وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

و " الصاحب " هنا بمعنى المقارن في الذكر حيث انتظمهما خبر المثل أو أريد به الملابس المخاصم كما في قول الحجاج يخاطب الخوارج " ألستم أصحابي بالأهواز " .
A E والمراد بالصاحب هنا الرجل الآخر من الرجلين أي فقال : من ليس له جنات في حوار بينهما . ولم يتعلق الغرض بذكر مكان هذا القول ولا سببه لعدم الاحتياج إليه في الموعظة .
وجملة ( وهو يحاوره ) حال من ضمير ( قال ) .
والمحاورة : مراجعة الكلام بين متكلمين .
وضمير الغيبة المنفصل عائد على ذي الجنتين . والضمير المنصوب في ( يحاوره ) عائد على صاحب ذي الجنتين ورب الجنتين يحاور صاحبه . دل فعل المحاورة على أن صاحبه قد وعظه في الإيمان والعمل الصالح فراجعه الكلام بالفخر عليه والتطاول شأن أهل الغطرسة والنقائض أن يعدلوا عن المجادلة بالتي هي أحسن إلى إظهار العظمة والكبرياء .
و ( أعز ) أشد عزة . والعزة : ضد الذل . وهي كثرة عدد عشيرة الرجل وشجاعته .
والنفر : عشيرة الرجل الذين ينفرون معه . وأراد بهم هنا ولده كما دل عليه مقابلته في جواب صاحبه بقوله ( إن ترن أنا أقل منك مالا وولدا ) . وانتصب ( نفرا ) على تمييز نسبة ( أعز ) إلى ضمير المتكلم .
وجملة ( ودخل جنته ) في موضع الحال من ضمير ( قال ) أي قال ذلك وقد دخل جنته مرافقا لصاحبه . أي دخل جنته بصاحبه كما يدل عليه قوله ( قال ما أظن أن تبيد هذه أبدا ) لأن القول لا يكون إلا خطابا لآخر أي قال له ويدل عليه أيضا قوله ( قال له صاحبه وهو يحاوره ) . ووقوع جواب قوله ( أنا أكثر منك مالا وأعز نفرا ) في خلال الحوار الجاري بينهما في تلك الجنة .
ومعنى ( وهو ظالم لنفسه ) وهو مشرك مكذب بالبعث بطر بنعمة الله عليه .
وإنما أفرد الجنة هنا وهما جنتان لأن الدخول إنما يكون لإحداها لأنه أول ما يدخل إنما يدخل إحداهما قبل أن ينتقل منها إلى الأخرى فما دخل إلا إحدى الجنتين .
والظن بمعنى : الاعتقاد وإذا انتفى الظن بذلك ثبت الظن بضده .
وتبيد : تهلك وتفنى .
والإشارة بهذا إلى الجنة التي هما فيها أي لا أعتقد أنها تنتفض وتضمحل .
والأبد : مراد منه طول المدة أي هي باقية بقاء أمثالها لا يعتريها ما يبيدها . وهذا اغترار منه بغناه واغترار بما لتلك الجنة من وثوق الشجر وقوته وثبوته واجتماع أسباب نمائه ودوامه حوله من مياه وظلال .
وانتقل من الإخبار عن اعتقاده دوام تلك الجنة إلى الإخبار عن اعتقاده بنفي قيام الساعة .
ولا تلازم بين المعتقدين . ولكنه أراد التورك على صاحبه المؤمن تخطئة إياه ولذلك عقب ذلك بقوله ( ولئن رددت إلى ربي لأجدن خيرا منهما منقلبا ) تهكما بصاحبه . وقرينة التهكم قوله ( وما أظن الساعة قائمة ) . وهذا كقول العاصي ابن وائل السهمي لخباب بن الأرت " ليكونن لي مال هنالك فأقضيك دينك منه " .
وأكد كلامه بلام القسم ونون التوكيد مبالغة في التهكم .
وانتصب ( منقلبا ) على تمييز نسبة الخبر . والمنقلب : المكان الذي ينقلب إليه أي يرجع .
وضمير ( منهما ) للجنتين عودا إلى أول الكلام تفننا في حكاية كلامه على قراءة الجمهور ( منهما ) بالتثنية وقرأ أبو عمرو وعاصم وحمزة والكسائي ويعقوب وخلف ( منها ) بالإفراد جريا على قوله ( ودخل جنته ) وقوله ( أن تبيد هذه ) .
( قال له صاحبه وهو يحاوره أكفرت بالذي خلقك من تراب ثم من نطفة ثم سواك رجلا [ 37 ] لاكنا هو الله ربي ولا أشرك بربي أحدا [ 38 ] ولو لا إذ دخلت جنتك قلت ما شاء الله لا قوة إلا بالله ) حكي كلام صاحبه بفعل القول بدون عطف للدلالة على أنه واقع موقع المحاورة والمجاوبة كما قدمناه غير مرة .
والاستفهام في قوله ( أكفرت بالذي خلقك ) مستعمل في التعجيب والإنكار وليس على حقيقته لأن الصاحب كان يعلم أن صاحبه مشرك بدليل قوله له ( ولا أشرك بربي أحدا ) . فالمراد بالكفر هنا الإشراك الذي من جملة معتقداته إنكار البعث ولذلك عرف بطريق الموصولية لأن مضمون الصلة من شأنه أن يصرف من يدركه عن الإشراك به فإنهم يعترفون بأن الله هو الذي خلق الناس فما كان غير الله مستحقا للعبادة