وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وجملة ( وإن كان مثقال حبة من خردل ) في موضع الحال . و ( إن ) وصلية دالة على أن مضمون ما بعدها من شأنه أن يتوهم تخلف الحكم عنه فإذا نص على شمول الحكم إياه علم أن شموله لما عداه بطريق الأولى . وقد يرد هذا الشرط بحرف ( لو ) غالبا كما في قوله تعالى ( فلن يقبل من أحدهم ملء الأرض ذهبا ولو افتدى به ) في آل عمران . ويرد بحرف ( إن ) كما هنا وقول عمرو بن معد يكرب : .
ليس الجمال بمئزر ... فاعلم وان رديت بردا وقد تقدم في سورة آل عمران .
وقرأ الجمهور ( مثقال ) بالنصب على أنه خبر ( كان ) وأن اسمها ضمير عائد إلى ( شيئا ) . وجواب الشرط محذوف دل عليه الجملة السابقة .
وقرأ نافع وأبو جعفر ( مثقال ) مرفوعا على أن ( كان ) تامة و ( مثقال ) فاعل .
ومعنى القراءتين متحد المآل وهو : أنه إن كان لنفس مثقال حبة من خردل من خير أو من شر يؤت بها في ميزان أعمالها ويجاز عليها .
A E وجملة ( أتينا بها ) على القراءة الأولى مستأنفة وعلى القراءة الثانية إما جواب للشرط أو مستأنفة وجواب الشرط محذوف . وضمير ( بها ) عائد إلى ( مثقال حبة ) . واكتسب ضميره التأنيث لإضافة معاده إلى مؤنث وهو ( حبة ) .
والمثقال : ما يماثل شيئا في الثقل أي الوزن فمثقال الحبة : مقدارها . والحبة : الواحدة من ثمر النبات الذي يخرج من السنبل أو في المزادات التي كالقرون أو العبابيد كالقطاني .
والخردل : حبوب دقيقة كحب السمسم هي بزور شجر يسمى عند العرب الخردل . واسمه في علم النبات " سينابيس " . وهو صنفان بري وبستاني وينبت في الهند ومصر وأوروبا . وشجرته ذات ساق دقيقة ينتهي ارتفاعها إلى نحو ميتر وأوراقها كبيرة . يخرج أزهار صفرا منها تتكون بزوره إذ تخرج في مزادات صغيرة مملوءة من هذا الحب تخرج خضراء ثم تصير سوداء مثل الخرنوب الصغير . وإذا دق هذا الحب ظهرت منه رائحة معطرة إذا قربت من الأنف شما دمعت العينان وإذا وضع معجونها على الجلد أحدث فيه بعد هنيهة لذعا وحرارة ثم لا يستطيع الجلد تحملها طويلا ويترك موضعه من الجلد شديد الحمرة لتجمع الدم بظاهر الجلد ولذلك يجعل معجونه بالماء دواء يوضع على المحل المصاب باحتقان الدم مثل ذات الجنب والنزلات الصدرية .
وجملة ( وكفى بنا حاسبين ) عطف على جملة ( وإن كان مثقال حبة من خردل ) . مفعول ( كفى ) محذوف دل عليه قوله تعالى ( فلا تظلم نفس شيئا ) . والتقدير : وكفى الناس نحن في حال حسابهم .
ومعنى كفاهم نحن حاسبين أنهم لا يتطلعون إلى حاسب آخر تعدل مثلنا, وهذا تأمين للناس من أن يجازى أحد منهم بما لا يستحقه وفي ذلك تحذير من العذاب وترغيب في الثواب .
وضمير الجمع في قوله تعالى ( حاسبين ) مراعى فيه ضمير العظمة من قوله تعالى ( بنا ) والباء مزيدة للتوكيد . وأصل التركيب : كفينا الناس وهذه الباء تدخل بعد فعل ( كفى ) غالبا فتدخل على فاعله في الأكثر كما هنا وقوله تعالى ( وكفى بالله شهيدا ) في سورة النساء . وتدخل على مفعوله كما في الحديث : " كفى بالمرء إنما أن يحدث بكل ما سمع " .
وانتصب ( حاسبين ) على الحال أو التمييز لنسبة ( كفى ) . وتقدمت نظائر هذا التركيب غير مرة منها في قوله تعالى ( وكفى بالله شهيدا ) في سورة النساء .
( ولقد آتينا موسى وهارون الفرقان وضياء وذكرا للمتقين [ 48 ] الذين يخشون ربهم بالغيب وهم من الساعة مشفقون [ 49 ] وهذا ذكر مبارك أنزلناه أفأنتم له منكرون [ 50 ] ) عطف على جملة ( بل قالوا أضغاث أحلام ) إلى قوله تعالى ( فليأتنا بآية كما أرسل الأولون ) لإقامة الحجة على المشركين بالدلائل العقلية والإقناعية والزجرية ثم بدلائل شواهد التاريخ وأحوال الأمم السابقة الشاهدة بتنظير ما أوتيه النبي A بما أوتيه سلفه من الرسل والأنبياء وأنه ما كان بدعا من الرسل في دعوته إلى التوحيد تلك الدعوة التي كذبه المشركون لأجلها مع ما تخلل ذكر من ذكر عناد الأقوام وثبات الأقدام والتأييد من الملك العلام وفي ذلك تسلية للنبي A على ما يلاقيه من قومه بأن تلك سنة الرسل السابقين كما قال تعالى : ( سنة من قد أرسلنا قبلك من رسلنا ) في سورة الإسراء . فجاء في هذه الآيات بأخبار من أحوال الرسل المتقدمين