وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

A E والأظهر من سياق الكلام وصنع التراكيب مثل قوله ( قال له صاحبه وهو يحاوره أكفرت بالذي خلقك من تراب ) الخ فقد جاء ( قال ) غير مقترن بفاء وذلك من شأن حكاية المحاورات الواقعة ومثل قوله ( ولم تكن له فئة ينصرونه من دون الله وما كان منتصرا ) أن يكون هذا المثل قصة معلومة ولأن ذلك أوقع في العبرة والموعظة مثل المواعظ بمصير الأمم الخالية .
ومعنى ( جعلنا لأحدهما ) قدرنا له أسباب ذلك .
وذكر الجنة والأعناب والنخل تقدم في قوله تعالى ( أيود أحدكم أن تكون له جنة من نخيل وأعناب ) في سورة البقرة .
ومعنى ( حففناهما ) أحطناهما يقال : حفه بكذا إذا جعله حافا به أي محيطا قال تعالى ( وترى الملائكة حافين من حول العرش ) لأن " حف " يتعدى إلى مفعول واحد فإذا أريد تعديته إلى ثان عدي إليه بالباء مثل : غشيه وغشاه بكذا . ومن محاسن الجنات أن تكون محاطة بالأشجار المثمرة .
ومعنى ( وجعلنا بينهما زرعا ) ألهمناه أن يجعل بينهما . وظاهر الكلام أن هذا الزرع كان فاصلا بين الجنتين : كانت الجنتان تكتنفان حقل الزرع فكان المجموع ضيعة واحدة . وتقدم ذكر الزرع في سورة الرعد .
و ( كلتا ) اسم دال على الإحاطة بالمثنى يفسره المضاف هو إليه فهو اسم مفرد دال على شيئين نظير زوج . ومذكره ( كلا ) . قال سيبويه : أصل كلا كلو واصل كلتا كلوا فحذفت لام الفعل من كلتا وعوضت التاء عن اللام المحذوفة لتدل التاء على التأنيث . ويجوز في خبر كلا وكلتا الإفراد اعتبارا للفظه وهو أفصح كما في هذه الآية . ويجوز تثنيته اعتبارا لمعناه كما في قول الفرزدق : .
كلاهما حين جد الجري بينهما ... قد أقلعا وكلا أنفيهما رابي و ( أكلها ) قرأه الجمهور " بضم الهمزة وسكون الكاف " . وقرأه عاصم وحمزة والكسائي وأبو جعفر وخلف " بضم الهمزة وضم الكاف " وهو الثمر وتقدم .
وجملة ( كلتا الجنتين آتت أكلها ) معترضة بين الجمل المتعاطفة . والمعنى : أثمرت الجنتان إثمارا كثيرا حتى أشبهت المعطي من عنده .
ومعنى ( ولم تظلم منه شيئا ) لم تنقص منه أي من أكلها شيئا أي لم تنقصه عن مقدار ما تعطيه الأشجار في حال الخصب . ففي الكلام إيجاز بحذف مضاف . والتقدير : ولم تظلم من مقدار أمثاله . واستعير الظلم للنقص على طريقة التمثيلية بتشبيه هيئة صاحب الجنتين في إتقان خبرهما وترقب إثمارهما بهيئة من صار له حق في وفرة غلتها بحيث إذا لم تأت الجنتان بما هو مترقب منهما أشبهتا من حرم ذا حق حقه فظلمه فاستعير الظلم لإقلال الإغلال واستعير نفيه للوفاء بحق الإثمار .
والتفجير تقدم عند قوله تعالى ( حتى تفجر لنا من الأرض ينبوعا ) في سورة الإسراء .
والنهر " بتحريك الهاء " لغة في النهر بسكونها . وتقدم عند قوله تعالى ( قال إن الله مبتليكم بنهر ) في سورة البقرة .
وجملة ( وكان له ثمر ) في موضع الحال من ( لأحدهما ) . والثمر " بضم الثاء والميم " : المال الكثير المختلف من النقدين والأنعام والجنات والمزارع . وهو مأخوذ من ثمر ماله بتشديد الميم بالبناء للنائب يقال : ثمر الله ماله إذا كثر . قال النابغة : .
فلما رأى أن ثمر الله ماله ... وأثل موجودا وسد مفاقره مشتقا من اسم الثمرة على سبيل المجاز أو الاستعارة لأن الأرباح وعفو المال يشبهان ثمر الشجر . وشاع هذا المجاز حتى صار حقيقة . قال النابغة : .
مهلا فداء لك الأقوام كلهم ... وما أثمر من مال ومن ولد وقرأ الجمهور ( ثمر ) " بضم المثلثة وضم الميم " . وقرأه أبو عمرو ويعقوب " بضم المثلثة وسكون الميم " . وقرأه عاصم " بفتح المثلثة وفتح الميم " .
فقالوا : إنه جمع ثمار الذي هو جمع ثمر مثل كتب جمع كتاب فيكون دالا على أنواع كثيرة مما تنتجه المكاسب كما تقدم آنفا في جمع أساور من قوله ( أساور من ذهب ) . وعن النحاس بسنده إلى ثعلب عن الأعمش : أن الحجاج قال : لو سمعت أحدا يقرأ ( وكان له ثمر ) " أي بضم الثاء " لقطعت لسانه . قال تعلب : فقلت للأعمش : أنأخذ بذلك . قال : لا ولا نعمة عين وكان يقرأ : ثمر أي بضمتين .
والمعنى : وكان لصاحب الجنتين مال أي غير الجنتين . والفاء لتفريع جملة ( قال ) على الجمل السابقة لأن ما تضمنته الجمل السابقة من شأنه أن ينشأ عنه غرور بالنفس ينطق ربه عن مثل ذلك القول