وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

ومآرب : جمع مأربة مثلث الراء : الحاجة أي أمور احتاج إليها . وفي العصا منافع كثيرة روي بعضها عن ابن عباس . وقد أفرد الجاحظ من كتاب البيان والتبيين بابا لمنافع العصا . ومن أمثال العرب : " هو خير من تفارق العصا " . ومن لطائف معنى الآية ما أشار إليه بعض الأدباء من أن موسى أطنب في جوابه بزيادة على ما في السؤال لأن المقام مقام تشريف ينبغي فيه طول الحديث .
والظاهر أن قوله ( مآرب أخرى ) حكاية لقول موسى بمماثله فيكون إيجازا بعد الإطناب وكان يستطيع أن يزيد من ذكر فوائد العصا . ويجوز أن يكون حكاية لقول موسى بحاصل معناه أي عد منافع أخرى فالإيجاز من نظم القرآن لا من كلام موسى " عليه السلام " .
والضمير المشترك في ( قال ألقها ) عائد إلى الله تعالى على طريقة الالتفات من التكلم الذي في قوله ( إنني أنا الله ) ؛ دعا إلى الالتفات وقوع هذا الكلام حوارا مع قول موسى ( هي عصاي . . ) إلخ .
وقوله ( ألقها ) يتضح به أن السؤال كان ذريعة إلى غرض سيأتي وهو القرينة على أن الاستفهام في قوله ( وما تلك بيمينك ) مستعمل في التنبيه إلى أهمية المسؤول عنه كالذي يجيء في قوله ( وما أعجلك عن قومك يا موسى ) .
والحية : اسم لصنف من الحنش مسموم إذا عض بنابيه قتل المعضوض ويطلق على الذكر .
ووصف الحية ب ( تسعى ) لإظهار أن الحياة فيها كانت كاملة بالمشي الشديد . والسعي : المشي الذي فيه شدة ولذلك خص غالبا بمشي الرجل دون المرأة .
وأعيد فعل ( قال خذها ) بدون عطف لوقوعه في سياق المحاورة .
والسيرة في الأصل : هيئة السير وأطلقت على العادة والطبيعة وانتصب ( سيرتها ) بنزع الخافض أي سنعيدها إلى سيرتها الأولى التي كانت قبل أن تنقلب حية أي سنعيدها عصا كما كانت أول مرة .
والغرض من إظهار ذلك لموسى أن يعرف أن العصا تطبعت بالانقلاب حية فيتذكر ذلك عند مناظرة السحرة لئلا يحتاج حينئذ إلى وحي .
( واضمم يدك إلى جناحك تخرج بيضاء من غير سوء آية أخرى [ 22 ] لنريك من آيتنا الكبرى [ 23 ] ) هذه معجزة أخرى علمه الله إياها حتى إذا تحدى فرعون وقومه عمل مثل ذلك أمام السحرة . فهذا تمرين على معجزة ثانية متحد الغرض مع إلقاء العصا .
والجناح : العضد وما تحته إلى الإبط أطلق عليه ذلك تشبيها بجناح الطائر .
والضم : الإلصاق أي ألصق يدك اليمنى التي كنت ممسكا بها العصا . وكيفية إلصاقها بجناحه أن تباشر جلد جناحه بأن يدخلها في جيب قميصه حتى تماس بشرة جنبه كما في آية سورة سليمان ( وأدخل يدك في جيبك تخرج بيضاء من غير سوء ) . جعل الله تغير لون جلد يده عند مماستها جناحه تشريفا لأكثر ما يناسب من أجزاء حسمه بالفعل والانفعال .
و ( بيضاء ) حال من ضمير ( تخرج ) و ( من غير سوء ) حال من ضمير ( بيضاء ) .
ومعنى ( من غير سوء ) من غير مرض مثل البرص والبهق بأن تصير بيضاء ثم تعود إلى لونها المماثل لون بقية بشرته . وانتصب ( آية ) على الحال من ضمير ( تخرج ) .
A E والتعليل في قوله ( لنريك من آياتنا الكبرى ) راجع إلى قوله ( تخرج بيضاء ) فاللام متعلقة ب ( تخرج ) لأنه في معنى نجعلها بيضاء فتخرج بيضاء أو نخرجها لك بيضاء . وهذا التعليل راجع إلى تكرير الآية أي كررنا الآيات لنريك بعض آياتنا فتعلم قدرتنا على غيرها ويجوز أن يتعلق ( لنريك ) بمحذوف دل عليه قوله ( ألقها ) وما تفرع عليه . وقوله ( واضمم يدك إلى جناحك ) وما بعده وتقدير المحذوف : فعلنا ذلك لنريك من آياتنا .
و ( من آياتنا ) في موضع المفعول الثاني ل ( نريك ) فتكون ( من ) فيها سما بمعنى بعض على رأي التفتزاني . وتقدم عند قوله تعالى ( من الناس من يقول آمنا بالله ) في سورة البقرة ويسير إليه كلام الكشاف هنا .
و ( الكبرى ) صفة ل ( آياتنا ) . والكبر : مستعار لقوة الماهية . أي آياتنا القوية الدلالة على قدرتنا أو على أنا أرسلناك