وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وكتب ( نبغ ) في المصحف بدون ياء في آخره فقيل : أراد الكاتبون مراعاة حالة الوقف لأن الأحسن في الوقف على ياء المنقوص أن يوقف بحذفها . وقيل : أرادوا التنبيه على أنها رويت محذوفة في هذه الآية . والعرب يميلون إلى التخفيف . فقرأ نافع وأبو عمرو والكسائي وأبو جعفر " بحذف الياء " في الوقف وإثباتها في الوصل . وقرأ عاصم وحمزة وابن عامر بحذف الياء في الوصل والوقف . وقرأ ابن كثير ويعقوب بإثباتها في الحالين والنون نون المتكلم المشارك أي ما أبغيه أنا وأنت وكلاهما يبغي ملاقاة العبد الصالح .
والارتداد : مطاوع الرد كأن رادا ردهما . وإنما ردتهما إرادتهما أي رجعا على آثار سيرهما أي رجعا على طريقهما الذي أتيا منه .
والقصص : مصدر قص الأثر إذا توخى متابعته كيلا يخطئا الطريق الأول .
والمراد بالعبد : الخضر ووصف بأنه من عباد الله تشريفا له كما تقدم عند قوله تعالى ( سبحان الذي أسرى بعبده ) .
وعدل عن الإضافة إلى التنكير والصفة لأنه لم يسبق ما يقتضي تعريفه وللإشارة إلى أن هذا الحال الغريب العظيم الذي ذكر من قصته ما هو إلا من أحوال عباد كثيرين لله تعالى . وما منهم إلا له مقام معلوم .
وإيتاء الرحمة يجوز أن يكون معناه : أنه جعل مرحوما وذلك بأن رفق الله به في أحواله . ويجوز أن يكون جعلناه سبب رحمة بأن صرفه تصرفا يجلب الرحمة العامة . والعلم من لدن الله : هو الإعلام بطريق الوحي .
و ( عند ) و ( لدن ) كلاهما حقيقته اسم مكان قريب . ويستعملان مجازا في اختصاص المضاف إليه بموصوفهما .
و ( من ) ابتدائية أي آتيناه رحمة صدرت من مكان القرب أي الشرف وهو قرب تشريف بالانتساب إلى الله وعلما صدر منه أيضا . وذلك أن ما أوتيه من الولاية أو النبوءة رحمة عزيزة أو ما أوتيه من العلم عزيز فكأنهما مما يدخر عند الله في مكان القرب التشريفي من الله فلا يعطى إلا للمصطفين .
والمخالفة بين ( من عندنا ) وبين ( من لدنا ) للتفنن تفاديا من إعادة الكلمة . وجملة ( فقال له موسى ) ابتداء محاورة فهو استئناف ابتدائي ولذلك لم يقع التعبير ب ( قال ) مجردة عن العاطف .
والاستفهام في قوله ( هل أتبعك ) مستعمل في العرض بقرينة أنه استفهام عن عمل نفس المستفهم . والاتباع : مجاز في المصاحبة كقوله تعالى ( إن يتبعون إلا الظن ) .
و ( على ) مستعملة في معنى الاشتراط لأنه استعلاء مجازي . جعل الاتباع كأنه مستعمل فوق التعليم لشدة المقارنة بينهما . فصيغة : أفعل كذا على كذا . من صيغ الالتزام والتعاقد .
ويؤخذ من الآية جواز التعاقد على تعليم القرآن والعلم . كما في حديث تزويج المرأة التي عرضت نفسها على النبي A فلم يقبلها فزوجها من رغب فيها على أن يعلمها ما معه من القرآن .
وفيه أنه التزام يجب الوفاء به . وقد تفرع عن حكم لزوم الالتزام أن العرف فيه يقوم مقام الاشتراط فيجب على المنتصب للتعليم أن يعامل المتعلمين بما جرى عليه عرف أقاليمهم .
A E وذكر عياض في باب صفة مجلس مالك العلم من كتاب المدارك : أن رجلا خراسانيا جاء من خراسان إلى المدينة للسماع من مالك فوجد الناس يعرضون عليه وهو يسمع ولا يسمعون قراءة منه عليهم فسأله أن يقرأ عليهم فأبى مالك فاستدعى الخراساني قاضي المدينة . وقال : جئت من خراسان ونحن لا نرى العرض وأبى مالك أن يقرأ علينا . فحكم القاضي على مالك : أن يقرأ له فقيل لمالك : أأصاب القاضي الحق ؟ قال : نعم .
وفيه أيضا إشارة إلى أن حق المعلم على المتعلم اتباعه والاقتداء به .
وانتصب ( رشدا ) على المفعولية ل ( تعلمني ) أي ما به الرشد أي الخير .
وهذا العلم الذي سأل موسى تعلمه هو من العلم النافع الذي لا يتعلق بالتشريع للأمة الإسرائيلية فإن موسى مستغن في علم التشريع عن الازدياد إلا من وحي الله إليه مباشرة لأنه لذلك أرسله وما عدا ذلك لا تقتضي الرسالة علمه . وقد قال النبي A في قصة الذين وجدهم يأبرون النخل " أنتم أعلم بأمور دنياكم " . ورجع يوم بدر إلى قول المنذر بن الحارث في أن المنزل الذي نزله جيش المسلمين بدر أول مرة ليس الأليق بالحرب