وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

( وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس ) عطف على جملة ( وما منعنا أن نرسل بالآيات ) وما بينهما معترضات .
والرؤيا أشهر استعمالها في رؤيا النوم وتستعمل في رؤية العين كما نقل عن ابن عباس في هذه الآية قال : هي رؤيا عين أريها النبي A ليلة أسري به إلى بيت المقدس رواه الترمذي وقال : إنه قول عائشة ومعاوية وسبعة من التابعين سماهم الترمذي . وتأويلها جماعة أنها ما رآه ليلة أسري به إذ رأى بيت المقدس وجعل يصفه للمشركين ورأى عيرهم واردة في مكان معين من الطريق ووصف لهم حال رجال فيها فكان كما وصف . ويؤيد هذا الوجه قوله ( التي أريناك ) فإنه وصف للرؤيا ليعلم أنها رؤية عين . وقيل : رأى أنه يدخل مكة في سنة الحديبية فرده المشركون فلم يدخلها فافتتن بعض من أسلموا فلما كان العام المقبل دخلها .
وقيل : هي رؤيا مصارع صناديد قريش في بدر أريها النبي A قبل ذلك أي بمكة . وعلى هذين القولين فهي رؤيا نوم ورؤيا الأنبياء وحي .
والفتنة : اضطراب الرأي واختلال نظام العيش وتطلق على العذاب المكرر الذي لا يطاق . قال تعالى ( إن الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات ) وقال ( يوم هم على النار يفتنون ) . فيكون المعنى على أول القولين في الرؤيا أنها المرئي وهو عذابهم بالسيف فتنة لهم .
( والشجرة الملعونة في القرآن ) ( والشجرة ) عطف على الرؤيا أي ما جعلنا ذكر الشجرة الملعونه في القرآن إلا فتنة للناس . وهذا إشارة إلى قوله تعالى ( إنها شجرة تخرج في أصل الجحيم طلعها كأنه رؤوس الشياطين فإنهم لآكلون منها فمالئون منها البطون ) في سورة الصافات . وقوله ( إن شجرة الزقوم طعام الأثيم ) الآية في سورة الدخان وقوله ( إنكم أيها الضالون المكذبون لآكلون من شجر من زقوم ) في سورة الواقعة .
روي أن أبا جهل قال : " زعم صاحبكم أن نار جهنم تحرق الحجر ثم يقول بأن في النار شجرة لا تحرقها النار " . وجهلوا أن الله يخلق في النار شجرة لا تأكلها النار . وهذا مروي عن ابن عباس وأصحابه في أسباب النزول للواحدي وتفسير الصبري . وروي أن ابن الزبعري قال : الزقوم التمر بالزبد بلغة اليمن وأن أبا جهل أمر جارية فأحضرت تمرا وزبدا وقال لأصحابه : تمزقوا . فعلى هذا التأويل فالمعنى : أن شجرة الزقوم سبب فتنة كفرهم وانصرافهم عن الإيمان . ويتعين أن يكون معنى جعل شجرة الزقوم فتنة على هذا الوجه أن ذكرها كان سبب فتنة بحذف مضاف وهو ذكر بقرينة قوله ( الملعونة في القرآن ) لأن ما وصفت به في آيات القرآن لعن لها .
ويجوز أن يكون المعنى : أن إيجادها فتنة . أي عذاب مكرر كما قال ( إنا جعلناها فتنة للظالمين ) .
والملعونة أي المذمومة في القرآن في قوله ( طعام الأثيم ) وقوله ( طلعها كأنه رؤوس الشياطين ) وقوله ( كالمهل تغلي في البطون كغلي الحميم ) . وقيل معنى الملعونة : أنها موضوعة في مكان اللعنة وهي الإبعاد من الرحمة لأنها مخلوقة في موضع العذاب . وفي الكشاف : قيل تقول العرب لكل طعام ضار : ملعون .
( ونخوفهم فما يزيدهم إلا طغيانا كبيرا [ 60 ] ) عطف على جملة ( وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون ) الدال على أنهم متصلبون في كفرهم مكابرون معاندون . وهذه زيادة في تسلية النبي A حتى لا يأسف من أن الله لم يرهم آيات . لأن النبي A حريص على إيمانهم . كما قال موسى " عليه السلام " ( فلا يؤمنوا حتى يروا العاب الأليم ) .
ويوجد في بعض التفاسير أن ابن العباس قال : في الشجرة الملعونة بنو أمية . وهذا من الأخبار المختلفة عن ابن عباس ولا إخالها إلا مما وضعه الوضاعون في زمن الدعوة العباسية لإكثار المنفرات من بني أمية وأن وصف الشجرة بأنها الملعونة في القرآن صريح في وجود آيات في القرآن ذكرت فيها شجرة ملعونة وهي شجرة الزقوم كما علمت . ومثل هذا الاختلاق خروج عن وصايا القرآن في قوله ( ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان ) .
A E