وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

ويجوز أن يراد بالضلال هنا أصل معناه وهو الحيرة في الطريق وعدم الاهتداء أي ضربوا لك أشباها كثيرة لأنهم تحيروا فيما يعتذرون به عن شأنك العظيم .
A E وتفريع ( فلا يستطيعون سبيلا ) على ( فضلوا ) تفريع لتوغلهم في الحيرة على ضلالهم في ضرب تلك الأمثال .
والسبيل : الطريق واستطاعته استطاعة الظفر به فيجوز أن يراد بالسبيل سبيل الهدى على الوجه الأول في تفسير الضلال ويجوز أن يكون تمثيلا لحال ضلالهم بحال الذي وقف في فيفاء لا يدري من أية جهة يسلك إلى المقصود على الوجه الثاني في تفسير الضلال .
والمعنى على هذا : أنهم تحيروا كيف يصفون حالك للناس لتوقعهم أن الناس يكذبونهم فلذلك جعلوا ينتقلون في وصفه من صفة إلى صفة لاستشعارهم أن ما يصفونه به باطل لا يطابقه الواقع .
( وقالوا أإذا كنا عظاما ورفاتا إنا لمبعوثون خلقا جديدا [ 49 ] ) يجوز أن يكون جملة ( وقالوا ) معطوفة على جملة ( قل لو كان معه آلهة كما تقولون ) باعتبار ما تشتمل عليه من قوله ( كما تقولون ) لقصد استئصال ضلالة أخرى من ضلالاتهم بالحجة الدامغة بعد استئصال التي قبلها بالحجة القاطعة بقوله ( قل لو كان معه آلهة كما تقولون ) الآية وما بينهما بمنزلة الاعتراض .
ويجوز أن تكون عطفا على جملة ( إذ يقول الظالمون إن تتبعون إلا رجلا مسحورا ) التي مضمونها مظروف للنجوى فيكون هذا القول مما تناجوا به بينهم ثم يجهرون بإعلانه ويعدونه حجتهم على التكذيب .
والاستفهام إنكاري .
وتقديم الظرف من قوله ( إذا كنا عظاما ) للاهتمام به لأن مضمونه هو دليل الاستحالة في ظنهم فالإنكار متسلط على جملة ( إنا لمبعوثون ) . وقوة إنكار ذلك مقيد بحالة الكون عظاما ورفاتا وأصل تركيب الجملة : أإنا لمبعوثون إذا كنا عظاما ورفاتا .
وليس المقصود من الظرف التقييد لأن الكون عظاما ورفاتا ثابت لكل من يموت فيبعث .
والبعث : الإرسال . وأطلق هنا على إحياء الموتى لأن الميت يشبه الماكث في عدم مبارحة مكانه .
والعظام : جمع عظم وهو ما منه تركيب الجسد للإنسان والدواب . ومعنى ( كنا عظاما ) أنهم عظام لا لحم عليها .
والرفات : الأشياء المرفوتة أي المفتتة . يقال : رفت الشيء إذا كسره كسرا دقيقة . ووزن فعال يدل على مفعول أفعال التجزئة مثل الدقاق والحطام والجذاذ والفتات .
و ( خلقا جديدا ) حال من ضمير ( مبعوثون ) . وذكر الحال لتصوير استحالة البعث بعد الفناء لأن البعث هو الإحياء فإحياء العظام والرفات محال عندهم وكونهم خلقا جديدا أدخل في الاستحالة .
والخلق : مصدر بمعنى المفعول ولكونه مصدرا لم يتبع موصوفه في الجمع .
( قل كونوا حجارة أو حديدا [ 50 ] أو خلقا مما يكبر في صدوركم فسيقولون من يعيدنا قل الذي فطركم أول مرة فسينغضون إليك رؤوسهم ويقولون متى هو قل عسى أن يكون قريبا [ 51 ] يوم يدعوكم فتستجيبون بحمده وتظنون إن لبثتم إلا قليلا [ 52 ] ) جواب عن قولهم ( أإذا كنا عظاما ورفاتا إنا لمبعوثون خلقا جديدا ) . أمر الله رسوله A بأن يجيبهم بذلك .
وقرينة ذلك مقابلة فعل ( كنا ) في مقالهم بقوله ( كونوا ) ومقابلة ( عظاما ورفاتا ) في مقالهم بقوله ( حجارة أو حديدا ) الخ مقابلة أجسام واهية بأجسام صلبة . ومعنى الجواب أن وهن الجسم مساو لصلابته بالنسبة إلى قدرة الله تعالى على تكييفه كيف يشاء .
لهذا كانت جملة ( قل كونوا حجارة ) الخ غير معطوفة جريا على طريقة المحاورات التي بينتها عند قوله تعالى ( قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ) في سورة البقرة .
وإن كان قوله ( قل ) ليس مبدأ محاورة بل المحاورة بالمقول الذي بعده ؛ ولكن الأمر بالجواب أعطي حكم الجواب فلذلك فصلت جملة ( قل ) .
واعلم أن ارتباط رد مقالتهم بقوله ( كونوا حجارة ) الخ غامض لأنهم إنما استعبدوا أو أحالوا إرجاع الحياة إلى أجسام تفرقت أجزاؤها وانخرم هيكلها ولم يعللوا الإحالة بأنها صارت أجساما ضعيفة فيرد عليهم بأنها لو كانت من أقوى الأجسام لأعيدت لها الحياة .
فبنا أن نبين وجه الارتباط بين الرد على مقالتهم وبين مقالتهم المردودة وفي ذلك ثلاثة وجوه : A E