وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

ومعنى ( جعل السبت ) فرض وعين عليهم أي فرضت عليهم أحكام السبت : من تحريم العمل فيه وتحريم استخدام الخدم والدواب في يوم السبت .
وعدل عن ذكر اسم اليهود أو بني إسرائيل مع كونه أوجز إلى التعبير عنهم بالموصول لأن اشتهارهم بالصلة كاف في تعريفهم مع ما في الموصول وصلته من الإيماء إلى وجه بناء الخبر . وذلك الإيماء هو المقصود هنا لأن المقصود إثبات أن اليهود لم يكونوا على الحنيفية كما علمت آنفا .
وليس معنى فعل ( اختلفوا ) وقوع خلاف بينهم بأمر السبت بل فعل ( اختلفوا ) مراد به خالفوا كما في قول النبي A " واختلافهم على أنبياؤهم " أي عملهم خلاف ما أمر به أنبياؤهم . فحاصل المعنى هكذا : ما فرض السبت على أهل السبت إلا لأنهم لم يكونوا على ملة إبراهيم إذ مما لا شك فيه عندهم أن ملة إبراهيم ليس منها حرمة السبت ولا هو من شرائعها .
ولم يقع التعرض لليوم المقدس عند النصارى لعدم الداعي إلى ذلك حين نزول هذه السورة كما علمت .
ولا يؤخذ من هذا أن ملة إبراهيم كان اليوم المقدس فيها يوم الجمعة لعدم ما يدل على ذلك والكافي في نفي أن يكون اليهود على ملة إبراهيم أن يوم حرمة السبت لم تكن من ملة إبراهيم .
A E ثم الأظهر أن حرمة يوم الجمعة ادخرت للملة الإسلامية لقول النبي A " فهذا اليوم الذي اختلفوا فيه فهدانا الله إليه فالناس لنا فيه تبع اليهود غدا والنصارى بعد غد " . فقوله " فهدانا الله إليه " يدل على أنه لم يسبق ذلك في ملة أخرى .
فهذا وجه تفسير هذه الآية ومحمل الفعل والضمير المجرور في قوله ( اختلفوا فيه ) .
وما ذكره المفسرون من وجوه لا يخلو من تكلف وعدم طائل . وقد جعلوا ضمير ( فيه ) عائدا إلى ( السبت ) . وتأولوا معنى الاختلاف فيه بوجوه . ولا مناسبة بين الخبر وبين ما توهم أنه تعليل له على معنى جعل السبت عليهم لأنهم اختلفوا على نبيهم موسى " عليه السلام " لأجل السبت لأن نبيهم أمرهم أن يعظموا يوم الجمعة فأبوا وطلبوا أن يكون السبت هو المفضل من الأسبوع بعلة أن الله قضى خلق السماوات والأرضين قبل يوم السبت ولم يكن في يوم السبت خلق فعاقبهم الله بالتشديد عليهم في حرمة السبت . كذا نقل عن ابن عباس . وهو لا يصح عنه . وكيف وقد قال الله تعالى ( وقلنا لهم لا تعدوا في السبت ) . وكيف يستقيم أن يعدل موسى " عليه السلام " عن اليوم الذي أمر الله بتعظيمه إلى يوم آخر لشهوة قومه وقد عرف بالصلابة في الدين .
ومن المفسرين من زعم أن التوراة أمرتهم بيوم غير معين فعينوه السبت . وهذا لا يستقيم أن يعدل موسى " عليه السلام " عن اليوم الذي أمر الله بتعظيمه إلى يوم آخر لشهوة قومه وقد عرف بالصلابة في الدين .
ومن المفسرين من زعم أن التوراة أمرتهم بيوم غير معين فعينوه السبت . وهذا لا يستقيم لأن موسى " عليه السلام " عاش بينهم ثمانين سنة فكيف يصح أن يكونوا فعلوا ذلك لسوء فهمهم في التوراة . ولعلك تلوح لك حيرة المفسرين في التئام معاني هذه الآية .
و ( إنما ) للحصر وهو قصر قلب مقصود به الرد على اليهود بالاستدلال عليهم بأنهم ليسوا على ملة إبراهيم لأن السبت جعله الله لهم شرعا جديدا بصريح كتابهم إذ لم يكن عليه يلفهم . وتركيب الاستدلال : إن حرمة السبت لم تكن من ملة إبراهيم فأصحاب تلك الحرمة ليسوا على ملة إبراهيم .
ومعنى ( جعل السبت ) أنه جعل يوما معظما لا عمل فيه أي جعل الله السبت معظما فحذف المفعول الثاني لفعل الجعل لأنه نزل منزلة اللازم إيجازا ليشمل كل أحوال السبت المحكية في قوله تعالى ( وقلنا لهم لا تعدوا في السبت ) وقوله ( إذ يعدون في السبت ) .
وضمن فعل ( جعل ) معنى فرض فعدي بحرف " على "