الخ إظهارا في مقام الإضمار فإن مقتضى الظاهر أن يؤتى بضمير ذلك الفريق فيقال بعد قوله ( إن الله يفعل ما يريد ) ( فليمدد بسبب إلى السماء ) الخ عائدا الضمير المستتر في قوله ( فليمدد ) على ( من يعبد الله على حرف ) .
والعدول عن الإضمار إلى الإظهار لوجهين . أحدهما : بعد معاد الضمير . وثانيهما التنبيه على أن عبادته الله على حرف ناشئة عن ظنه أن لن ينصره الله في الدنيا والآخرة إن صمم على الاستمرار في اتباع الإسلام لأنه غير واثق بوعد النصر للمسلمين .
وضمير النصب في ( ينصره ) عائد إلى ( من يعبد الله على حرف ) على كلا الاحتمالين