وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

والأرائك : جمع أريكة . وهي اسم لمجموع سرير وحجلة . والحجلة : قبة من ثياب تكون في البيت تجلس فيها المرأة أو تنام فيها . ولذلك يقال للنساء : ربات الحجال فإذا وضع فيها سرير للاتكاء أو الاضطجاع فهي أريكة . ويجلس فيها الرجل وينام مع المرأة وذلك من شعار أهل الترف .
وجملة ( نعم الثواب ) استئناف مدح ومخصوص فعل المدح محذوف لدلالة ما تقدم عليه . والتقدير : نعم الثواب الجنات الموصوفة .
وعطف عليه فعل إنشاء ثان وهو ( وحسنت مرتفقا ) لأن ( حسن ) و ( ساء ) مستعملان استعمال ( نعم ) و ( بئس ) فعملا عملهما . ولذلك كان التقدير : وحسنت الجنات مرتفقا . وهذا مقابل قوله في حكاية حال أهل النار ( وساءت مرتفقا ) .
والمرتفق : هنا مستعمل في معناه الحقيقي بخلاف مقابله المتقدم .
( واضرب لهم مثلا رجلين جعلنا لأحدهما جنتين من أعناب وحففناهما بنخل وجعلنا بينهما زرعا [ 32 ] كلتا الجنتين آتت أكلها ولم تظلم منه شيئا وفجرنا خلالهما نهرا [ 33 ] وكان له ثمر فقال لصاحبه وهو يحاوره أنا أكثر منك مالا وأعز نفرا [ 34 ] ودخل جنته وهو ظالم لنفسه قال ما أظن أن تبيد هذه أبدا [ 35 ] وما أظن الساعة قائمة ولئن رددت إلى ربي لأجدن خيرا منهما منقلبا [ 36 ] ) عطف على جملة ( وقل الحق من ربكم ) الآيات فإنه بعد أن بين لهم ما أعد لأهل الشرك وذكر ما يقابله مما أعده للذين آمنوا صرب مثلا لحال الفريقين بمثل قصة أظهر الله فيها تأييده للمؤمن وإهانته للكافر فكان لذلك المثل شبه بمثل قصة أصحاب الكهف من عصر أقرب لعلم المخاطبين من عصر أهل الكهف فضرب مثلا للفريقين للمشركين وللمؤمنين بمثل رجلين كان حال أحدهما معجبا مؤنقا وحال الآخر بخلاف ذلك ؛ فكانت عاقبة صاحب الحال المونقة تباتا وخسارة وكانت عاقبة الآخر نجاحا ليظهر للفريقين ما يجره الغرور والإعجاب والجبروت إلى صاحبه من الأرزاء وما يلقاه المؤمن المتواضع العارف بسنن الله في العالم من التذكير والتدبر في العواقب فيكون معرضا للصلاح والنجاح .
واللام في قوله ( لهم ) يجوز أن يتعلق بفعل ( واضرب ) كقوله تعالى ( ضرب لكم مثلا من أنفسكم ) . ويجوز أن يتعلق بقوله ( مثلا ) تعلق الحال بصاحبها أي شبها لهم أي للفريقين كما في قوله تعالى ( فلا تضربوا لله الأمثال ) والوجه أن يكون متنازعا فيه بين ( ضرب ومثلا ) .
والضمير في قوله ( لهم ) يعود إلى المشركين من أهل مكة على الوجه الأول ولم يتقدم لهم ذكر ويعود إلى جماعة الكافرين والمؤمنين على الوجه الثاني .
ثم إن كان حال هذين الرجلين الممثل به حالا معروفا فالكلام تمثيل حال محسوس بحال محسوس . فقال الكلبي : المعني بالرجلين رجلان من بني مخزوم من أهل مكة أخوان أحدهما كافر وهو الأسود ابن عبد الأشد " بشين معجمة " وقيل " بسين مهملة " بن عبد ياليل والآخر مسلم وهو أخوه : أبو سلمة عبد الله بن عبد الأشد بن عبد ياليل . ووقع في الإصابة : بن هلال وكان زوج أم سلمة قبل أن يتزوجها رسول الله A .
ولم يذكر المفسرون أين كانت الجنتان ولعلهما كانت بالطائف فإن فيه جنات أهل مكة .
وعن ابن عباس : هما أخوان من بني إسرائيل مات أبوهما وترك لهما مالا فاشترى أحدهما أرضا وجعل فيها جنتين وتصدق الآخر بماله فكان من أمرهما في الدنيا ما قصه الله تعالى في هذه السورة وحكى مصيرهما في الآخرة بما حكاه الله في سورة الصافات في قوله ( فأقبل بعضهم على بعض يتساءلون قال قائل منهم إني كان لي قرين يقول إنك لمن المصدقين ) الآيات . . فتكون قصتهما معلومة بما نزل فيها من القرآن في سورة الصافات قبل سورة الكهف .
وإن كان حال الرجلين حالا مفروضا كما جوزه بعض المفسرين فيما نقله عنه ابن عطية فالكلام على كل حال تمثيل محسوس بمحسوس لأن تلك الحالة متصورة متخيلة . قال ابن عطية : فهذه الهيئة التي ذكرها الله تعالى لا يكاد المرء يتخيل أجمل منها في مكاسب الناس وعلى هذا الوجه يكون هذا التمثيل كالذي في قوله تعالى ( ومثل للذين ينفقون أموالهم ابتغاء مرضاة الله وتثبيتا من أنفسهم كمثل جنة بربوة ) الآيات