وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

والحوت هو الذي أمر الله موسى باستصحابه معه ليكون له علامة على المكان الذي فيه الخضر كما تقدم في سياق الحديث . والنسيان في قوله تعالى ( أو ننسها ) في سورة البقرة .
ومعنى نسيانهما أنهما نسيا أن يراقبا حاله أباق هو في مكتله حينئذ حتى إذا فقداه في مقامهما ذلك تحققا أن ذلك الموضع الذي فقداه هو الموضع الموقت لهما بتلك العلامة فلا يزيدا تعبا في المشي فإسناد النسيان إليهما حقيقة لأن يوشع وإن كان هو الموكل بحفظ الحوت فكان عليه مراقبته إلا أن موسى هو القاصد لهذا العمل فكان يهمه تعهده ومراقبته . وهذا يدل على لأن صاحب العمل أو الحاجة إذا وكله إلى غيره لا ينبغي له ترك تعهده . ثم إن موسى " عليه السلام " نام وبقى فتاه يقظان فأضطرب الحوت وجعل لنفسه طريقا في البحر .
والسرب : النفق . والاتخاذ : الجعل . وقد انتصب ( سربا ) على الحال من ( سبيله ) مرادا بالحال التشبيه كقول امرئ القيس : .
إذا قامتا تضوع المسك منها ... نسيم الصبا جاءت بريا القرنفل وقد مر تفسير كيف اتخذ البحر سربا في الحديث السابق عن أبي بن كعب .
وحذف مفعول ( جاوزا ) للعلم أي جاوزا مجمع البحرين .
والغداء : طعام النهار مشتق من كلمة الغدوة لأنه يؤكل في وقت الغدوة وضده العشاء وهو طعام العشي . والنصب : التعب .
والصخرة : صخرة معهودة لهما . إذ كانا قد أويا إليها في سيرهما فجلسا عليها وكانت في مجمع البحرين . قيل : إن موضعها دون نهر يقال له : نهر الزيت لكثرة ما عنده من شجر الزيتون .
وقوله ( نسيت الحوت ) أي نسيت حفظه وافتقاده . أي فانقلب في البحر .
وقوله ( وما أنسانيه إلا الشيطان أن أذكره ) . هذا نسيان آخر غير النسيان الأول . فهذا نسيان ذكر الإخبار عنه .
وقرأ حفص عن عاصم ( وما أنسانيه ) " بضم هاء " الضمير على أصل الضمير وهي لغة . والكسر أشهر لأن حركة الكسرة بعد الياء أخف .
و ( أن أذكره ) بدل اشتمال من ضمير ( أنسانيه ) لا من الحوت والمعنى : ما أنساني أن أذكره لك إلا الشيطان . فالذكر هنا ذكر اللسان .
ووجه حصره إسناد هذا الإنساء إلى الشيطان أن ما حصل له من نسيان أن يخبر موسى بتلك الحادثة نسيان ليس من شأنه أن يقع في زمن قريب مع شدة الاهتمام بالأمر المنسي وشدة عنايته بإخبار نبيه به . ومع كون المنسي أعجوبة شأنها أن لا تنسى يتعين أن الشيطان يسوءه التقاء هذين العبدين الصالحين وما له من الأثر في بث العلوم الصالحة فهو يصرف عنها ولو بتأخير وقوعها طمعا في حدوث العوائق .
A E وجملة ( واتخذ سبيله في البحر ) عطف على جملة ( فإني نسيت الحوت ) وهي بقية كلام فتى موسى أي وأنه اتخذ سبيله في البحر أي سبح في البحر بعد أن كان ميتا زمنا طويلا .
وقوله ( عجبا ) جملة مستأنفة وهي من حكاية قول الفتى أي أعجب له عجبا . فانتصب على المفعول المطلق الآتي بدلا من فعله .
( قال ذلك ما كنا نبغ فارتدا على آثارهما قصصا [ 64 ] فوجدا عبدا من عبادنا آتيناه رحمة من عندنا وعلمناه من لدنا علما [ 65 ] قال له موسى هل أتبعك على أن تعلمن مما علمت رشدا [ 66 ] قال إنك لن تستطيع معي صبرا [ 67 ] وكيف تصبر على ما لم تحط به خبرا [ 68 ] قال ستجدني إن شاء الله صابرا ولا أعصي لك أمرا [ 69 ] قال فإن اتبعتني فلا تسألني عن شيء حتى أحدث لك منه ذكرا [ 70 ] ) ( قال ذلك ) الخ . . جواب عن كلامه ولذلك فصلت كما بيناه غير مرة .
والإشارة ب ( ذلك ) إلى ما تضمنه خبر الفتى من فقد الحوت . ومعنى كونه المبتغى أنه وسيلة المبتغى . وإنما المبتغى هو لقاء العبد الصالح في المكان الذي يفقد فيه الحوت