وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وجملة ( قل ربي أعلم بعدتهم ) مستأنفة استئنافا بيانيا لما تثيره جملة ( سيقولون ثلاثة رابعه كلبهم ) إلى آخرها من ترقب تعيين ما يعتمد عليه من أمر عدتهم . فأجيب بأن بحال العلم بذلك على علام الغيوب . وإسناد اسم التفضيل إلى الله تعالى يفيد أن علم الله بعدتهم هو العلم الكامل وأن علم غيره مجرد ظن وحدس قد يصادف الواقع وقد لا يصادفه .
A E وجملة ( ما يعلمهم إلا قليل ) كذلك مستأنفة استئنافا بيانيا لأن الإخبار عن الله بأنه الأعلم يثير في نفوس السامعين أن يسألوا : هل يكون بعض الناس عالما بعدتهم علما غير كامل . فأجيب بأن قليلا من الناس يعلمون ذلك ولا محالة هم من أطلعهم الله على ذلك بوحي وعلى كل حال فهم لا يوصفون بالأغلبية لأن علمهم مكتسب من جهة الله الأعلم بذلك .
( فلا تمار فيهم إلا مراء ظاهرا ولا تستفت فيهم منهم أحدا [ 22 ] ) تفريع على الاختلاف في عدد أهل الكهف أي إذا أراد بعض المشركين المماراة في عدة أهل الكهف لأخبار تلقوها من أهل الكتاب أو لأجل طلب تحقيق عدتهم فلا تمارهم إذ هو اشتغال بما ليس فيه جدوى . وهذا التفريع وما عطف عليه معترض في أثناء القصة .
والتماري : تفاعل مشتق من المرية وهي الشك . واشتقاق المفاعلة يدل على أنها إيقاع من الجانبين في الشك فيؤول إلى معنى المجادلة في المعتقد لإبطاله وهو يفضي إلى الشك فيه فأطلق المراء على المجادلة بطريق المجاز ثم شاع فصار حقيقة لما ساوى الحقيقة . والمراد بالمراء فيهم : المراء في عدتهم كما هو مقتضى التفريع .
والمراء الظاهر : هو الذي لا سبيل إلى إنكاره ولا يطول الخوض فيه . وذلك مثل قوله ( قل ربي أعلم بعدتهم ) وقوله ( ما يعلمهم إلا قليل ) فإن هذا مما لا سبيل إلى إنماره وإبايته لوضوح حجته وما وراء ذلك محتاج إلى الحجة فلا ينبغي الاشتغال به لقلة جدواه .
والاستفتاء : طلب الفتوى وهي الخبر عن أمر علمي مما لا يعلمه كل أحد . ومعنى ( فيهم ) أي في أمرهم أي أمر أهل الكهف . والمراد من النهي عن استفنائهم الكناية عن جهلهم بأمر أهل الكهف فضمير ( منهم ) عائد إلى عاد إليه ضمير ( سيقولون ثلاثة ) وهم أهل مكة الدين سألوا عن أمر أهل الكهف .
أو يكون كناية رمزية عن حصول علم النبي A بحقيقة أمرهم بحيث هو غني عن استفتاء أحد وأنه لا يعلم المشركين بما علمه الله من شأن أهل الكهف وتكون ( من ) تعليلية والضمير المجرور بها عائدا إلى السائلين المتعنتين أي لا تسأل علم ذلك من أجل حرص السائلين على أن تعلمهم بيقين أمر أهل الكهف فإنك علمته ولم تؤمر بتعليمهم إياه ولو لم يحمل النهي على هذا المعنى لم يتضح له وجه . وفي التقييد ب ( منهم ) محترز ولا يستقيم جعل ضمير ( منهم ) عائدا إلى أهل الكتاب لأن هذه الآيات مكية باتفاق الرواة والمفسرين .
( ولا تقولن لشيء إني فاعل ذلك غدا [ 23 ] إلا أن يشاء الله ) عطف على الاعتراض . ومناسبة موقعه هنا ما رواه ابن إسحاق والطبري في أول هذه السورة والواحدي في سورة مريم : أن المشركين لما سألوا النبي A عن أهل الكهف وذي القرنين وعدهم بالجواب عن سؤالهم من الغد ولم يقل ( إن شاء الله ) فلم يأته جبريل " عليه السلام " بالجواب إلا بعد خمسة عشر يوما . وقيل : بعد ثلاثة أيام كما تقدم أي فكان تأخير الوحي إليه بالجواب عتابا رمزيا من الله لرسوله A كما عاتب سليمان " عليه السلام " فيما رواه البخاري : " أن سليمان قال : لأطوفن الليلة على مائدة امرأة تلد كل واحدة ولدا يقاتل في سبيل الله فلم تحمل منهن إلا واحدة ولدت شق غلام " . ثم كان هذا عتابا صريحا فإن رسول الله A لما سئل عن أهل الكهف وعد بالإجابة ونسي أن يقول ( إن شاء الله ) كما نسي سليمان فأعلم الله رسوله بقصة أهل الكهف ثم نهاه عن أن يعد بفعل شيء دون التقييد بمشيئة الله