وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

واللبث : الاستقرار في المكان أي لا يستقرون في مكة بل يخرجون منها فلا يرجعون . وقد خرج رسول الله A بعد ذلك مهاجرا وكانوا السبب في خروجه فكأنهم أخرجوه كما تقدم عند قوله تعالى ( وأخرجوهم من حيث أخرجوكم ) في سورة البقرة فلم يلبث الذين تسببوا في إخراجه وألبوا عليه قومهم بعده إلا قليلا ثم خرجوا إلى وقعة بدر فلقوا حتفهم هنالك فلم يرجعوا وحق عليهم الوعيد وأبقى الله عامتهم ودهاءهم لضعف كيدهم فأراد الله أن يدخلوا في الإسلام بعد ذلك .
وفي الآية إيماء إلى أن الرسول سيخرج من مكة وأن مخرجيه أي المتسببين في خروجه لا يلبثون بعده بمكة إلا قليلا .
والسنة : العادة والسيرة التي يلتزمها صاحبها . وتقدم القول في أنها اسم جامد أو اسم مصدر عند قوله تعالى ( قد خلت من قبلكم سنن ) أي عادة الله في كل رسول أخرجه قومه أن لا يبقوا بعده خرج هود من ديار عاد إلى مكة وخرج صالح من ديار ثمود وخرج إبراهيم ولوط وهلكت أقوامهم فإضافة ( سنة ) إلى ( من قد أرسلنا ) لأدنى ملابسة أي سنتنا فيهم بدليل قوله ( ولا تجد لسنتنا تحويلا ) فإضافته إلى ضمير الجلالة هي الإضافة الحقيقية .
وانتصب ( سنة ) من ( من قد أرسلنا ) على المفعولية المطلقة . فإن كانت ( سنة ) اسم مصدر فهو بدل من فعله . والتقدير : سننا ذلك لمن أرسلنا قبلك من رسلنا أي لأجلهم . فلما عدل عن الفعل إلى المصدر أضيف المصدر إلى المتعلق بالفعل إضافة المصدر إلى مفعوله على التوسع ؛ وإن كانت ( سنة ) اسما جامدا فانتصابه على الحال لتأويله بمعنى اشتقاقي .
وجملة ( سنة من قد أرسلنا ) مستأنفة استئنافا بيانيا لبيان سبب كون لبثهم بعده قليلا . وإنما سن الله هذه السنة لرسله لأن تآمر الأقوام على إخراجهم يستدعي حكمة الله تعالى لأن تتعلق إرادته بأمره إياهم بالهجرة لئلا يبقوا مرموقين بعين الغضاضة بين قومهم وأجوارهم بشبه ما كان يسمى بالخلع عند العرب .
وجملة ( ولا تجد لسنتنا تحويلا ) اعتراض لتكملة البيان .
والمعنى : أن ذلك كائن لا محالة لأننا أجريناه على الأمم السالفة ولأن عادتنا لا تتحول .
والتعبير ب ( لا تجد ) مبالغة في الانتفاء كما في قوله ( ولا تجد أكثرهم شاكرين ) في سورة الأعراف .
والتحويل : تغيير الحال وهو التبديل . ومن غريب التفسير أن المراد : أن اليهود قالوا للنبي الحق بأرض الشام فإنها أرض الأنبياء فصدق النبي قولهم فغزا غزوة تبوك لا يريد إلا الشام فلما بلغ تبوك أنزل الله هذه الآية وهي رواية باطلة . وسبب غزوة تبوك معروف في كتب الحديث والسير ومن أجل هذه الرواية قال فريق : إن الآية مدنية كما تقدم في صدر السورة .
( أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودا [ 78 ] ) كان شرع الصلوات الخمس للأمة ليلة الإسراء كما ثبت في الحديث الصحيح ولكنه كان غير مثبت في التشريع المتواتر إنما أبلغه النبي أصحابه فيوشك أن لا يعلمه غيرهم ممن يأتي من المسلمين . وأيضا فقد عينت الآية أوقاتا للصلوات بعد تقرر فرضها فلذلك جاءت هذه الآية في هذه السورة التي نزلت عقب حادث الإسراء جمعا للتشريع الذي شرع للأمة أيامئذ المبتدأ بقوله تعالى ( وقضى ربك أن لا تعبدوا إلا إياه ) الآيات .
فالجملة استئناف ابتدائي . ومناسبة موقعها عقب ما قبلها أن الله لما امتن على النبي A بالعصمة وبالنصر ذكره بشكر النعمة بان أمره بأعظم عبادة يعبده بها وبالزيادة منها طلبا لازدياد النعمة عليه كما دل عليه قوله في آخر الآية ( عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا ) .
فالخطاب بالأمر للنبي A ولكن قد تقرر من اصطلاح القرآن أن خطاب النبي بتشريع تدخل فيه أمته إلا إذا دل دليل على اختصاصه بذلك الحكم وقد علم المسلمون ذلك وشاع بينهم بحيث ما كانوا يسألون عند اختصاص حكم إلا في مقام الاحتمال القوي كمن سأله : ألنا هذه أم للأبد ؟ فقال : بل للأبد .
والإقامة : مجاز في المواظبة والإدامة . وقد تقدم عند قوله تعالى ( ويقيمون الصلاة ) في أول سورة البقرة .
واللام في ( لدلوك الشمس ) لام التوقيت . وهي بمعنى ( عند ) .
A E