وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

والملء : كون المظروف حالا في جميع فراغ الظرف بحيث لا تبقى في الظرف سعة لزيادة شيء من المظروف فمثلت الصفة النفسية بالمظروف ومثل عقل الإنسان بالظرف ومثل تمكن الصفة من النفس بحيث لا يخالطها تفكير في غيرها بملء الظرف بالمظروف فكان في قوله ( ملئت ) استعارة تمثيلية وعكسه قوله تعالى ( وأصبح فؤاد أم موسى فارغا ) .
A E وانتصب ( رعبا ) على تمييز النسبة المحول عن الفاعل في المعنى لأن الرعب هو الذي يملأ . فلما بني الفعل إلى المجهول لقصد الإحمال ثم التفصيل صار ما حقه أن يكون فاعلا تمييزا . وهو إسناد بديع حصل منه التفصيل بعد الإجمال وليس تمييزا محولا عن المفعول كما قد يلوح بادئ الرأي .
والرعب تقدم في قوله تعالى ( سنلقي في قلوب الذين كفروا الرعب ) في سورة آل عمران .
وقرأ نافع وابن كثير ( ولملئت ) " بتشديد اللام " على المبالغة في الملء . وقرأ الباقون بتخفيف اللام على الأصل .
وقرأ الجمهور ( رعبا ) " بسكون العين " . وقرأه ابن عامر والكسائي وأبو جعفر ويعقوب " بضم العين " .
( وكذلك بعثناهم ليتسالوا بينهم قال قائل منهم كم لبثتم قالوا لبثنا يوما أو بعض يوم قالوا ربكم اعلم بما لبثتم فابعثوا أحدكم بورقكم هذه إلى المدينة فلينظر أيها أزكى طعاما فليأتكم برزق منه وليتلطف ولا يشعرن بكم أحدا [ 19 ] إنهم إن يظهروا عليكم يرجموكم أو يعيدوكم في ملتهم ولن تفلحوا إذا أبدا [ 20 ] ) عطف لجزء من القصة الذي فيه عبرة لأهل الكهف بأنفسهم ليعلموا من أكرمهم الله به من حفظهم عن أن تنالهم أيدي أعدائهم بإهانة ومن إعلامهم علم اليقين ببعض كيفية البعث فإن علمه عظيم وقد قال إبراهيم ( رب أرني كيف تحيي الموتى ) .
والإشارة بقوله ( وكذلك ) إلى المذكور من إنامتهم وكيفيتها أي كما أنمناهم قرونا بعثناهم . ووجه الشبه : أن في الإفاقة آية على عظيم قدرة الله تعالى مثل آية الإنامة .
ويجوز أن يكون تشبيه البعث المذكور بنفسه للمبالغة في التعجب كما تقدم في قوله ( وكذلك جعلناكم أمة وسطا ) .
وتقدم الكلام على معنى البعث في الآية المتقدمة وفي حسن موقع لفظ البعث في هذه القصة وفي التعليل من قوله ( ليتساءلوا ) عند قوله ( ثم بعثناهم لنعلم أي الحزبين أحصى ) . والمعنى : بعثناهم فتساءلوا بينهم .
وجملة ( قال قائل منهم ) بيان لجملة ( ليتساءلوا ) . وسميت هذه المحاورة تساؤلا لأنهما تحاور عن تطلب كل رأي الآخر للوصول إلى تحقيق المدة . والذين قالوا ( لبثنا يوما أو بعض ) هم من عدا الذي قال ( كم لبثتم ) .
واسند الجواب إلى ضمير جماعتهم : إما لأنهم تواطأوا عليه وإما على إرادة التوزسع أي منهم من قال : لبثنا يوما ومنهم من قال : لبثنا بعض يوم . وعلى هذا يجوز أن تكون ( أو ) للتقسيم في القول بدليل قوله بعد ( قالوا ربكم أعلم بما لبثتم ) أي لما اختلفوا رجعوا فعدلوا عن القول بالظن إلى تفويض العلم إلى الله تعالى وذلك من كمال إيمانهم . فالقائلون ( ربكم أعلم بما لبثتم ) يجوز أن يكون جميعهم وهو الظاهر ويجوز أن يكون قول بعضهم فأسند إليهم لأنهم رأوه صوابا .
وتفريع قولهم ( فابعثوا أحدكم ) على قولهم ( ربكم أعلم بما لبثتم ) لأنه في معنى فدعوا الخوض في مدة اللبث فلا يعلمها إلا الله وخذوا في شيء آخر مما يهمكم وهو قريب من الأسلوب الحكيم . وهو تلقي السائل بغير ما يتطلب تنبيها على أن غيره أولى بحاله ولولا قولهم ( ربكم أعلم بما لبثتم ) لكان قولهم ( فابعثوا أحدكم ) عين الأسلوب الحكيم .
والورق " بفتح الواو وكسر الراء : الفضة . وكذلك قرأه الجمهور . ويقال ورق " بفتح الواو وسكون الراء " وبذلك قرأ أبو عمرو وحمزة وأبو بكر عن عاصم وروح عن يعقوب وخلف . والمراد بالورق هنا القطعة المسكوكة من الفضة وهي الدراهم . قيل : كانت من دراهم " دقيوس " سلطان الروم .
والإشارة بهذه إلى دراهم معينة عندهم والمدينة هي " أبسس " " بالباء الموحدة " . وقد قدمنا ذكرها في صدر القصة