وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وفي الكلام حذف دل عليه الكلام المردود وهو قولهم ( أإذا كنا عظاما ورفاتا إنا لمبعوثون ) . والتقدير : كونوا أشياء أبعد عن قبول الحياة من العظام والرفات .
A E والمعنى : لو كنتم حجارة أو حديدا لأحياكم الله لأنهم جعلوا كونهم عظاما حجة لاستحالة الإعادة فرد عليهم بأن الإعادة مقدرة لله تعالى ولو كنتم حجارة أو حديدا لأن الحجارة والحديد أبعد عن قبول الحياة من العظام والرفات إذ لم يسبق فيهما حلول الحياة قط بخلاف الرفات والعظام .
والتفريع في ( فسيقولون من يعيدنا ) على جملة ( قل كونوا حجارة ) أي قل لهم ذلك فسيقولون لك : من يعيدنا .
وجعل سؤالهم هنا عن المعيد لا عن أصل الإعادة لأن البحث عن المعيد أدخل في الاستحالة من البحث عن أصل الإعادة فهو بمنزلة الجواب بالتسليم الجدلي بعد الجواب بالمنع فإنهم نفوا إمكان إحياء الموتى ثم انتقلوا إلى التسليم الجدلي لأن التسليم الجدلي أقوى في معارضة الدعوى من المنع .
والاستفهام في ( من يعيدنا ) تهكمي . ولما كان قولهم هذا محقق الوقوع في المستقبل أمر النبي بأن يحييهم عندما يقولونه جواب تعيين لمن يعيدهم إبطالا للازم التعكم وهو الاستحالة في نظرهم بقوله ( قل الذي فطركم أول مرة ) إجراء لظاهر استفهامهم على أصله بحمله على خلاف مرادهم لأن ذلك أجدر على طريقة الأسلوب الحكيم لزيادة المحاجة كقوله في محاجة موسى لفرعون ( قال لمن حوله ألا تستمعون قال ربكم ورب آبائكم الأولين ) .
وجيء بالمسند إليه موصولا لقصد ما في الصلة من الإيماء إلى تعليل الحكم بأن الذي فطرهم أول مرة قادر على إعادة خلقهم كقوله تعالى ( وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده وهو أهون عليه ) فإنه لقدرته التي ابتدأ بها خلقكم في المرة الأولى قادر أن يخلقكم مرة ثانية .
والانغاض : التحريك من أعلى إلى أسفل والعكس . فإنغاض الرأس تحريكه كذلك وهو تحريك الاستهزاء .
واستفهموا عن وقته بقولهم ( متى هو ) استفهام تهكم أيضا ؛ فأمر الرسول بأن يجيبهم جوابا حقا إبطالا للازم التهكم كما تقدم في نظيره آنفا .
وضمير ( متى هو ) عائد إلى العود المأخوذ من قوله ( يعيدنا ) كقوله ( اعدلوا هو أقرب للتقوى ) .
و ( عسى ) للرجاء على لسان الرسول A : والمعنى لا يبعد أن يكون قريبا .
و ( يوم يدعوكم ) بدل من الضمير المستتر في ( يكون ) من قوله ( أن يكون قريبا ) . وفتحته فتحة بناء لأنه أضيف إلى الجملة الفعلية .
ويجوز أن يكون ظرفا ل ( يكون ) أي يكون يوم يدعوكم وفتحته فتحة نصب على الظرفية .
والدعاء يجوز أن يحمل على حقيقته أي دعاء الله الناس بواسطة الملائكة الذين يسوقون الناس إلى المحشر .
ويجوز أن يحمل على الأمر التكويني بإحيائهم فأطلق عليه الدعاء لأن الدعاء يستلزم إحياء المدعو وحصول حضوره فهو مجاز في الإحياء والتسخير لحضور الحساب .
والاستجابة مستعارة لمطاوعة معنى ( يدعوكم ) أي فتحيون وتمثلون للحساب أي يدعوكم وأنتم عظام ورفات . وليس للعظام والرفات إدراك واستماع ولا ثم استجابة لأنها فرع السماع وإنما هو تصوير لسرعوا الإحياء والإحضار وسرعة الانبعاث والحضور للحساب بحيث يحصل ذلك كحصول استماع الدعوة واستجابتها في أنه لا معالجة في تحصيله وحصوله ولا ريث ولا بطئ في زمانه .
وضمائر الخطاب على هذا خطاب للكفار القائلين ( من يعيدنا ) والقائلين ( متى هو ) .
والباء في ( بحمده ) للملابسة فهي في معنى الحال أي حامدين فهم إذا بعثوا خلق فيهم إدراك الحقائق فعلموا أن الحق لله .
ويجوز أن يكون ( بحمده ) متعلقا بمحذوف على أنه من كلام النبي A . والتقدير : انطق بحمده كما يقال : باسم الله أي ابتدئ وكما يقال للمعرس : باليمن والبركة أي احمد الله على ظهور صدق ما أنبأتكم به ويكون اعتراضا بين المتعاطفات .
وقيل : إن قوله ( يوم يدعوكم ) استئناف كلام خطاب للمؤمنين فيكون ( يوم يدعوكم ) متعلقا بفعل محذوف أي اذكروا يوم يدعوكم . والحمد على هذا الوجه محمول على حقيقته أي تستجيبون حامدين الله على ما منحكم من الإيمان وعلى ما أعد لكم مما تشاهدون حين انبعاثكم من دلائل الكرامة والإقبال .
A E