وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

و ( أيها ) ما صدقه أي مكان من المدينة لأن المدينة كل له أجزاء كثيرة منها دكاكين الباعة أي فلينظر أي مكان منها هو أزكى طعاما أي أزكى طعامه من طعام غيره .
والنصب ( طعاما ) على التمييز لنسبة ( أزكى ) إلى ( أي ) .
والأزكى : الأطيب والأحسن لأن الزكو الزيادة في الخير والنفع .
والرزق : القوت . وقد تقدم عند قوله تعالى ( قال لا يأتيكما طعام ترزقانه ) في سورة يوسف والفاء لتفريع أمرهم من يبعثونه بأن يأتي بطعام زكي وبأن يتلطف .
A E وصيغة الأمر في قوله ( فليأتكم وليتلطف ) أمر لأحد غير معين سيوكلونه أي أن تبعثوه يأتكم برزق ويجوز أن يكون المأمور معينا بينهم وإنما الإجمال في حماية كلامهم لا في الكلام المحكي . وعلى الوجهين فهم مأمورون بأن يوصوه بذلك .
قيل التاء من كلمة ( وليتلطف ) هي نصف حروف القرآن عدا . وهنالك قول اقتصر عليه ابن عطية هو أن النون من قوله تعالى ( لقد جئت شيئا نكرا ) هي نصف حروف القرآن .
والإشعار : الإعلام وهو إفعال منشعر من باب نصر وكرم شعورا أي علم . فالهمزة للتعدية مثل همزة ( أعلم ) من علم الذي هو عليم العرفان يتعدى إلى واحد .
وقوله ( بكم ) متعلق ب ( شعرن ) . فمدخول الباء هو المشعور أي المعلوم . والمعلوم إنما يكون معنى من المعاني ما علق الضمير المجرور بفعل ( شعرن ) من قبيل تعليق الحكم بالذات . والمراد بعض أحوالها . والتقدير : ولا يخبرن بوجودكم أحدا . فهنا مضاف محذوف دلت عليه دلالة الاقتضاء فيشمل جميع أحوالهم من عددهم ومكانهم وغير ذلك . والنون لتوكيد النهي تحذيرا من عواقبه المضمنة في جملة ( إنهم إن يظهروا عليكم يرجموكم ) الواقعة تعليلا للنهي وبيانا لوجه توكيد النهي بالنون . فهي واقعة موقع العلة والبيان وكلاهما يقتضي فصلها عما قبلها .
وجملة ( إنهم إن يظهروا عليكم يرجموكم ) علة للأمر بالتلطف والنهي عن إشعار أحد بهم .
وضمير ( إنهم ) عائد إلى ما أفاده العموم في قوله ( ولا يشعرن بكم أحدا ) فصار ( أحدا ) في معنى جميع الناس على حكم النكرة في سياق شبه النهي .
والظهور أصله : البروز دون سائر . ويطلق على الظفر بالشيء وعلى الغلبة على الغير وهو المراد هنا .
قال تعالى ( أو الطفل الذين لم يظهروا على عورات النساء ) وقال ( وأظهره الله عليه ) وقال ( تظاهرون عليهم بالإثم والعدوان ) .
والرجم : القتل برمي الحجارة على المرجوم حتى يموت وهو قتل إذلال وإهانة وتعذيب .
وجملة ( يرجموكم ) جواب شرط ( إن يظهروا عليكم ) . ومجموع جملتي الشرط وجوابه دليل على خبر ( إن ) المحذوف لدلالة الشرط وجوابه عليه .
ومعنى ( يعيدوكم في ملتهم ) يرجعلوكم إلى الملة التي هي من خصائصهم أي لا يخلو أمرهم عن أحد الأمرين إما إرجاعكم إلى دينهم أو قتلكم .
والملة . الدين . وقد تقدم في سورة يوسف عند قوله ( إني تركت ملة قوم لا يؤمنون بالله ) .
وأكد التحذير من الإرجاع إلى ملتهم بأنها يترتب عليها انتفاء فلاحهم في المستقبل لما دلت عليه حرف ( إذا ) من الجزائية .
و ( أبدا ) ظرف للمستقبل كله . وهو تأكيد لما دل عليه النفي ب ( لن ) من التأييد أو ما يقاربه .
( وكذلك أعثرنا عليهم ليعلموا أن وعد الله حق وأن الساعة لا ريب فيها ) انتقل إلى جزء القصة الذي هو موضع عبرة أهل زمانهم بحالهم وانتفاعهم وباطمئنان قلوبهم لوقوع البعث يوم القيامة بطريقة التقريب بالمشاهدة وتأييد الدين بما ظهر من كرامة أنصاره .
وقد كان القوم الذين عثروا عليهم مؤمنين مثلهم فكانت آيتهم آية تثبيت وتقوية إيمان .
فالكلام عطف على قوله ( وكذلك بعثناهم ) الآية .
والقول في التشبيه والإشارة في ( وكذلك ) نظير القول في الذي قبله آنفا .
والعثور على الشيء : الاطلاع عليه والظفر به بعد الطلب . وقد كان الحدث عن أهل الكهف في تلك المدينة يتناقله أهلها فيسر الله لأهل المدينة العثور عليهم للحكمة التي في قوله ( ليعلموا أن وعد الله حق ) الآية .
ومفعول ( أعثرنا ) محذوف دل عليه عموم ( ولا يشعرن بكم أحدا ) . تقديره : أعثرنا أهل المدينة عليهم .
وضمير ( ليعلموا ) عائد إلى المفعول المحذوف المقدر لأن المقدر كالمذكور