وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

أحدها : أن تكون صيغة الأمر في قوله ( كونوا ) مستعملة في معنى التسوية ويكون دليلا على جواب محذوف تقديره : إنكم مبعوثون سواء كنتم عظاما ورفاتا أو كنتم حجارة أو حديدا تنبيها على أن قدرة الله تعالى لا يتعاصى عليها شيء . وذلك إدماج يجعل الجملة في معنى التذييل .
الوجه الثاني : أن تكون صيغة الأمر في قوله ( كونوا ) مستعملة في الفرض أي لو فرض أن يكون الأجساد من الأجسام الصلبة وقيل لكم : إنكم مبعوثون بعد الموت لأحلتم ذلك واستبعدتم إعادة الحياة فيها . وعلى كلا الوجهين يكون قوله ( مما يكبر في صدوركم ) نهاية الكلام ويكون قوله ( فسيقولون من يعيدنا ) مفرعا على جملة ( وقالوا أإذا كنا ) الخ تفريعا على الاستئناف وتكون الفاء للاستئناف وهي بمعنى الواو على خلاف في مجيئها للاستئناف والكلام انتقال لحكاية تكذيب آخر من تكذيباتهم .
الوجه الثالث أن يكون قوله ( قل كونوا حجارة ) كلاما مستأنفا ليس جوابا على قولهم ( أإذا كنا عظاما ورفاتا ) الخ وتكون صيغة الأمر مستعملة في التسوية . وفي هذا الوجه يكون قوله ( فسيقولون من يعيدنا ) متصلا بقوله ( كونوا حجارة أو حديدا ) الخ ومفرعا على كلام محذوف بدل عليه قوله ( كونوا حجارة ) أي فلو كانوا كذلك لقالوا : من يعيدنا أي لانتقلوا في مدارج السفسطة من إحالة الإعادة إلى ادعاء عدم وجود قادر على إعادة الحياة لهم لصلابة أجسادهم .
وبهذه الوجوه يلتئم نظم الآية وينكشف ما فيه من غموض .
والحديد : تراب معدني أي لا يوجد إلا في مغاور الأرض وهو تراب غليظ مختلف الغلظ ثقيل أدكن اللون وهو إما محتت الأجزاء وإما مورقها أي مثل الورق .
وأصنافه ثمانية عشر باعتبار اختلاف تركيب أجزائه وتتفاوت ألوان هذه الأصناف وأشرف أصنافه الخالص وهو السالم في جميع أجزائه من المواد الغريبة . وهذا نادر الوجود وأشهر ألوانه الأحمر ويقسم باعتبار صلابته إلى صنفين أصليين يسميان الذكر والأنثى فالصلب هو الذكر واللين الأنثى . وكان العرب يصفون السيف الصلب القاطع بالذكر . وإذا صهر الحديد بالنار تمازجت أجزاؤه وتميع وصار كالحلواء فمنه ما يكون حديد صب ومنه ما يكون حديد تطريق ومنه فولاذ . وكل صنف من أصنافه صالح لما يناسب سبكه منه على اختلاف الحاجة فيها إلى شدة الصلابة مثل السيوف والدروع . ومن خصائص الحديد أن يعلوه الصدأ وهو كالوسخ أخضر ثم يستحيل تدريجا إلى أكسد ( كلمة كيمياوية تدل على تعلق أجزاء الأكسجين بجسم فتفسده ) وإذا لم يتعهد الحديد بالصقل والزيت أخذ الصدأ في نخر سطحه وهذا المعدن يوجد في غالب البلاد . وأكثر وجوده في بلاد الحبشة وفي صحراء مصر . ووجدت في البلاد التونسية معادن من الحديد . وكان استعمال الحديد من العصور القديمة فإن الطور الثاني من أطور التاريخ يعرف بالعصر الحديدي أي الذي كان البشر يستعمل فيه آلت متخذة من الحديد وذلك من أثر صنعة الحديد وذلك قبل عصر تدوين التاريخ . والعصر الذي قبله يعرف بالعصر الحجري .
وقد اتصلت بتعيين الزمن الذي ابتدئ فيه صنع الحديد أساطير واهية لا ينضبط بها تاريخه . والمقطوع به أن الحديد مستعمل عند البشر قبل ابتداء كتابة التاريخ ولكونه بأكله الصدأ عند تعرضه للهواء والرطوبة لم يبق من آلاته القديمة إلا شيء قليل .
وقد وجدت في " طيبة " ومدافن الفراعنة في " منفيس " بمصر صور على الآثار مرسوم عليها : صور خزائن شاحذين مداهم وقد صبغوها في الصور باللون الأزرق لون الفولاذ وذلك في القرن الحادي والعشرين قبل التاريخ المسيحي . وقد ذكر في التوراة وفي الحديث قصة الذبيح وقصة اختتان إبراهيم بالقدوم . ولم يذكر أن السكين ولا القدوم كانتا من حجر الصوان فالأظهر أنه بآلة الحديد . ومن الحديد تتخذ السلاسل للقيد والمقامع للضرب وسيأتي قوله تعالى ( ولهم مقامع من حديد ) في سورة الحج .
والخلق : بمعنى المخلوق أي أو خلقا آخر مما يعظم في نفوسكم عن قبوله الحياة ويستحيل عندكم على الله إحياؤه مثل الفولاذ والنحاس .
وقوله ( مما يكبر في صدوركم ) صفة ( خلقا ) .
ومعنى ( يكبر ) يعظم وهو عظم مجازي بمعنى القوي في نوعه وصفاته والصدور : العقول أي مما تعدونه عظيما لا يتغير