وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وتسيير الجبال : نقلها من مواضعها بزلزال أرضي عظيم وهو مثل قوله تعالى ( وإذا الجبال سيرت ) وقوله تعالى ( وترى الجبال تحسبها جامدة وهي تمر مر السحاب ) . وقيل : أطلق التسيير على تناثر أجزائها . فالمراد ويوم نسير كل جبل من الجبال فيكون كقوله ( وتكون الجبال كالعهن المنفوس ) وقوله ( وبست الجبال بسا فكانت هباء منبثا ) وقوله ( وسيرت الجبال فكانت سرابا ) . والسبب واحد والكيفيتان متلازمتنا . وهو من أحوال انقراض نظام هذا العالم وإقبال عالم الحياة الخالدة والبعث .
وقرأ الجمهور ( نسير ) بنون العظمة . وقرأ ابن كثير وابن عامر وأبو عمرو ( ويوم تسير الجبال ) بمثناة فوقية ببناء الفعل إلى المجهول ورفع ( الجبال ) .
والخطاب في قوله ( وترى الأرض بارزة ) لغير معين . والمعنى : ويرى الرائي كقول طرفة : A E .
ترى جشوتين من تراب عليهما ... صفائح صم من صفيح منضد وهو نظير قوله ( فترى المجرمين مشفقين مما فيه ) .
والبارزة : الظاهرة أي الظاهر سطحها إذ ليس عليها شيء يستر وجهها من شجر ونبات أو حيوان كقوله تعالى ( فإذا هم بالساهرة ) .
وجملة ( وحشرناهم ) في موضع الحال من ضمير ( تسير ) على قراءة من قرأ بنون العظمة أو من الفاعل المنوي الذي يقتضيه بناء الفعل للنائب على قراءة من قرأ ( تسير الجبال ) بالبناء للنائب .
ويجوز أن نجعل جملة ( وحشرناهم ) معطوفة على جملة ( نسير الجبال ) على تأويله ب ( نحشرهم ) بأن أطلق الفعل الماضي على المستقبل تنبيها على تحقيق وقوعه .
والمغادرة : إبقاء شيء وتركه من تعلق فعل به . وضمائر الغيبة في ( حشرناهم ومنهم وعرضوا ) عائدة إلى ما عاد إليه ضمير الغيبة في قوله ( واضرب لهم مثل الحياة الدنيا ) .
وعرض الشيء : إحضاره ليرى حاله وما يحتاجه . ومنه عرض الجيش على الأمير ليرى حالهم وعدتهم . وفي الحديث " عرضت علي الأمم " وهو هنا مستعار لإحضارهم حيث يعلمون أنهم سيتلقون ما يأمر الله به في شأنهم .
والصف : جماعة يقفون واحدا حذو واحد بحيث يبدو جميعهم لا يحجب أحد منهم أحدا . وأصله مصدر " صفهم " إذا أوقفهم أطلق على المصفوف . وانتصب ( صفا ) على الحال من واو ( عرضوا ) . وتلك الحالة إيذان بأنهم أخضروا بحالة الجناة الذين لا يخفى منهم أحد إيقاعا للرعب في قلوبهم .
وجملة ( وعرضوا على ربك ) معطوفة على جملة ( وحشرناهم ) فهي في موضع الحال من الضمير المنصوب في ( حشرناهم ) أي حشرناهم وقد عرضوا تنبيها على سرعة عرضهم في حين حشرهم .
وعدل عن الإضمار إلى التعريف بالإضافة في قوله ( على ربك ) دون أن يقال " علينا " لتضمن الإضافة تنويها بشأن المضاف إليه بأن في هذا العرض وما فيه من التهديد نصيبا من الانتصار للمخاطب إذ كذبوه حين أخبرهم وأنذرهم بالبعث .
وجملة ( لقد جئتمونا ) مقول لقول محذوف دل عليه أن الجملة خطاب للمعروضين فتهين تقدير القول . وهذه الجملة في محل الحال . والتقدير : قائلين لهم لقد جئتمونا . وذلك بإسماعهم هذا الكلام من جانب الله تعالى وهم يعلمون أنه من جانب الله تعالى . والخطاب في قوله ( لقد جئتمونا ) موجه إلى معاد ضمير ( عرضوا ) .
والخبر في قوله ( لقد جئتمونا ) مستعمل في التهديد والتغليظ والتنديم على إنكارهم البعث . والمجيء : مجاز في الحضور شبهوا حين موتهم بالغائبين وشبهت حياتهم بعد الموت بمجيء الغائب .
وقوله ( كما خلقناكم أول مرة ) واقع موقع المفعول المطلق المفيد للمشابهة أي جئتمونا مجيئا كخلقكم أول مرة . فالخلق الثاني أشبه الخلق الأول أي فهذا خلق ثان . و ( ما ) مصدرية أي كخلقنا إياكم المرة الأولى قال تعالى ( أفعيينا بالخلق الأول بل هم في لبس من خلق جديد ) . والمقصود التعريض بخطئهم في إنكارهم البعث .
والإضراب في قوله ( بل زعمتم أن لن نجعل لكم موعدا ) انتقال من التهديد وما معه من التعريض بالتغليط إلى التصريح بالتغليط في قالب الإنكار ؛ فالخبر مستعمل في التغليط مجازا وليس مستعملا في إفادة مدلوله الأصلي .
والزعم : الاعتقاد المخطئ أو الخبر المعرض للكذب . والموعد أصله : وقت الوعد بشئ أو مكان الوعد . وهو هنا الزمن الموعود به الحياة بعد الموت .
والمعنى : أنكم اعتقدتم باطلا أن لا يكون لكم موعد للبعث بعد الموت أبدا