وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وكقول النبي A " إن هذا الأمر في قريش لا ينازعهم فيه أحد إلا كبه الله على وجهه " .
وحرف الاستعلاء ظاهر وهو أيضا الملائم لتمثيل أول حاله بحال من هو على حرف .
ويطلق الانقلاب كثيرا على الانصراف من الجهة التي أتاها إلى الجهة التي جاء منها وهو مجاز شائع وبه فسر المفسرون . ولا يناسب اعتباره هنا لأن مثله يقال فيه : انقلب على عقبيه لا على وجهه كما قال تعالى ( إلا لنعلم من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه ) إذ الرجوع إنما يكون إلى جهة غير جهة الوجه .
والفتنة : اضطراب الحال وقلق البال من حدوث شر لا مدفع له . وهي مقابل الخير .
وجملة ( خسر الدنيا والآخرة ) يدل اشتمال من جملة ( انقلب على وجهه ) .
وجملة ( ذلك هو الخسران المبين ) معترضة بين جملة ( انقلب على وجهه ) وجملة ( يدعو من دون الله ) التي هي في موضع الحال من ضمير ( انقلب ) أي أسقط في الشرك .
A E والخسران : تلف جزء من أصل مال التجارة فسبه نفع الدنيا ونفع الآخرة بمال التاجر الساعي في توفيره لأن الناس يرغبون تحصيله . وثنى على ذلك إثبات الخسران لصاحبه الذي هو من مرادفات مال التجارة المشبه به فشبه فوات النفع المطلوب بخسارة المال .
وتعلق الخسران بالدنيا والآخرة على حذف مضاف . والتقدير خسر خير الدنيا وخير الآخرة .
فخسارة الدنيا بسبب ما أصابه فيها من الفتنة وخسارة الآخرة بسبب عدم الانتفاع بثوابها المرجو له .
والمبين : الذي فيه ما يبين للناس أنه خسران بأدنى تأمل . والمراد أنه خسران شديد لا يخفى .
والإتيان باسم الإشارة لزيادة تمييز المسند اليه أتم تمييز لتقرير مدلوله في الأذهان .
وضمير ( هو ) ضمير فصل . والقصر المستفاد من تعريف المسند قصر ادعائي . ادعي أن ماهية الخسران المبين انحصرت في خسرانهم . والمقصود من القصر الادعائي تحقيق الخبر ونفي الشك في وقوعه . وضمير الفصل أكد معنى القصر فأفاد تقوية الخبر المقصور .
( يدعوا من دون الله ما لا يضره وما لا ينفعه ذلك هو الضلال البعيد [ 12 ] ) جملة ( يدعو من دون الله ) الخ حال من ضمير ( انقلب ) .
وقدم الضر على النفع في قوله ( ما لا يضره ) إيماء إلى أنه تملص من الإسلام تجنبا للضر لتوهمه أن ما لحقه من الضر بسبب الإسلام وبسبب غضب الأصنام عليه فعاد إلى عبادة الأصنام حاسبا أنها لا تضره . وفي هذا الإيماء تهكم به يظهر بتعقيبه بقوله تعالى ( وما لا ينفعه ) أي فهو مخطئ في دعائه الأصنام لتنزيل عنه الضر فينتفع بفعلها . والمعنى : أنها لا تفعل ما يجلب ضرا ولا ما يجلب نفعا .
والإشارة في قوله ( ذلك هو الضلال ) إلى الدعاء المستفاد من ( يدعو ) .
والقول في اسم الإشارة وضمير الفصل والقصر مثل ما تقدم في قوله ( ذلك هو الخسران المبين ) .
والبعيد : المتجاوز الحد المعروف في مدى الضلال أي هو الضلال الذي لا يماثله ضلال لأنه يعبد ما لا غناء له .
( يدعوا لمن ضره أقرب من نفعه لبئس المولى ولبئس العشير [ 13 ] ) جملة في موضع حال ثانية . ومضمونها ارتقاء في تضليل عابدي الأصنام . فيعد أن بين لهم أنهم يعبدون ما لا غناء لهم فيه زاد فبين أنهم يعبدون ما فيه ضر . فموضع الارتقاء هو مضمون جملة ( ما لا يضره ) كأنه قيل : ما لا يضره بل ما ينجر له منه ضر . وذلك أن عبادة الأصنام تضره في الدنيا بالتوجه عند الاضطرار إليها فيضيع زمنه في تطلب ما لا يحصل وتضره في الآخرة بالإلقاء في النار .
ولما كان الضر الحاصل من الأصنام ليس ضرا ناشئا عن فعلها بل هو ضر ملابس لها أثبت الضر بطريق الإضافة للضمير دون طريق الإسناد إذ قال تعالى ( لمن ضره أقرب من نفعه ) ولم يقل : لمن يضر ولا ينفع لأن الإضافة أوسع من الإسناد فلم يحصل تناف بين قوله ( ما لا يضره ) وقوله ( لمن ضره أقرب من نفعه ) .
وكونه أقرب من النفع كناية عن تمحضه للضر وانتفاء النفع منه لأن الشيء الأقرب حاصل قبل البعيد فيقتضي أن لا يحصل معه إلا الضر .
واللام في قوله ( لمن ) لام الابتداء وهي تفيد تأكيد مضمون الجملة الواقعة بعدها فلام الابتداء تفيد مفاد ( إن ) من التأكيد .
وقدمت من تأخير إذ حقها أن تدخل على صلة من الموصولة . والأصل : يدعو من لضره أقرب من نفعه