وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

عطف على النهي أي لا تعد بوعد فإن نسيت فقلت : إني فاعل فاذكر ربك أي اذكر ما نهاك عنه . والمراد بالتذكير التدارك وهو هنا مشتق من الذكر " بضم الذال " وهو كناية عن لازم التذكر وهو الامتثال كما قال عمر بن الخطاب " Bه " : أفضل من ذكر الله باللسان ذكر الله عند أمره ونهيه " وفي تعريف الجلالة بلفظ الرب مضافا إلى ضمير المخاطب دون اسم الجلالة العلم من كمال الملاطفة ما لا يخفى .
A E وحذف مفعول ( نسيت ) لظهوره من المقام أي إذا نسيت النهي فقلت : إني فاعل . وبعض الذين أعملوا به آية ( إلا أن يشاء الله ) في حل الأيمان بذكر الاستثناء بمشيئة الله جعلوا قوله ( واذكر ربك إذا نسيت ) ترخيصا في تدارك الثنيا عند تذكر ذلك فمنهم من لم يحد ذلك بمدة . وعن ابن عباس : لا تحديد بمدة بل ولو طال ما بين اليمين والثنيا . والجمهور على أن قوله ( واذكر ربك إذا نسيت ) لا دلالة فيه على جواز تأخير الثنيا واستدلوا بأن السنة وردت بخلافة .
( وقل عسى أن يهدين ربي لأقرب من هذا رشدا [ 24 ] ) لما أبر الله وعد نبيه A الذي وعده المشركين أن يبين لهم أمر أهل الكهف فأوحاه إليه وأوقفهم عليه أعقب ذلك بعتابه على التصدي لمجاراتهم في السؤال عما هو خارج عن غرض الرسالة دون إذن من الله وأمره أن يذكر نهي ربه . ويعزم على تدريب نفسه على إمساك الوعد ببيان ما يسأل منه بيانه دون أن يأذنه الله به أمره هنا أن يخبر سائليه بأنه ما بعث للاشتغال بمثل ذلك وأنه يرجوا أن الله يهديه إلى ما هو أقرب إلى الرشد من بيان أمثال هذه القصة وإن كانت هذه القصة تشتمل على موعظة وهدى ولكن الهدى الذي في بيان الشريعة أعظم وأهم . والمعنى : وقل لهم عسى أن يهديني ربي لأقرب من هذا رشدا .
وجملة ( وقل عسى أن يهديني ) الخ . . معطوفة على جملة ( فلا تمار فيهم ) . ويجوز أن تكون جملة ( وقل عسى أن يهديني ربي ) عطفا على جملة ( واذكر ربك إذا نسيت ) أي اذكر أمره ونهيه وقل في نفسك : عسى أن يهديني ربي لأقرب من هذا رشدا أي ادع الله بهذا .
وانتصب ( رشدا ) على تمييز نسبة التفضيل من قوله ( لأقرب من هذا ) ويجوز أن يكون منصوبا على أنه مفعول مطلق مبين لنوع فعل ( أن يهديني ) لأن الرشد نوع من الهداية .
ف ( عسى ) مستعملة في الرجاء تأدبا واسم الإشارة عائد إلى المذكور من قصة أهل الكهف بقرينة وقوع هذا الكلام معترضا في أثنائها .
ويجوز أن يكون المعنى : وارج من الله أن يهديك فيذكرك أن لا تعيد وعدا ببيان شيء دون إذن الله .
والرشد " بفتحتين " : الهدى والخير . وقد تقدم القول فيه عند قوله تعالى في هذه السور ( وهيئ لنا من أمرنا رشدا ) .
( ولبثوا في كهفهم ثلاث مائة سنين وازدادوا تسعا [ 25 ] ) رجوع إلى بقية القصة بعد أن تخلل الاعتراض بينها بقوله ( فلا تمار فيهم ) إلى قوله ( رشدا ) .
فيجوز أن تكون جملة ( ولبثوا ) عطفا على مقولهم في قوله ( سيقولون ثلاثة رابعهم كلبهم ) . أي ويقولون : لبثوا في كهفهم ليكون موقع قوله ( قل الله أعلم بما لبثوا ) كموقع قوله السابق ( قل ربي أعلم بعدتهم ) وعليه فلا يكون هذا إخبار عن مدة ليثهم . وعن ابن مسعود أنه قرأ ( وقالوا لبثوا في كهفهم ) إلى آخره فذلك تفسير لهذا العطف .
ويجوز أن يكون العطف على القصة كلها . والتقدير : وكذلك أعثرنا عليهم إلى آخره وهم لبثوا في كهفهم ثلاثمائة سنة وتسع سنين .
وعلى اختلاف الوجهين يختلف المعنى في قوله ( قل الله أعلم بما لبثوا ) كما سيأتي . ثم إن الظاهر أن القرآن أخبر بمدة لبث أهل الكهف في كهفهم وأن المراد لبثهم الأول قبل الإفاقة وهو المناسب لسبق الكلام على اللبث في قوله ( قال قائل منهم كم لبثتم قالوا لبثنا يوما أو بعض يوم قالوا ربكم أعلم بما لبثتم ) وقد قدما عند قوله تعالى ( أم حسبت أن أصحاب الكهف والرقيم ) الخ... أن مؤرخي النصارى يزعمون أن مدة نومة أهل الكهف مائتان وأربعون سنة . وقيل : المراد لبثهم من وقت موتهم الأخير إلى زمن نزول هذه الآية .
A E