وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

فلو شاء ربي كنت قيس بن عاصم ... ولو شاء ربي كنت عمرو بن مرثد .
فأصبحت ذا مال كثير وطاف بي ... بنون كرام سادة لمسود ( والباقيات الصالحات ) صفتان جرتا على موصوف محذوف أي الأعمال الصالحات البقيات أي التي لا زوال لها أي لا زوال لخيرها وهو ثوابها الخالد فهي خير من زينة الحياة الدنيا التي هي غير باقية .
A E وكان مقتضى الظاهر في ترتيب الوصفين أن يقدم ( الصالحات ) على ( الباقيات ) لأنهما وإن كانا وصفين لموصوف محذوف إلا أن أعرفهما في وصفيه ذلك المحذوف هو الصالحات . لأنه قد شاع أن يقال : الأعمال الصالحات ولا يقال الأعمال البقيات ولأن بقاءها مترتب على صلاحها فلا جرم أن الصالحات وصف قام مقام الموصوف وأغنى عنه كثيرا في الكلام حتى صار لفظ ( الصالحات ) بمنزلة الاسم الدال على عمل خير وذلك كثير في القرآن قال تعالى ( وعملوا الصالحات ) وفي كلامهم قال جرير " .
كيف الهجاء وما تنفك صالحة ... من آل لأم بظهر الغيب تأتيني ولكن خولف مقتضى الظاهر هنا فقدم ( الباقيات ) للتنبيه على أن ما ذكر قبله إنما كان مفصولا لأنه ليس بباق وهو المال والبنون كقوله تعالى ( وما الحياة الدنيا في الآخرة إلا متاع ) فكان هذا التقديم قاضيا لحق الإيجاز لإغنائه عن كلام محذوف تقديره : أن ذلك زائل أو ما هو بباق والباقيات من الصالحات خير منه فكان قوله ( فأصبح هشيما تذروه الرياح ) مفيدا للزوال بطريقة التمثيل وهو من دلالة التضمن وكان قوله ( والباقيات ) مفيدا زوال غيرها بطريقة الالتزام فحصل دلالتان غير مطابقتين وهما أوقع في صناعة البلاغة وحصل بثانيتهما تأكيد لمفاد الأولى فجاء كلاما مؤكدا موجزا .
ونظير هذه الآية آية سورة مريم قوله ( والباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابا وخير مردا ) فإنه وقع إثر قوله ( وإذا تتلى عليهم آياتنا بينات قال الذين كفروا للذين آمنوا أي الفريقين خير مقاما وأحسن نديا وكم أهلكنا قبلهم من قرن هم أحسن أثاثا ورئيا ) الآية .
وتقديم المال على البنين في الذكر لأنه أسبق خطورا لأذهان الناس لأنه يرغب فيه الصغير والكبير والشاب والشيخ ومن له من الأولاد ما قد كفاه ولذلك أيضا قدم في بيت طرفة المذكور آنفا .
ومعنى ( وخير أملا ) أن أمل الآمل في المال والبنين إنما يأمل حصول أمر مشكوك في حصوله ومقصور على مدته . وأما الآمل لثواب الأعمال الصالحة فهو يأمل حصول أمر موعود به من صادق الوعد . ويأمل شيئا تحصل منه منفعة الدنيا ومنفعة الآخرة كما قال تعالى ( من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون ) . فلا جرم كان قوله ( وخير أملا ) بالتحقق والعموم تذييلا لما قبله .
( ويوم نسير الجبال وترى الأرض بارزة وحشرناهم فلم نغادر منهم أحدا [ 47 ] وعرضوا على ربك صفا لقد جئتمونا كما خلقناكم أول مرة بل زعمتم ألن نجعل لكم موعدا [ 48 ] ) عطف على جملة ( واضرب لهم مثل الحياة الدنيا ) فلفظ ( يوم ) منصوب بفعل مضمر . تقديره : اذكر . كما هو متعارف في أمثاله . فبعد أن بين لهم تعرض ما هم فيه من نعيم إلى الزوال على وجه الموعظة أعقبه بالتذكير بما بعد ذلك الزوال بتصوير حال البعث وما يترقبهم فيه من العقاب على كفرهم به وذلك مقابلة لضده المذكور في قوله ( والباقيات الصالحات خير ) .
ويجوز أن يكون الظرف متعلقا بمحذوف غير فعل ( أذكر ) يدل عليه مقام الوعيد مثل : يرون أمرا مفظعا أو عظيما أو نحو ذلك مما تذهب إلى تقديره نفس السامع . ويقدر المحذوف متأخرا عن الظرف وما اتصل به لقصد تهويل اليوم وما فيه .
ولا يجوز أن يكون الظرف متعلقا القول المقدر عند قوله ( لقد جئتمونا ) إذ لا يناسب موقع عطف هذه الجملة على التي قبلها . ولا وجه معه لتقديم الظرف على عامله