وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

والمهل " بضم الميم " له معان كثيرة أشبهها هنا أنه دردي الزيت فإنه يريدها التهابا قال تعالى ( يوم تكون السماء كالمهل ) .
والتشبيه في سواد اللون وشدة الحرارة فلا يزيدهم إلا حرارة ولذلك عقب بقوله ( يشوي الوجوه ) وهو استئناف ابتدائي .
A E والوجه أشد الأعضاء تألما من حر النار قال تعالى ( تلفح وجوههم النار ) .
وجملة ( بئس الشراب ) مستأنفة ابتدائية أيضا لتشنيع ذلك الماء مشروبا كما شنع مغتسلا . وفي عكسه الماء الممدوح في قوله تعالى ( هذا مغتسل بارد وشراب ) .
والمخصوص بذم ( بئس ) محذوف دل عليه ما قبله . والتقدير : بئس الشراب ذلك الماء .
وجملة ( وساءت مرتفقا ) معطوفة على جملة ( يشوي الوجوه ) فهي مستأنفة أيضا لإنشاء ذم تلك النار بما فيها .
والمرتفق : محل الاتفاق وهو اسم مكان مشتق من اسم جامد إذ اشتق من المرفق وهو مجمع العضد والذراع . سمي مرفقا لأن الإنسان يحصل به الرفق إذا أصابه إعياء فيتكئ عليه . فلما سمي به العضو تنوسي اشتقاقه وصار كالجامد ثم اشتق منه المرتفق . فالمرتفق هو المتكأ وتقدم في سورة يوسف .
وشأن المرتفق أن يكون مكان استراحة فإطلاق ذلك على النار تهكم كما أطلق على ما يزاد به عذابهم لفظ الإغاثة وكما أطلق على مكانهم السرادق .
وفعل ( ساء ) يستعمل ( بئس ) فيعمل عمل ( بئس ) فقوله ( مرتفعا ) تمييز . والمخصوص بالذم محذوف كما تقدم في قوله ( بئس الشراب ) .
( إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات إنا لا نضيع أجر من أحسن عملا [ 30 ] ) جملة مستأنفة استئنافا بيانيا مراعي فيه حال السامعين من المؤمنين فإنهم حين يسمعون ما أعد للمشركين تتشوف نفوسهم إلى معرفة ما أعد للذين آمنوا ونبذوا الشرك فأعلموا أن عملهم مرعي عند ربهم . وجريا على عادة القرآن في تعقيب الوعيد بالوعد والترهيب بالترغيب .
وافتتاح الجملة بحرف التوكيد ( إن ) لتحقيق مضمونها . وإعادة حرف " إن " في الجملة المخبر بها عن المبتدأ الواقع في الجملة الأولى لمزيد العناية والتحقيق كقوله تعالى في سورة الحج ( إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئين والنصارى والمجوس والذين أشركوا إن الله يفصل بينهم يوم القيامة ) وقوله تعالى ( قل إن الموت الذي تفرون منه فإنه ملاقيكم ) ومثله قول جرير : .
إن الخليفة إن الله سربله ... سربال ملك به تزجى الخواتيم وموقع ( إن ) الثانية في هذه الآية أبلغ منه في بيت جرير لأن الجملة التي وقعت فيها في هذه الآية لها استقلال بمضمونها من حيث هي مفيدة حكما يعم ما وقعت خبرا عنه وغيره من كل من يماثل الخبر عنهم في عملهم فذلك العموم في ذاته حكم جدير بالتأكيد لتحقيق حصوله لأربابه بخرف بيت جرير .
وأما آية سورة الحج فقد اقتضى طول الفصل حرف التأكيد حرصا على إفادة التأكيد .
والإضاعة : جعل الشيء ضائعا . وحقيقته الضيعة : تلف الشيء من مظنة وجوده . وتطلق مجازا على انعدام الانتفاع بشيء موجود فكأنه قد ضاع وتلف قال تعالى ( أني لا أضيع عمل عامل منكم ) في سورة آل عمران وقال ( وما كان الله ليضيع إيمانكم ) في البقرة . ويطلق على منع التمكين من شيء والانتفاع به تشبيها للممنوع بالضائع في اليأس من التمكن منه كما في هذه الآية أي أنا لا نحرم من أحسن عملا أجر عمله . ومنه قوله تعالى ( والله لا يضيع أجر المحسنين ) .
( أولئك لهم جنات عدن تجري من تحتهم الأنهار يحلون فيها من ذهب ويلبسون ثيابا خضرا من سندس وإستبرق متكئين فيها على الأرائك نعم الثواب وحسنت مرتفقا [ 31 ] ) والجملة مستأنفة استئنافا بيانيا لأن ما أجمل من عدم إضاعة أجرهم يستشرف بالسامع إلى ترقب ما بين هذا الأجر .
وافتتاح الجملة باسم الإشارة لما فيه من التنبيه على أن المشار إليهم جديرون لما بعد اسم الإشارة لأجل الأوصاف المذكورة قبل اسم الإشارة وهي كونهم آمنوا وعملوا الصالحات .
واللام في ( لهم جنات عدن ) لام الملك . و ( من ) للابتداء جعلت جهة تحتهم منشئا لجري الأنهار . وتقدم شبيه هذه الآية في قوله تعالى ( وعد الله المؤمنين والمؤمنات جنات تضجري من تحتها الأنهار ) في سورة براءة