وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وهذا العمل الذي عمله إبراهيم عمله بعد أن جادل أباه وقومه في عبادة الأصنام والكواكب ورأى جماحهم عن الحجة الواضحة كما ذكر في سورة الأنعام .
وقول قومه " من فعل هذا بآلهتنا إنه لمن الظالمين " يدل على أنهم لم يخطر ببالهم أن يكون كبير الآلهة فعل ذلك وهؤلاء القوم هم فريق لم يسمع توعد إبراهيم إياهم بأن يكيد أصنامهم والذين " قالوا سمعنا فتى يذكرهم " هم الذين توعد إبراهيم الأصنام بمسمع منهم .
والفتى : الذكر الذي قوي شبابه . ويكون من الناس ومن الإبل . والأنثى : فتاة . وقد يطلقونه صفة مدح دالة على استكمال خصال الرجل المحمودة .
والذكر : التحدث بالكلام .
وحذف متعلق ( يذكر ) لدلالة القرينة عليه أي يذكرهم بتوعد . وهذا كقوله تعالى ( أهذا الذي يذكر آلهتكم ) كما تقدم .
وموضع جملتي ( يذكرهم ) و ( يقال له ) في موضع الصفة ل ( فتى ) .
وفي قولهم ( يقال له إبراهيم ) دلالة على أن المنتصبين للبحث في القضية لم يكونوا يعرفون إبراهيم أو أن الشهداء أرادوا تحقيره بأنه مجهولا لا يعرف وإنما يدعى أو يسمى إبراهيم أي ليس هو من الناس المعروفين .
A E ورفع ( إبراهيم ) على أنه نائب فاعل ( يقال ) لأن فعل القول إذا بني إلى المجهول كثيرا ما يضمن معنى الدعوة أو التسمية فلذلك حصلت الفائدة من تعديته إلى المفرد البحث وإن كان شأن فعل القول أن لا يتعدى إلا إلى الجملة أو إلى مفرد فيه معنى الجملة مثل قوله تعالى ( كلا إنها كلمة هو قائلها ) .
ومعنى ( على أعين الناس ) على مشاهدة الناس فاستعير حرف الاستعلاء لتمكن البصر فيه حتى كأن المرئي مظروف في الأعين .
ومعنى ( يشهدون ) لعلهم يشهدون عليه بأنه الذي توعد الأصنام بالكيد .
( قالوا آنت فعلت هذا بآلهتنا يا إبراهيم [ 62 ] قال بل فعله كبيرهم هذا فسألوهم إن كانوا ينطقون [ 63 ] فرجعوا إلى أنفسهم فقالوا إنكم أنتم الظالمون [ 64 ] ثم نكسوا على رءوسهم لقد علمت ما هؤلاء ينطقون [ 65 ] قال أفتعبدون من دون الله مالا ينفعكم شيئا ولا يضركم [ 66 ] أف لكم ولما تعبدون من دون الله أفلا تعقلون [ 67 ] ) وقع هنا حذف جملة تقتضيها دلالة الاقتضاء . والتقدير : فأتوا به فقالوا أأنت فعلت هذا بآلهتنا .
وقوله تعالى ( بل ) إبطال لأن يكون هو الفاعل لذلك فنفي أن يكون فعل ذلك لأن ( بل ) تقتضي نفي ما دل على كلامهم من استفهامه .
وقوله تعالى ( فعله كبيرهم هذا ) الخبر مستعمل في معنى التشكيك أي لعله فعله كبيرهم إذ لم يقصد إبراهيم نسبة التحطيم إلى الصنم الأكبر لأنه لم يدع أنه شاهد ذلك ولكنه جاء بكلام يفيد ظنه بذلك حيث لم يبقى صحيحا من الأصنام إلا الكبير . وفي تجويز أن يكون كبيرهم هذا الذي حطمهم إخطار دليل انتفاء تعدد الآلهة لأنه أوهمهم أن كبيرهم غضب من مشاركة تلك الأصنام له في المعبودية وذلك تدرج إلى دليل الوحدانية فإبراهيم في إنكاره أن يكون هو الفاعل أراد إلزامهم الحجة على انتفاء ألوهية الصنم العظيم وانتفاء ألوهية الأصنام المحطمة بطريق الأولى على نية أن يكر على ذلك كله بالإبطال ويوقنهم بأنه الذي حطم الأصنام وأنها لو كانت آلهة لدفعت عن أنفسها ولو كان كبيرهم كبير الآلهة لدفع عن حاشيته وحرفائه ولذلك قال ( فاسألوهم إن كانوا ينطقون ) تهكما بهم وتعريضا بأن ما لا ينطق ولا يعرف عن نفسه غير أهل للإلهية .
وشمل ضمير ( فاسألوهم ) جميع الأصنام ما تحطم منها وما بقي قائما . والقوم وإن علموا أن الأصنام لم تكن تتكلم من قبل إلا أن إبراهيم أراد أن يقنعهم بأن حدثا عظيما مثل هذا يوجب أن ينطقوا بتعيين من فعله بهم . وهذا نظير استدلال علماء الكلام على دلالة المعجزة على صدق الرسول بأن الله لا يخرق عادة لتصديق الكاذب فخلقه خارق العادة عند تحدي الرسول دليل على أن الله أراد تصديقه