وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وإضافة الضعف إلى الحياة وإلى الممات على معنى ( في ) فإن تقدير معنى ( في ) بين المتضايفين لا يختص بإضافة ما يضاف إلى الأوقات . فالتقدير : لأذقناك ضعفا في الحياة وضعفا في الممات فضعف عذاب الحياة هو تراكم المصائب والأرزاء في مدة الحياة أي العمر بزوال ما كان يناله من بهجة وسرور بتمام دعوته وانتظام أمته ذلك أن يتمكن منه أعداؤه وعذاب الممات أن يموت مكمودا مستذلا بين كفار يرون أنهم قد فازوا عليه بعد أن أشرفوا على السقوط أمامه .
ويشبه أن يكون قوله ( وضعف الممات ) في استمرار ضعف الحياة فيكون المعنى : لأذقناك ضعف الحياة حتى الممات .
فليس المراد من ضعف الممات عذاب الآخرة لأن النبي A لو ركن إليهم شيئا قليلا لكان ذلك عن اجتهاد واجتلابا لمصلحة الدين في نظره فلا يكون على الاجتهاد عقاب في الآخرة إذ العقاب الأخروي لا يكون إلا على مخالفة في التكليف وقد سوغ الله لنبيه الاجتهاد وجعل للمخطئ في اجتهاده أجرا كما قرر في تفسير قوله تعالى ( لولا كتاب من الله سبق لمسكم فيما أخذتم عذاب عظيم ) في سورة الأنفال .
وأما مصائب الدنيا وأرزاؤها فهي مسببة على أسباب من الأغلاط والأخطاء فلا يؤثر في التفادي منها حسن النية إن كان صاحبها قد أخطأ وجه الصواب فتدبر في هذه المعاني تدبر ذوي الألباب ولهذا خولف التعبير المعتاد استعماله لعذاب الآخرة . وعبر هنا ب ( ضعف الحياة وضعف الممات ) .
وجملة ( ثم لا تجد لك علينا نصيرا ) معطوفة على جملة ( لأذقناك ) .
وموقعها تحقيق عدم الخلاص من تلك الإذاقة . و ( ثم ) للترتيب الرتبي لأن عدم الخلاص من العذاب أهم من إذاقته فرتبته في الأهمية أرقى . والنصير : الناصر المخلص من الغلبة أو الذي يثأر للمغلوب أي لا تجد لنفسك من ينتصر لك فيصدنا عن إلحاق ذلك بك أو يثأر لك منا .
( وإن كادوا ليستفزونك من الأرض ليخرجوك منها وإذا لا يلبثون خلفك إلا قليلا [ 76 ] سنة من قد أرسلنا قبلك من رسلنا ولا تجد لسنتنا تحويلا [ 77 ] ) عطف على جملة ( وإن كادوا ليفتنونك ) تعدادا لسيئات أعمالهم . والضمائر متحدة .
والاستفزاز : الحمل على الترحل وهو استفعال من فز بمعنى بارح المكان أي كادوا أن يسعوا أن تكون فازا أي خارجا من مكة . وتقدم معنى هذا الفعل عند قوله ( واستفزز من استطعت ) في هذه السورة . والمعنى : كادوا أن يخرجوك من بلدك . وذلك بأن هموا بأن يخرجوه كرها ثم صرفهم الله عن ذلك ليكون خروجه بغير إكراه حين خرج مهاجرا عن غير علم منهم لأنهم ارتأوا بعد زمان أن يبقوه بينهم حتى يقتلوه .
والتعريف في ( الأرض ) تعريف العهد أي من أرضك وهي مكة .
وقوله ( ليخرجوك ) تعليل للاستفزاز أي استفزازا لقصد الإخراج .
والمراد بالإخراج : مفارقة المكان دون رجوع . وبهذا الاعتبار جعل علة للاستفزاز لأن الاستفزاز أعم من الإخراج .
وجملة ( وإذا لا يلبثون خلفك ) عطف على جملة ( وإن كادوا ) . أو هي اعتراض في آخر الكلام فتكون الواو للاعتراض و ( إذا ) ظرفا لقوله ( لا يلبثون ) وهي ( إذ ) الملازمة الإضافة إلى الجملة .
ويجوز أن يكون ( إذا ) حرف جواب وجزاء لكلام سابق وهي التي نونها حرف من الكلمة ولكن كثرت كتابتها بألف في صورة الاسم المنون . والأصل فيها أن يكون الفعل بعدها منصوبا ب ( أن ) مضمرة فإذا وقعت بعد عاطف جاز رفع المضارع بعدها ونصبه .
ويجوز أن تكون ( إذا ) ظرفا للزمان وتنونيها عوض عن جملة محذوفة على قول جماعة من نحاة الكوفة . وهو غير بعيد . ألا ترى أنها إذا وقعت بعد عاطف لم ينتصب بعدها المضارع إلا نادرا لانتفاء معنى التسبب ولأنها حينئذ لا يظهر فيها معنى الجواب والجزاء .
والتقير : وإذا أخرجوك أو وإذا خرجت لا يلبثون خلفك إلا قليلا .
وقرأ الجمهور ( خلفك ) .
و ( خلفك ) أريد به بعدك . وأصل الخلف الوراء فاستعمل مجازا في البعدية أي لا يلبثون بعدك .
وقرأ ابن عامر وحمزة والكسائي وحفص وخلف ( خلافك ) وهو لغة في خلف . وتقدم عند قوله تعالى ( بمقعدهم خلاف رسول الله ) .
A E