وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وقرأ الجمهور ( لتغرق ) " بمثناة فوقية مضمونه " على الخطاب . وقراه حمزة والكسائي وخلف ( ليغرق ) " بتحتية مفتوحة ورفع ( أهلها ) على إسناد فعل الغرق للأهل .
( قال ألم أقل إنك لن تستطيع معي صبرا [ 72 ] ) استفهام تقرير وتعريض باللوم على عدم الوفاء بما التزم أي أتقر أني قلت إنك لا تستطيع معي صبرا .
و ( معي ) ظرف متعلق ب ( تستطيع ) فاستطاعة الصبر المنفية هي التي تكون في صحبته لأنه يرى أمورا عجيبة لا يدرك تأويلها .
وحذف متعلق القول تنزيلا له منزلة اللازم أي ألم يقع مني قول فيه خطابك بعدم الاستطاعة .
( قال لا تؤاخذني بما نسيت ولا ترهقني من أمري عسرا [ 73 ] ) اعتذر موسى بالنسيان وكان قد نسى التزامه بما غشي ذهنه من مشاهدة ما ينكره .
والنهي مستعمل في التعطف والتماس عدم المؤاخذة لأنه قد يؤاخذه على النسيان مؤاخذة من لا يصلح للمصاحبة لما ينشأ عن النسيان من خطر . فالحزامة الاحتراز من صحبة من يطرأ عليه النسيان ولذلك بني كلام موسى على طلب عدم المؤاخذة بالنسيان ولم يبن على الاعتذار بالنسيان كأنه رأى نفسه محقوقا بالمؤاخذة فكان كلاما بديع النسيج في الاعتذار .
والمؤاخذة : مفاعلة من الأخذ وهي هنا للمبالغة لأنها من جانب واحد كقوله تعالى ( ولو يؤاخذ الله الناس بظلمهم ) .
و ( ما ) مصدرية أي لا تؤاخذني بنسياني .
والإرهاق : تعدية رهق إذا غشي ولحق أي لا تغشني عسرا . وهو هنا مجاز في المعاملة بالشدة .
والإرهاق : مستعار للمعاملة والمقابلة .
والعسر : الشدة وضد اليسر . والمراد هنا : عسر المعاملة أي عدم التسامح معه فيما فعله فهو يسأله الإغضاء والصفح .
والأمر : الشأن .
و ( من ) يجوز أن تكون ابتدائية فكون المراد بأمره نسيانه أي لا تجعل نسياني منشئا لإرهاقي عسرا . ويجوز أن تكون بيانية فيكون المراد بأمره شأنه معه أي لا تجعل شأني إرهاقك إياي عسرا .
( فانطلقا حتى إذا لقيا غلاما فقتله قال أقتلت نفسا زكية بغير نفس لقد جئت شيئا نكرا [ 74 ] ) يدل تفريع قوله ( فانطلقا حتى إذا لقيا غلاما ) عن اعتذار موسى على أن الخضر قبل عذره وانطلقا مصطحبين .
والقول في نظم قوله ( حتى إذا لقيا غلاما ) كالقول في قوله ( حتى إذا ركبا في السفينة ) .
وقوله ( فقتله ) تعقيب لفعل ( لقيا ) تأكيدا للمبادرة المفهومة من تقديم الظرف فكانت المبادرة بقتل الغلام عند لقائه أسرع من المبادرة بخرق السفينة حين ركوبها .
وكلام موسى في إنكار ذلك جرى على نسق كلامه في إنكار خرق السفينة سوى أنه وصف هذا الفعل بأنه نكر وهو " بضمتين " : الذي تنكره العقول وتستقبحه . فهو أشد من الشيء الإمر لأن هذا فساد حاصل والآخر ذريعة فساد كما تقدم . ووصف النفس بالزاكية لأنها نفس غلام لم يبلغ الحلم فلم يقترف ذنبا فكان زكيا طاهرا . والزكاء : الزيادة في الخير .
وقرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر ورويس عن يعقوب ( زاكية ) " بألف بعد الزاي " اسم فاعل من زكا . وقرأ الباقون ( زكية ) . وهما بمعنى واحد .
قال ابن عطية : النون من قوله ( نكرا ) هي نصف القرآن . أي نصف حروفه . وقد تقدم أن ذلك مخالف لقول الجمهور : إن نصف القرآن هو حرف التاء من قوله تعالى ( وليتلطف ) في هذه السورة .
( قال ألم أقل لك إنك لن تستطيع معي صبرا [ 75 ] قال إن سألتك عن شيء بعدها فلا تصحبني قد بلغت من لدني عذرا [ 76 ] ) A E كان جواب الخضر هذا على نسق جوابه السابق إلا أنه زاد ما حكي في الآية بكلمة ( لك ) وهو تصريح بمتعلق فعل القول . وإذ كان المقول له معلوما من مقام الخطاب كان في التصريح بمتعلق فعل القول تحقيق لوقوع القول وتثبيت له وتقوية والداعي لذلك أنه أهمل العمل به