وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وضمير ( يقولون ) عائد إلى غير مذكور لأنه معلوم من المقام أي يقول الناس أو المسلمون إذ ليس في هذا القول حرج ولكنهم نبهوا إلى أن جميعه لا حجة لهم فيه . ومعنى سين الاستقبال سار إلى الفعلين المعطوفين على الفعل المقترن بالسين وليس في الانتهاء إلى عدد الثمانية إيماء إلى أنه العدة في نفس الأمر .
A E وقد أعلم الله أن قليلا من الخلق يعلمون عدتهم وهم من أطلعهم الله على ذلك . وفي مقدمتهم محمد A لأن قصتهم جاءت على لسانه فلا شك أن الله أطلعه على عدتهم . وروي أن ابن عباس قال : أنا من القليل .
وكأن أقوال الناس تمالأت عل أن عدتهم فردية تيمنا بعدد المفرد وإلا فلا دليل على ذلك دون غيره وقد سمى الله قولهم ذلك رجما بالغيب .
والرجم حقيقته : الرمي بحجر ونحوه . واستعير هنا لرمي الكلام من غير روية ولا تثبت قال زهير : .
" وما هو عنها بالحديث المرجم والباء في ( بالغيب ) للتعدية كأنهم لما تكلموا عن أمر غائب كانوا يرجمون به .
وكل جملة ( رابعهم كلبهم ) وجملة ( سادسهم كلبهم ) في موضع الصفة لاسم العدد الذي قبلها أو موضع الخبر الثاني عن المبتدأ المحذوف .
وجملة ( وثامنهم كلبهم ) الواو فيها واو الحال وهي في موضع الحال من المبتدأ المحذوف أو من اسم العدد الذي هو خبر المبتدأ وهو إن كان نكرة فإن وقوعه خبر على معرفة أكسبه تعريفا . على أن وقوع الحال جملة مقترنة بالواو قد عد من مسوغات مجيء الحال من النكرة . ولا وجه لجعل الواو فيه داخلة على جملة هي صفة للنكرة لقصد تأكيد لصوق الصفة بالموصوف كما ذهب إليه في الكشاف لأنه غير معروف في فصيح الكلام : وقد رده السكاكي في المفتاح وغير واحد .
ومن غرائب فتن الابتكار في معاني القرآن قول من زعم : إن هذه الواو . واو الثمانية وهو منسوب في كتب العربية إلى بعض ضعفه النحاة ولم يعين مبتكره . وقد عد ابن هشام في " مغني اللبيب " من القائلين بذلك الحريري وبعض ضعفة النحاة كابن خالويه والثعلبي من المفسرين .
قلت : أقدم هؤلاء هو ابن خالويه النحوي المتوفى سنة370 فهو المقصود ببعض ضعفه النحاة . وأحسب وصفه بهذا الوصف أخذه ابن هشام من كلام ابن المنير في الانتصاف على الكشاف من سورة التحريم إذ روي عن ابن الحاجب : أن القاضي الفاضل كان يعتقد أن الواو في قوله تعالى ( ثيبات وأبكارا ) في سورة التحريم هي الواو التي سماها بعض ضعفة النحاة واو الثمانية . وكان القاضي يتبجح باستخراجها زائدة على المواضع الثلاثة المشهورة أحدها : التي في الصفة الثامنة في قوله تعالى ( والناهون عن المنكر ) في سورة براءة . والثانية : في قوله ( وثامنهم كلبهم ) . والثالثة : في قوله ( وفتحت أبوابها ) في الزمر . قال ابن الحاجب ولم يزل الفاضل يستحسن ذلك من نفسه إلى أن ذكره يوما بحضرة أبي الجود النحوي المقري فبين له أنه واهم في عدها من ذلك القبيل وأحال البيان على المعنى الذي ذكره الزمخشري من دعاء الضرورة إلى الإتيان بالواو هنا لامتناع اجتماع الصفتين في موصوف واحد آخره .
وقال في المغنى : سبق الثعلبي الفاضل إلى عدها من المواضع في تفسيره . وأقول : لعل الفاضل لم يطلع عليه . وزاد الثعلبي قوله تعالى ( سبع ليال وثمانية أيام حسوما ) في سورة الحاقة حيث قرن اسم عدد " ثمانية " بحرف الواو .
ومن غريب الاتفاق أن كان لحقيقة الثمانية اعتلاق بالمواضع الخمسة المذكورة من القرآن إما بلفظة كما هنا وآية الحاقة وإما بالانتهاء إليه كما في آية براءة وآية التحريم وإما بكون مسماه معدودا بعدد الثمانية كما في آية الزمر . ولقد بعد الانتباه إلى ذلك من اللطائف ولا يبلغ أن يكون من المعرف . وإذا كانت كذلك ولم يكن لها ضابط مضبوط فليس من البعيد عد القاضي الفاضل منها آية سورة التحريم لأنها صادفت الثامنة في الذكر وإن لم تكن ثامنة من صفات الموصوفين وكذلك لعد آية سورة الحاقة ومثل هذه اللطائف كالزهرة تشم ولا تحك .
وقد تقدم الكلام عليها عند قوله تعالى ( والناهون عن المنكر ) في سورة براءة