وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

والخضر لقب له أي الموصوف بالخضرة وهي رمز البركة قيل : لقب خضرا لأنه كان إذا جلس على الأرض أخضر ما حوله أي أخضر بالنبات من أثر بركته . وفي دائرة المعارف الإسلامية ذكرت تخرصات تلصق قصة الخضر بقصص بعضها فارسية وبعضها رومانية وما رائده في ذلك إلا مجرد التشابه في بعض أحوال القصص وذلك التشابه لا تخلو عنه الأساطير والقصص فلا ينبغي إطلاق الأوهام وراء أمثالها .
والمحقق أن قصة الخضر وموسى يهودية الأصل ولكنها غير مسطورة في كتب اليهود المعبر عنها بالتوراة أو العهد القديم . ولعل عدم ذكرها في تلك الكتب هو الذي أقدم نوفا البكالي على أن قال : إن موسى المذكور في هذه الآيات هو غير موسى بني إسرائيل كما ذكر ذلك في صحيح البخاري وأن ابن عباس كذب نوفا وساق الحديث المتقدم .
وقد كان سبب ذكرها في القرآن سؤال نفر من اليهود أو من لقنهم اليهود إلقاء السؤال فيها على الرسول A وقد أشار إلى ذلك قوله تعالى ( وما أوتيتم من العلم إلا قليلا ) .
واختلف اليهود في أن صاحب الخضر هو موسى بن عمران الرسول وأن فتاه هو يوشع بن نون فقيل : نعم وقد تأيد ذلك بما رواه أبي بن كعب عن النبي A وقيل : هو رجل آخر اسمه موسى بن ميشا " أو منسه " ابن يوسف بن يعقوب . وقد زعم بعض علماء الإسلام أن الخضر لقي النبي A وعد من صحابته . وذلك توهم وتتبع لخيال القصاصين . وسمي الخضر بليا بن ملكان أو إيليا أو إلياس فقيل : إن الخضر هو إلياس المذكور في سورة يس .
ولا يصح أن يكون الخضر من بني إسرائيل إذ لا يجوز أن يكون مكلفا بشريعة موسى وبقرة موسى على أفعال لا تبيحها شريعة . بل يتعين أن يكون نبيا موحى إليه بوحي خاص وعلم موسى أنه من أمة غير مبعوث موسى إليها . ولما علم موسى ذلك مما أوحى الله إليه من قوله : بلى عبدنا خضر هو أعلم منك . كما في حديث أبي بن كعب لم يصرفه عنه ما رأى من أعماله التي تخالف شريعة التوراة لأنه كان على شريعة أخرى أمة وحده . وأما وجوده في أرض بني إسرائيل فهو من السياحة في العبادة أو أمره الله بأن يحضر في المكان الذي قدره للقاء موسى رفقا بموسى " عليه السلام " .
ومعنى ( أو مضي ) أو أسير . والمضي : الذهاب والسير .
والحقب " بضمتين " اسم للزمان الطويل غير منحصر المقدار وجمعه أحقاب .
A E وعطف ( أمضي ) على أبلغ ب ( أو ) فصار المعطوف إحدى غايتين للإقلاع عن السير أي إما أن أبلغ المكان أو أمضي زمنا طويلا . ولما كان موسى لا يخامره الشك في وجود مكان هو مجمع للبحرين وإلقاء طلبته عنده لأنه علم ذلك بوحي من الله تعالى تعين أن يكون المقصود بحرف الترديد تأكيد مضيه زمنا يتحقق فيه الوصول إلى مجمع البحرين . فالمعنى : لا أبرح حتى أبلغ مجمع البحرين بسير قريب أو سير أزمانا طويلة فإني بالغ مجمع البحرين وكأنه أراد بهذا تأييس فتاه من محاولة رجوعهما . كما دل عليه قوله بعد ( لقد لقينا من سفرنا هذا نصبا ) .
أو أراد شحذ عزيمة فتاه ليساويه في صحة العزم حتى يكونا على عزم متحد .
( فلما بلغا مجمع بينهما نسيا حوتهما فاتخذ سبيله في البحر سربا [ 61 ] فلما جاوزا قال لفتاه آتنا غداءنا لقد لقينا من سفرنا هذا نصبا [ 62 ] قال أرأيت إذ أوينا إلى الصخرة فإني نسيت الحوت وما أنسانيه إلا الشيطان أن أذكره واتخذ سبيله في البحر عجبا [ 63 ] ) الفاء للتفريع والفصيحة لأنها تفصح عن كلام مقدر أي فسارا حتى بلغا مجمع البحرين . وضمير ( بينهما ) عائد إلى البحرين أي محلا يجمع بين البحرين . وأضيف ( مجمع ) إلى ( بين ) على سبيل التوسع فإن ( بين ) اسم لمكان .
متوسط شيئين وشأنه في اللغة أن يكون ظرفا للفعل ولكنه قد يستعمل لمجرد مكان متوسط إما بالإضافة كما هنا ومنه قوله تعالى ( يا أيها الذين آمنوا شهادة بينكم ) وهو بمنزلة إضافة المصدر أو اسم الفاعل إلى معموله أو بدون إضافة توسعا كقوله تعالى ( لقد تقطع بينكم ) في قراءة من قرأ برفع ( بينكم )