والباء للملابسة أي القصص المصاحب للصدق لا للتخرصات .
A E والقصص : سرد خبر طويل فالإخبار بمخاطبة مفرقة ليس بقصص وتقدم في طالع سورة يوسف .
والنبأ : الخبر الذي فيه أهمية وله شأن .
وجملة ( إنهم فتية ) مبينة للقصص والنبأ . وافتتاح الجملة بحرف التأكيد لمجرد الاهتمام لا لرد الإنكار .
وزيادة الهدى يجوز أن يكون تقوية هدى الإيمان المعلوم من قوله ( آمنوا بربهم ) بفتح بصائرهم للتفكير في وسائل النجاة بإيمانهم وألهمهم التوفيق والثبات فكل ذلك هدى زائد على هدى الإيمان .
ويجوز أن تكون تقوية فضل الإيمان بفضل التقوى كما في قوله تعالى ( والذين اهتدوا زادهم هدى وآتاهم تقواهم ) .
والزيادة : وفرة مقدار شيء مخصوص مثل وفرة عدد المعدود ووزن الموزون ووفرة سكان المدينة .
وفعل ( زاد ) يكون قاصرا مثل قوله تعالى ( وأرسلناه إلى مائة ألف أو يزيدون ) . ويكون متعديا كقوله ( فزادهم الله مرضا ) . وتستعار الزيادة لقوة الوصف كما هنا .
والربط على القلب مستعار إلى تثبيت الإيمان وعدم التردد فيه . فلما شاع إطلاق القلب على الاعتقاد استعير الربط عليه للتثبيت على عقده . كما قال تعالى ( لولا أن ربطنا على قلبها لتكون من المؤمنين ) . ومنه قولهم : هو رابط الجأش . وفي ضده يقال : اضطرب قلبه . وقال تعالى ( وبلغت القلوب الحناجر ) . استعير الاضطراب ونحوه للتردد والشك في حصول شيء .
وتعدية فعل ( ربطنا ) بحرف الاستعلاء للمبالغة في الشد لأن حرف الاستعلاء مستعار لمعنى التمكن من الفعل .
و ( إذ قاموا ) ظرف للربط أي كان الربط في وقت في قيامهم . أي كان ذلك الخاطر الذي قاموا به مقارنا لربط الله على قلوبهم أي لولا ذلك لما أقدموا على مثل ذلك العمل وذلك القول .
والقيام يحتمل أن يكون حقيقيا بأن وقفوا بين يدي ملك الروم المشرك أو وقفوا في مجامع قومهم خطباء معلنين فساد عقيدة الشرك . ويحتمل أن يكون القيام مستعارا للإقدام والجسر على عمل عظيم وللاهتمام بالعمل أو القول تشبيها للاهتمام بقيام الشخص من قعود للإقبال على عمل ما كقول النابغة : .
بأن حصنا وحيا من بني أسد ... قاموا فقالوا حمانا غير مقروب فليس في ذلك قيام بعد قعود بل قد يكونون قالوه وهم قعود .
وعرفوا الله بطريق الإضافة إلى ضميرهم : إما لأنهم عرفوا من قبل بأنهم عبدوا الله المنزه عن الجسم وخصائص المحدثات وإما لأن الله لم يكن معروفا باسم علم عند أولئك المشركين الذين يزعمون أن رب الأرباب هو " جوبتير " الممثل في كوكب المشتري فلم يكن طريق لتعريفهم الإله الحق إلا طريق الإضافة . وقريب منه ما حكاه الله عن قول موسى لفرعون بقوله تعالى ( قال فرعون وما رب العالمين قال رب السماوات والأرض وما بينهما إن كنتم موقنين ) .
وهذا إن كان القول مسوقا إلى قومهم المشركين قصدوا به إعلان إيمانهم بين قومهم وإظهار عدم الاكتراث بتهديد الملك وقومه فيكون موقفهم هذا كموقف بني إسرائيل حين قالوا لفرعون ( لا ضير إنا إلى ربنا منقلبون ) أو قصدوا به موعظة قومهم بدون مواجهة خطابهم استنزالا لطائرهم على طريقة التعريض من باب " إياك أعني فاسمعي يا جارة " . واستقصاء لتبليغ الحق إليهم . وهذا هو الأظهر لحمل القيام على حقيقته ولأن القول نسب إلى ضمير جمعهم دون بعضهم . بخلاف الإسناد في قوله ( قال قائل منهم كم لبثتم ) تقتضي أن يكون المقول له ذلك فريقا آخر ولظهور قصد الاحتجاج من مقالهم . ويكون قوله ( رب السماوات والأرض ) خبر المبتدأ إعلاما لقومهم بهذه الحقيقة وتكون جملة ( لن ندعو ) استئنافا . وإن كان هذا القول قد جرى بينهم في خاصتهم تمهيدا لقوله ( وإذ اعتزلتموهم ) الخ . فالتعريف بالإضافة لأنها أخطر طريق بينهم ولأنها تتضمن تشريفا لأنفسهم . ويكون قوله ( رب السماوات والأرض ) صفة كاشفة وجملة ( لن ندعو من دونه إلها ) خبر المبتدأ .
وذكروا الدعاء دون العبادة لأن الدعاء يشمل الأقوال كلها من إجراء وصف الإلهية على غير الله ومن نداء غير الله عند السؤال .
وجملة ( لقد قلنا إذن شططا ) استئناف بياني لما أفاده توكيد النفي ب " لن " . وإن وجود حرف الجواب في خلال الجملة بنادي على كونها متفرعة على التي قبلها . واللام للقسم .
A E