وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

والمعنى : أن يقدر لبثهم بثلاثمائة وتسع سنين . فعبر عن هذا العدد بأنه ثلاثمائة سنة وزيادة تسع . ليعلم أن التقدير بالسنين القمرية المناسبة لتاريخ العرب والإسلام مع الإشارة إلى موافقة ذلك المقدار بالسنين الشمسية التي بها تاريخ القوم الذين منهم أهل الكهف وهم أهل بلاد الروم . قال السهيلي في الروض الأنف : النصارى يعرفون حديث أهل الكهف ويؤرخون به . وأقول : واليهود الذين لقنوا قريشا السؤال عنهم يؤرخون الأشهر بحساب القمر ويؤرخون السنين بحساب الدورة الشمسية . فالتفاوت بين أيام السنة القمرية وأيام السنة الشمسية يحصل منه سنة قمرية كاملة في كل ثلاث وثلاثين سنة شمسية فيكون التفاوت في مائة سنة شمسية بثلاث سنين زائدة قمرية . كذا نقله ابن عطية عن النقاش المفسر . وبهذا تظهر نكتة التعبير عن التسع السنين بالازدياد . وهذا من علم القرآن وإعجازه العلمي الذي لم يكن لعموم العرب علم به .
وقرأ الجمهور ( ثلاثمائة ) بالتنوين . وانتصب ( سنين ) على البدلية من اسم العدد على رأي من يمنع مجيء تمييز المائة منصوبا أو هو تمييز عند من يجيز ذلك .
وقرأه حمزة والكسائي وخلف بإضافة مائة إلى سنين على أنه تمييز للمائة . وقد جاء تمييز المائة جمعا وهو نادر لكنه فصيح .
( قل الله أعلم بما لبثوا له غيب السماوات والأرض أبصر به وأسمع ما لهم من دونه من ولي ولا يشرك في حكمه أحدا [ 26 ] ) إن كان قوله تعالى ( ولبثوا في كهفهم ) إخبارا من الله عن مدة لبثهم يكون قوله ( قل الله أعلم بما لبثوا ) قطعا للمماراة في مدة لبثهم المختلف فيها بين أهل الكتاب أي الله أعلم منكم بمدة لبثهم .
وإن كان قوله ( ولبثوا ) حكاية عن قول أهل الكتاب في مدة لبثهم كان قوله ( قل الله أعلم بما لبثوا ) تفويضا إلى الله في علم ذلك كقوله ( قل ربي أعلم بعدتهم ) .
وغيب السماوات والأرض ما غاب علمه عن الناس من موجودات السماوات والأرض وأحوالهم . واللام في ( لله ) للملك . وتقديم الخبر المجرور لإفادة الاختصاص أي لله لا لغيره ردا على الذين يزعمون علم خبر أهل الكهف ونحوهم .
و ( أبصر به وأسمع ) صيغتا تعجيب من عموم علمه تعالى بالمغيبات من المسموعات والمبصرات وهو العلم الذي لا يشاركه فيه أحد .
وضمير الجمع في قوله ( ما لهم من دونه من ولي ) يعود إلى المشركين الذين الحديث معهم . وهو إبطال لولاية آلهتهم بطريقة التنصيص على عموم النفي بدخول ( من ) الزائدة على النكرة المنفية .
وكذلك قوله ( ولا يشرك في حكمه أحدا ) هو رد على زعمهم بأن الله اتخذ آلهتهم شركاء له في ملكه .
وقرأ الجمهور ( ولا يشرك ) برفع ( يشرك ) وبياء الغيبة . والضمير عائد إلى اسم الجلالة في قوله ( قل الله أعلم ) . وقرأه ابن عامر بتاء الخطاب وجزم و ( يشرك ) على أن ( لا ) ناهية . والخطاب لرسول الله A مراد به أمته أو الخطاب لكل من يتلقاه .
وهنا انتهت قصة أصحاب الكهف بما تخللها وقد أكثر المفسرون من رواية الأخبار الموضوعة فيها .
( واتل ما أوحي إليك من كتاب ربك لا مبدل لكلماته ولن تجد من دونه ملتحدا [ 27 ] ) عطف على جملة ( قل الله أعلم بما لبثوا ) بما فيها من قوله ( ما لهم من دونه من ولي ولا يشرك في حكمه أحدا ) .
والمقصود من هذا الرد على المشركين إذ كانوا أيامئذ لا يبين لهم شيء إلا وانتقلوا إلى طلب شيء آخر فسألوا عن أهل الكهف وعن ذي القرنين وطلبوا من النبي A أن يجعل بعض القرآن للثناء عليهم ونحو ذلك كما تقدم ذلك عند قوله تعالى ( وإن كادوا ليفتنونك عن الذي أوحينا إليك لتفتري علينا غيره وإذا لاتخذوك خليلا ) في سورة الإسراء .
والمعنى : لا تعبأ بهم إن كرهوا تلاوة بعض ما أوحى إليك واتل جميع ما أوحى إليك فإنه لا مبدل له . فلما وعدهم الجواب عن الروح وعن أهل الكهف وأبر الله وعده إياهم قطعا لمعذرتهم ببيان إحدى المسألتين ذيل ذلك بأن أمر نبيه أن يقرأ القرآن كما أنزل عليه وأنه لا مبدل لكلمات الله ولكي لا يطمعهم الإجابة عن بعض ما سألوه بالطمع في أن يجيبهم عن كل ما طلبوه