وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

و ( خير ) تفضيل أي خير من التطفيف أي خير لكم فضل على التطفيف تفضيلا لخير الآخرة الحاصل من ثواب الامتثال على خير الدنيا الحاصل من الاستفضال الذي يطففه المطفف وهو أيضا أفضل منه في الدنيا لأن انشراح النفس الحاصل للمرء من الإنصاف في الحق أفضل من الارتياح الحاصل له باستفضال شيء من المال .
A E والتأويل : تفعيل من الأول . وهو الرجوع . يقال : أوله إذا أرجعه أي أحسن إرجاعا إذا أرجعه المتأمل إلى مراجعة وعواقبه لأن الإنسان عند التأمل يكون كالمنتقل بماهية الشيء في مواقع الأحوال من الصلاح والفساد فإذا كانت الماهية صلاحا استقر رأي المتأمل على ما فيها من الصلاح . فكأنه أرجعها بعد التطواف إلى مكانها الصالح بها وهو مقرها فأطلق على استقرار الرأي بعد الأمل اسم التأويل على طريقة التمثيل وشاع ذلك حتى ساوى الحقيقة .
ومعنى كون ذلك أحسن تأويلا : أن النظر إذا جال في منافع التطفيف في الكيل والوزن وفي مضار الإيفاء فيهما ثم عاد فجال في مضار التطفيف ومنافع الإيفاء استقر وآل إلى أن الإيفاء بهما خير من التطفيف لأن التطفيف يعود على المطفف باقتناء جزء قليل من المال ويكسبه الكراهية والذم عند الناس وغضب الله والسحت في ماله مع احتقار نفسه في نفسه والإيفاء بعكس ذلك يكسبه ميل الناس إليه ورضى الله عنه ورضاه عن نفسه والبركة في ماله .
فهو أحسن تأويلا . وتقدم ذكر التأويل بمعانيه في المقدمة الأولى من مقدمات هذا التفسير .
( ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا [ 36 ] ) القفو : الاتباع يقال : قفاه يقفوه إذا اتبعه وهو مشتق من اسم القفا وهو ما وراء العنق . واستعير هذا الفعل هنا للعمل . والمراد ب ( ما ليس لك به علم ) الخاطر النفساني الذي لا دليل عليه ولا غلبة ظن به .
ويندرج تحت هذا أنواع كثيرة . منها خلة من خلال الجاهلية وهي الطعن في أنساب الناس فكانوا يرمون النساء برجال ليسوا بأزواجهن ويليطون بعض الأولاد بغير آبائهم بهتانا أو سوء ظن إذا راوا بعدا في الشبه بين الابن وأبيه أو رأوا شبهه برجل آخر من الحي أو رأوا لونا مخالفا للون الأب أو الأم تخرصا وجهلا بأسباب التشكل فإن النسل بنزع في الشبه وفي اللون إلى أصول من سلسلة الآباء أو الأمهات الأدنين أو الأبعدين وجهلا بالشبه الناشئ عن الرحم . وقد جاء أعرابي إلى النبي A فقال : إن امرأتي ولدت ولدا أسود " يريد أن ينتفي منه " فقال له النبي " هل لك من إبل ؟ قال : نعم . قال : ما ألوانهن ؟ قال : ورق . قال : وهل فيها من جمل أسود ؟ قال : نعم . قال : فمن أين ذلك ؟ قال : لعله عرق نزعه . فقال النبي A فلعل ابنك نزعه عرق " ونهاه عن الانتفاء منه . فهذا كان شائعا في مجتمعات الجاهلية فنهى الله المسلمين عن ذلك .
ومنها القذف بالزنى وغيره من المساوي بدون مشاهدة وربما رموا الجيرة من الرجال والنساء بذلك . وكذلك كان عملهم إذا غاب زوج المرأة لم يلبثوا أن يلصقوا بها تهمة ببعض جيرتها وكذلك يصنعون إذا تزوج منهم شيخ مسن امرأة شابة أو نصفا فولدت له ألصقوا الولد ببعض الجيرة . ولذلك لما قال النبي A يوما " سلوني " أكثر الحاضرون أن يسأل الرجل فيقول : من أبي ؟ فيقول : أبوك فلان . وكان العرب في الجاهلية يطعنون فينسب أسامة بن زيد من أبيه زيد بن حارثة لأن أسامة كان أسود اللون وكان زيد أبوه أبيض أزهر وقد أثبت النبي A أن أسامة بن زيد بن حارثة . فهذا خلق باطل كان متفشيا في الجاهلية نهى الله المسلمين عن سوء أثره .
ومنها تجنب الكذب . قال قتادة : لا تقف : لا تقل : رأيت وأنت لم تر ولا سمعت وأنت لم تسمع وعلمت وأنت لم تعلم .
ومنها شهادة الزور وشملها هذا النهي وبذلك فسر محمد ابن الحنفية وجماعة .
وما يشهد لإرادة جميع هذه المعاني تعليل النهي بجملة ( إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا ) . فموقع الجملة موقع تعليل أي أنك أيها الإنسان تسأل عما تسنده إلى سمعك وبصرك وعقلك بأن مراجع القفو المنهي عنه إلى نسبة لسمع أو بصر أو عقل في المسموعات والمبصرات والمعتقدات