وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وجئ بصيغة المضارع في ( نخوفهم ) للإشارة إلى تخويف حاضر فإن الله خوفهم بالقحط والجوع حتى رأوا الدخان بين السماء والأرض وسألوا الله كشفه فقال تعالى ( إنا كاشفوا العذاب قليلا إنكم عائدون ) فذلك وغيره من التخويف الذي سبق فلم يزدهم إلا طغيانا . فالظاهر أن هذه الآية نزلت في مدة حصول بعض المخوفات .
وقد اختير الفعل المضارع في ( نخوفهم ) و ( يزيدهم ) لاقتضائه تكرر التخويف وتجدده وأنه كلما تجدد التخويف تجدد طغيانهم وعظم .
والكبير : مستعار لمعنى الشديد القوي في نوع الطغيان . وقد تقدم عند قوله تعالى ( قل قتال فيه كبير ) في سورة البقرة .
( وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس قال أسجد لمن خلقت طينا [ 61 ] قال أرأيتك هذا الذي كرمت علي لئن أخرتن إلى يوم القيامة لأحتنكن ذريته إلا قليلا [ 62 ] ) عطف على جملة ( وإذ قلنا لك إن ربك أحاط بالناس ) أي واذكر إذ قلنا للملائكة . والمقصود من هذا تذكير النبي A بما لقي الأنبياء قبله من معاندة الأعداء والحسدة من عهد آدم حين حسده إبليس على فضله . وأنهم لا يعدمون مع ذلك معترفين بفضلهم وهم خيرة زمانهم كما كانت الملائكة نحو آدم " عليه السلام " وأن كلا الفريقين في كل عصر يمت إلى أحد الفريقين الذي في عهد آدم فلفريق الملائكة المؤمنون ولفريق الشيطان الكافرون . كما أومأ إليه قوله تعالى ( قال اذهب فمن تبعك منهم ) الآية ففي ذلك تسلية للنبي A . فأمر الله نبيه بأن يذكر ذلك يتضمن تذكيره إياه به وذكر النبي ذلك موعظة للناس بحال الفريقين لينظر العاقل أين يضع نفسه .
وتفسير قصة آدم وبيان كلماتها مضى في سورة البقرة وما بعدها .
والاستفهام في ( أأسجد ) إنكار أي لا يكون .
وجملة ( قال أ أسجد ) مستأنفة استئنافا بيانيا لأن استثناء إبليس من حكم السجود لم يفد أكثر من عدم السجود . وهذا يثير في نفس السامع أن يسأل عن سبب التخلف عن هذا الحكم منه فيجاب بما صدر منه حين الاتصاف بعدم السجود أنه عصيان لأمر الله ناشئ عن جهله وغروره .
وقوله ( طينا ) حال من اسم الموصول أي الذي خلقته في حال كونه طينا فيفيد معنى أنك خلقته من الطين . وإنما جعل جنس الطين حالا منه للإشارة إلى غلبة العنصر الترابي عليه لأن ذلك أشد في تحقيره في نظر إبليس .
وجملة ( قال أرأيتك ) بدل اشتمال من جملة ( أ أسجد لمن خلقت طينا ) باعتبار ما تشتمل عليه من احتقار آدم وتغليط الإرادة من تفضيله . فقد أعيد إنكار التفضيل بقوله ( أرأيتك ) المفيد الإنكار . وعلل الإنكار بإضمار المكر لذريته ولذلك فصلت جملة ( قال أرأيتك ) عن جملة ( قال أ أسجد ) كما وقع في قوله تعالى ( فوسوس إليه الشيطان قال يا آدم هل أدلك على شجرة الخلد ) .
و ( أرأيتك ) تركيب يفتتح بها الكلام الذي يراد تحقيقه والاهتمام به . ومعناه : أخبرني عما رأيت وهو مركب من همزة استفهام و ( رأى ) التي بمعنى علم وتاء المخاطب المفرد المرفوع ثم يزاد على ضمير الخطاب كاف خطاب تشبه ضمير الخطاب المنصوب بحسب المخاطب واحدا أو متعددا . يقال : أرأيتك وأرأيتكم كما تقدم في قوله تعالى ( قل أرأيتكم إن أتاكم عذاب الله أو أتتكم الساعة ) في سورة الأنعام . وهذه الكاف عند البصريين تأكيد لمعنى الخطاب الذي تفيده تاء الخطاب التي في محل رفع وهو يشبه التوكيد اللفظي . وقال الفراء : الكاف ضمير نصب والتركيب : أرأيت نفسك . وهذا أقرب للاستعمال ويسوغه أن أفعال الظن والعلم قد تنصب على المفعولية ما هو ضمير فاعلها نحو قول طرفة : .
فما لي أراني وابن عمي مالكا ... متى أدن منه ينأ عني ويبعد أي أرى نفسي .
واسم الإشارة مستعمل في التحقير كقوله تعالى ( أهذا الذي يذكر آلهتكم ) . والمعنى : أخبرني عن نيتك أهذا الذي كرمته علي بلا وجه .
وجملة ( لئن أخبرتني إلى يوم القيامة ) الخ مستأنفة استئنافا ابتدائيا وهي جملة قسمية واللام موطنة للقسم المحذوف مع الشرط والخبر مستعمل في الدعاء فهو في معنى قوله ( قال رب فأنظرني إلى يوم يبعثون )